حرية – (6/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
جبار المشهداني
الضجة الإعلامية الكبيرة بسبب حادثة حصلت أثناء زيارة تفقدية لرئيس الحكومة السيد محمد شياع السوداني لمطار بغداد الذي طالما شكونا من سوء خدماته.
وكالعادة انصب التركيز على مفردة غاضبة أطلقها السوداني بحق مدير عام مطار بغداد وهي كلمة( كافي ) .
ربما هي الكلمة ذاتها التي يريد معظمنا ان نصرخ بها في وجوه الفاسدين والظالمين والقتلة وفي وجه كل من لا يريد خيرا بالعراق واهله وفي وجه كل من عمل لصالح اي جهة خارجية ووجه كل طائفي وكل عميل وكل مرتشي وكل من يتخذ من الدين سبيلا للارتزاق.
ويتفاعل الموضوع ويتم اللجوء إلى التهديد بإتخاذ إجراءات عشائرية من قبل عشيرة الموظف الذي قدم طلبا لاعفاءه من المنصب وظهر في احد القنوات الفضائية متألما من الحيف الذي وقع عليه ومن شعوره بالحرج الشديد أمام عائلته وأولاده وكل معارفه واصدقاءه واقاربه.
انتشار الخبر وتداعياته تجبرنا ان نحلل ما جرى ونفهم كيف ولماذا ومن ومتى وأين وهي الأسئلة التي يجب ان تكون حاضرة في كل خبر صحفي فهل يمكن اعتبار هذه الحادثة خبرا صحفيا دون الغوص في اعماقه؟.
هل نحن بحاجة ماسة الى إعادة التعريف بمفهوم الحقوق والواجبات؟.
هل أخطأ رئيس الوزراء حين وجه إهانة علنية لموظف حكومي بهذه الطريقة؟.
هل يحق لأي عشيرة ان تستعرض بالسلاح اذا دعاها أي من أبنائها الى ( نصرته ) لتعرضه لظلم وظيفي ؟ .
هل يستجيب القضاء الإداري لشكوى مدير عام مطار بغداد اذا قام برفع دعوى ضد رئيس الحكومة ؟ .
هل يطلق رئيس الوزراء هذه الكافي مدوية بوجه الفاسدين واللصوص والفاشلين والطائفيين والعملاء (الكبار) .
سأجيب وفقا لقناعاتي الشخصية ..
نعم نحن بحاجة ماسة لإعادة تعريف الكثير من المفاهيم والمصطلحات ومنها الحقوق والواجبات القانونية والإنسانية فربما التبس على الكثير منا فهم حقيقة هذه المصطلحات وذهبنا الى لوي عنق الحقيقة بما ينسجم مع مصالحنا الشخصية وقي تقديري إننا في مرحلة نحتاج فيها الى علماء إجتماع كبار يعيدون صياغة العلاقة بين أفراد المجتمع فيما بينهم وعلاقة الأفراد بالمؤسسات.
نحتاج إلى الإعتراف اولا إننا نحتاج إلى مراجعة جدية لواقع تعاملاتنا المجتمعية فقد صار الخراب والتدمير سمتين ظاهرتين في مجتمعنا مع وجود نخبة لا يستهان بها من المصلحين والحريصين .
وفي تقديري الشخصي ان الرئيس السوداني أخطأ حين وبخه بهذه الطريقة العلنية وكان باستطاعته إستخدام صلاحياته الدستورية بمعاقبته او عزله او إتخاذ أي إجراء إداري قانوني بحقه.
وربما يجيب البعض ان الرئيس قد انزعج كثيرا وتألم لحال المطار وهو الواجهة الأولى لكل ضيف قادم للعراق أقول مثلما للرئيس حقوق دستورية بموجب مسؤولياته بوصفه رئيسا للحكومة فعليه واجبات بموجب نفس التوصيف فهو هنا يمثل الأب والأخ الكبير لكل عراقي وعليه كتمان مشاعر الغضب وتحمل الألم فهو القائد وأنا على يقين انه تحمل وكتم كثيرا من الألم حين يحدثه( زعماء الفساد وأمراء الطائفية ) عن حقوق ( مناطقهم ومكوناتهم ) فلماذا ايها الأخ والصديق والرئيس تتحملهم وتكتم غضبك وانت تغلي من مرارة حديثهم ولم تحتمل خطأ موظف يدير المطار ؟ .
ربما قال الكثيرون من حولك ( عاشت إيدك ) وهؤلاء هم أول من سينقلب عليك مستقبلا كما انقلب الذين من قبلهم على الذين من قبلك .
أقول بصراحتي التي تعرفها دولة الرئيس أتمنى أن تكون هذه الكافي حاضرة في المستقبل بقوة مع الذين تحملناهم طوال عشرين عاما من حياتنا التي لم يبق فيها عشرين أخرى وما زلت أكرراعتقادي وأملي بك كبير جدا انك ستنصفنا منهم ذات يوم .
وأما العشيرة الكريمة التي ينتسب إليها السيد مدير مطار بغداد فكم تمنيت عليهم لو أنهم قد اصدروا بيانا مكتوبا او مصورا يعلنون فيه دعمهم للخطوات الإصلاحية لرئيس الحكومة ومساندتهم شريطة ان تشمل الجميع مؤكدين في بيانهم ان العشائر العراقية ستعلن عن نبذها لأي من أبنائها المقصرين او الفاسدين او الفاشلين ونحن كعشيرة عراقية سنبقى حريصين على متابعة خطوات الإصلاح فإن ثبت لنا ان هناك تمايزا بين مقصر وآخر لأي سبب كان سيكون لنا خيارات أخرى.
واذا بالغت في التفاؤل وطلبت من كل عشيرة عراقية ان تنبذ من بين صفوفها أي سياسي او موظف فاسد او فاشل فهل يمكن لنا ان نتصور وجود عشيرة لا يتواجد بين صفوفها من هو فاسد او عميل او لص او مرتشي؟.
أعرف أن جواب البعض سيكون محبطا فلو توقفت العشائر عن استقبالهم فربما سيفكرون الف مرة قبل المضي في مشوارهم الوظيفي او السياسي.
نحتاج إلى جهاز شعبي رادع وقوي بوجه كل من يثبت تقصيره او فساده .
وأما القضاء الإداري فأنا على يقين أنه سينصف مدير المطار لو تقدم بشكواه قضائيا لتعرضه الى ما يمكن تصنيفه بالتعدي على حقه الشخصي وخارج الضوابط الإدارية. وهو ذات القضاء الذي نعول عليه في حسم قضايا فساد كبرى بين يديه الآن آملين أن يقول القضاء كلمته الفصل التي ينتظرها الشارع العراقي ومنها قضية إسترداد الأموال المنهوبة وملفات الفساد الكبرى التي صارت مؤذية بالبعد النفسي والمادي.
وفي الختام اقول بضمير صاف اللهم اني بلغت آللهم فأشهد
متمنيا منكم الإجابة وفقا لقناعاتكم الشخصية المحترمة والتي تصلني بفرح غامر ولنتحاور دوما في كل ما يمكنه ان يدفعنا جميعا كعراقيين في صناعة مستقبل أجمل بعيدا عن التشاؤم والعدمية المقيتة.