حرية – (10/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، يوم الأربعاء، بأن “عملية الدرع والسهم” التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، قد تكون أول اختبار للمشروع الإيراني “وحدة الجبهات”، والذي يهدف إلى ربط ساحات التهديدات ضد إسرائيل والعمل على انهيارها داخلياً، فيما وصفته بانه “لعبة الشطرنج” القاتلة بين الطرفين.
ولفتت الصحيفة، في تقرير لها إلى أن “إيران واصلت العمل على تعزيز البنية التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وتعمل على مشروع (وحدة الجبهات) منذ سنوات، لكنها زادت مؤخرا من رسائلها حول كيفية استهداف إسرائيل من خلال استغلال الخلافات السياسية الداخلية فيها”.
وأوضحت الصحيفة، أن رسائل إيران في هذا المجال تتضمن استمرار عملها على (وحدة) مختلف وكلائها وجماعتها التي تعمل معها، مضيفاً أن طهران تعتقد انها حققت نجاحا كبيرا في سوريا، حيث ساعدت النظام السوري على التطبيع مع الجامعة العربية، كما أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قام بزيارة سوريا مؤخراً، في حين واصلت نقل الأسلحة إلى سوريا عبر حلب في أعقاب زلزال شباط/فبراير الماضي.
وبالاضافة إلى ذلك، استمرت إيران بتعزيز الفصائل وتفعيل التهديدات في سوريا، مذكراً بأن طائرة مسيرة حلقت في المجال الجوي الإسرائيلي في أوائل نيسان/أبريل، وهي التي شجعت فصيل “لواء القدس” الفلسطيني على إطلاق الصواريخ على إسرائيل خلال عيد الفصح، وعملت لأجل تقوية البنية التحتية لحماس والجهاد الإسلامي، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تناولت احتمال قيام حماس بتنفيذ انقلاب في الضفة الغربية، في حين تعتقد طهران أن بمقدورها نقل أسلحة غير شرعية إلى الضفة الغربية، كما في جنين ونابلس، لاستغلال وضع ضعف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وبحسب التقرير، فإن إيران تستعد لنقل الموارد التي كانت توفرها لدعم الحوثيين في اليمن، إلى فصائل في سوريا والعراق”، مشيراً إلى أن طهران تسعى إلى إخراج الولايات المتحدة من سوريا والعراق.
وأوضح أن “أمام إيران مهمة العمل على جبهتين في سوريا، واحدة ضد إسرائيل والأخرى ضد الولايات المتحدة، أما في العراق، فإنها تعمل من خلال الحشد الشعبي، وفصائله المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق”.
وبعدما ذكر التقرير بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان، مؤخراً حيث ذهب إلى جنوب لبنان، لمشاهدة إسرائيل عبر الحدود، إذ قال إن “طهران تعمل مع حزب الله في لبنان، إلا أنها أيضا شجعت حركة حماس مؤخرا على إطلاق صواريخ على تل أبيب من لبنان خلال عيد الفصح حيث أطلقت حماس 30 صاروخا حينها.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن الهدف العام المعلن من جانب إيران هو توحيد الجبهات المختلفة ضد إسرائيل، وهي تتباهى بهذا الهدف، وتطلق على ذلك تعبير “وحدة جبهات المقاومة”.
وأشار إلى أن “طهران تراقب الآن عن كثب عملية الدرع والسهم، وهي لديها وسائل عديدة لاستخدام وحدة المقاومة”، بما في ذلك خلق توترات في سوريا أو لبنان أو الضفة الغربية، وبمقدورها أيضاً التطلع إلى أماكن أكثر بعداً كما في خليج عمان، حيث تستخدم إيران الطائرات المسيرة لضرب السفن، وهي احتجزت مؤخراً ناقلتي نفط بالقرب من مضيق هرمز.
وتابع التقرير، أن “هذه الأحداث ليست مرتبطة باسرائيل، إلا أنها تظهر قدرات إيران التي تريد عودة دمشق إلى الجامعة العربية لكي تتمكن من تعزيز دورها، حيث أن الإيرانيين يعتقدون أنه بمجرد عودة سوريا إلى الجامعة، فإن الدول العربية الأخرى ستكون أكثر اعتراضاً على رؤية الضربات الجوية في سوريا، وسيكون بإمكان إيران من بعدها تعزيز ترسخها في سوريا”.
وخلص التقرير الإسرائيلي، إلى القول إن عمليات عسكرية وأمنية سابقة قامت بها إسرائيل مماثلة لـ”الدرع والسهم”، من بينها “الحزام الأسود” وعملية “كسر الموجة” و”هاوس أوف كاردز” بالإضافة إلى “الدرع الشمالي” التي صممت من أجل التعامل مع التهديدات على طول الحدود الشمالية، واصفا هذه العمليات بأنها تستهدف مخططات إيران الشعبية بالأخطبوط.
وختم التقرير، بالتذكير أن الحكومة الإسرائيلية السابقة تحدثت في العام الماضي عن “عقيدة الأخطبوط” التي صممت لمواجهة محاولة إيران توحيد جبهاتها، مردفاً بالقول: “لعبة الشطرنج المميتة تجري بين إيران وإسرائيل، وأن على طهران أن تتساءل عما إذا كان الأمر يستحق الرد على قطع عدة مخالب، أم أنها ستنتظر؟”.