حرية – (10/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
لم يُكمل جميع رؤساء أمريكا، وعددهم 46، عهدهم الرئاسي للنهاية؛ فقد مات بعضهم بسبب المرض، أو إثر تعرّضهم لعمليات اغتيال أودت بحياتهم، فيما استفاد آخرون من شغور المنصب.
ورغم أن بعضهم لم يحقق أي إنجازٍ سياسي يُذكر قبل وفاته، لكنهم دخلوا جميعاً التاريخ بسبب وجودهم ضمن قائمة رؤساء أمريكا الأقصر حكماً للبيت الأبيض.
القائمة تتضمن 7 رؤساء، لنتعرّف عليهم:
وليام هنري هاريسون.. التيفوئيد
يُعتبر الرئيس التاسع للولايات المتحدة، وهو صاحب الرقم القياسي ضمن قائمة رؤساء أمريكا الأقصر حكماً، بعدما أمضى 30 يوماً فقط رئيساً لأمريكا.
وُلد وليام هنري هاريسون عام 1773 في مزرعة بيركلي بالقرب من مدينة ريشموند، التابعة حالياً لولاية فيرجينيا. والده (بنجامين هاريسون) كان أحد كبار مالكي الأراضي الزراعية، وأحد المُوقّعين على وثيقة إعلان الاستقلال عن بريطانيا عام 1776، قبل أن يصبح حاكماً لولاية فيرجينيا من 1781 إلى 1784.
درس وليام هنري هاريسون الطب في جامعة بنسيلفانيا، قبل أن يتوقف سنة 1791 للانضمام إلى الجيش، ثم شغل في بداية القرن التاسع عشر منصب حاكم إقليم إنديانا، وعمل على فتح أراضي الأمريكيين الأصليين أمام المستوطنين البيض، من خلال شراء تلك الأراضي أو انتزاعها منهم بالقوة.
اشتهر وليام هنري هاريسون بقيادته للكتائب العسكرية الأمريكية التي انتصرت على “الهنود الحمر” في عام 1811، والتي كانت شبه حاسمة في إخماد ثورة زعيم السكان الأصليين تيكومسيه.
كما كان أحد قادة “حرب 1812” التي دارت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على الحدود مع كندا، والتي استمرت حتى عام 1815.
استقال هاريسون سنة 1814 من الجيش وانتقل للعيش في ولاية أوهايو، فانتُخب عُضواً في مجلس النواب الأمريكي، ثم سيناتوراً بولاية أوهايو، فسيناتوراً أمريكياً، قبل أن يتم انتخابه رئيسياً للولايات المتحدة الأمريكية عام 1840.
دخل هاريسون البيت الأبيض رسمياً يوم 4 مارس/آذار 1841، وكان الرئيس التاسع ضمن قائمة رؤساء أمريكا، ولكنه ما لبث أن بدأ بممارسة مهامه حتى توفي يوم 4 أبريل/نيسان بسبب التهابٍ حاد أُصيب به، وتمّ تشخيصه لاحقاً على أنه التهاب رئوي.
ساد الاعتقاد بأن هاريسون أُصيب بالالتهاب بعد إلقاء خطاب تنصيبه رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، والذي استمر قرابة ساعتين في طقسٍ رطب وبارد، من دون سترة أو قبعة أو قفازات.
لكن بحسب موقع History الأمريكي، فإنّ علماء الأوبئة خلصوا سنة 2014 إلى أن الأعراض الرئيسية لهاريسون -التعب والضيق الشديد في البطن- تُشير إلى مرض “التيفوئيد”، الذي ينتقل من مياه الشرب الملوثة.
جيمس أبرام غارفيلد.. محاولة اغتيال
يُمكن القول إن غارفيلد هو أكثر رؤساء أمريكا عصامية؛ فقد عاش طفولةً قاسية بعدما أصبح يتيم الأب حين صار عمره 18 شهراً فقط. ولذلك، فقد اشتغل خلال فترة شبابه في مهن بسيطة للمساهمة في إعالة أهله.
أعال جيمس غارفيلد عائلته، المُكوّنة من الأم و4 أشقاء آخرين، كما استطاع أن يسدّد مصاريف تعليمه بعدما تخصّص في دراسة اللغات. في عام 1856، أصبح مُدرساً للغتين اليونانية واللاتينية بأحد معاهد أوهايو، قبل أن تتم ترقيته إلى منصب مدير المعهد في السنة التالية.
إلى جانب عمله، درس غارفيلد أيضاً الحقوق والقانون، وانضمّ إلى الحزب الجمهوري الأمريكي الذي ترشح من خلاله، وفاز بمنصب سيناتور ولاية أوهايو في سنة 1859.
شارك جيمس غارفيلد في الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) ضمن صفوف جيش الاتحاد برتبة ملازم، وخرج برتبة جنرال، ثم استقال من الجيش بطلبٍ من الرئيس الأمريكي أبرام لينكولن.
في عام 1762 انتُخب لعضوية مجلس النواب ممثلاً لولاية أوهايو، وقد شغل المنصب لـ9 عهودٍ متتالية، قبل أن يُعيّن سيناتوراً في الكونغرس.
لم يبقَ جيمس كثيراً في منصبه السياسي الجديد؛ فقد اختار الحزب الجمهوري ترشيحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في خريف 1880، والتي فاز بها على حساب المرشح الديمقراطي وينفيلد سكوت هانكوك.
أصبح غارفيلد الرئيس الـ20 في قائمة رؤساء أمريكا، وقد تسلّم مهامه الرئاسية بشكلٍ رسميٍ يوم 4 مارس/آذار 1881، لكن فترة ولايته لم تدم لأكثر من 199 يوماً. فقد توفي في 19 سبتمبر/أيلول متأثراً بجراحه بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها في يوليو/تموز 1881.
رصاصتان أُطلقتا على جيمس أبرام غارفيلد من قِبل سياسي وُصف بأنه “مختل عقلياً”، يُدعى “تشارلز غيتو”، داخل محطة قطار بالتيمور في العاصمة واشنطن.. فاستقرت واحدة منهما في البنكرياس.
نجا غارفيلد من الموت في تلك اللحظة، لكنه توفي بعد شهرين حين فشل الأطباء في إزالة الرصاصة، ما أدى إلى تعفن مكانها ووفاة الرئيس.
زاكاري تايلور.. ثالث رؤساء أمريكا الأقصر حكماً
كان الرئيس الـ12 في قائمة رؤساء أمريكا، وقد اعتُبر بطلاً قومياً ونال العديد من الأوسمة بعد مشاركته في حرب 1812 والحرب المكسيكية الأمريكية (1846- 1848).
تولى زاكاي تايلور منصبه الرئاسي في 4 مارس/آذار 1849. وفي العام التالي، خلال احتفالات الرابع من يوليو/تموز في واشنطن، شرب أكواباً عدة من الماء المُثلج لأن الطقس كان حاراً.
وأشارت بعض التقارير إلى أنه تناول أيضاً “كميات كبيرة” من الكرز، والفاكهة الأخرى الممزوجة بالحليب المثلج، عند عودته إلى منزله مساءً.
من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأطعمة أو المشروبات سبباً في وفاته، ولكن على غرار الرئيس هاريسون، عانى تايلور من آلامٍ شديدة في المعدة مع قيء وإسهال شديدين، قبل أن يموت في 9 يوليو/تموز 1850.
شخّص الأطباء مرضه بـ”الكوليرا”، وهي عدوى بكتيرية سامة تتمركز في الأمعاء الدقيقة، تنتج عن تناول مياهٍ ملوثة (أو طعام مغسول بمياهٍ ملوثة) ببكتيريا ضمة الكوليرا.
وارن جي هاردينغ.. نوبة قلبية
هو الرئيس الـ29 ضمن قائمة رؤساء أمريكا، والرابع في قائمة الأقصر حكماً؛ فقد شغل المنصب من عام 1921 حتى وفاته عام 1923، وكان أحد أكثر رؤساء أمريكا شعبية رغم قصر ولايته.
ولكنه فقد هذه الشعبية بعد انكشاف الفضائح التي وقعت تحت إدارته، وأبرزها “فضيحة تي بوت دوم”، التي كشفت عن فسادٍ مالي ورشوة على أعلى مستوى في الوسط السياسي والاقتصادي الأمريكي تحت رعاية هاردينغ نفسه.
ورث حب الصحافة من والده؛ وفي عام 1884، اشترى The Marion Star -صحيفة صغيرة تابعة لإحدى مدن أوهايو- مع مجموعة من الشركاء، بعدما كانت تعاني مالياً. ونجح في تحويلها إلى صحيفة شهيرة ومزدهرة، بمساعدة زوجته.
بدأ وارن جي هاردينغ حياته السياسية عام 1898 بالفوز في انتخابات مجلس شيوخ أوهايو، ثم شغل منصب نائب حاكم ولاية أوهايو، قبل أن يتم انتخابه عضواً بمجلس الشيوخ الأمريكي لـ7 سنوات، دخل بعدها البيت الأبيض في مارس/آذار 1921.
لم يُنهِ هاردينغ ولايته، ودخل قائمة رؤساء أمريكا الأقصر حكماً، حين توفي بعد سنتين و151 يوماً من تنصيبه، إثر نوبةٍ قلبية حادة أصابته في 2 أغسطس/آب 1923.
ففي صيف 1923، شرع وارين هاردينغ في جولة عبر الولايات المتحدة من أجل الترويج لسياساته، فكان أول رئيس أمريكي يزور ألاسكا. خلال تلك الجولة، تعرّض لالتهابٍ رئوي وتسمّم غذائي، فاستقرّ في الإقامة الرئاسية بسان فرانسيسكو للتعافي قبل أن تباغته النوبة القلبية.
جيرالد فورد.. بديلاً لنيكسون
أصبح جيرالد فورد أحد رؤساء أمريكا في ظروفٍ استثنائية لم يعرفها الأمريكيون من قبل. ففي عام 1974، استقال الرئيس ريتشارد نيكسون من منصبه بسبب “فضيحة ووترغيت”، فخلفه نائبه فورد كما ينصّ الدستور.
المثير للاهتمام أن فورد لم يُنتخب رئيساً، كما لم يُنتخب نائباً للرئيس نيكسون أيضاً. ففي عام 1973، عيّن نيكسون فورد نائباً له خلفاً للرئيس سبيرو أغنيو الذي استقال بسبب فضيحة سياسية.
بقي فورد في منصبه نحو سنتين، رغم أنه حاول الظفر بولاية ثانية بعد انتهاء ولاية نيكسون، ولكنه خسر انتخابات 1976 أمام منافسه الديمقراطي جيمي كارتر، ليدخل قائمة رؤساء أمريكا الأقصر حكماً.
ميلارد فيلمور.. خلفاً لتايلور
على غرار جيرالد فورد، وصل ميلارد فيلمور إلى الحكم بشكلٍ تلقائيٍ. فقد كان نائباً للرئيس الأمريكي زاكاري تايلور، وبعد وفاته أصبح البديل تلقائياً في يوليو/تموز 1850.
استمرت فترة حكم فيلمور سنتين و238 يوماً، وتزامنت مع التوترات السياسية المتصاعدة بين الولايات الرافضة لتحرير العبيد والولايات الداعمة لإلغاء العبودية. فقد كان فيلمور أحد رؤساء أمريكا الذين دعموا العنصرية، بعدما سنّ قانون “العبيد الهاربين”، الذي فرض غرامات وسجناً على أي شخص يساعد “عبداً” هارباً.
انتهت المدة المتبقية لرئاسة فيلمور عام 1852، ليكون بذلك آخر رئيسٍ يميني للولايات المتحدة الأمريكية وآخر رئيس لا ينتمي إلى الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
جون كينيدي.. اغتيال
من أكثر رؤساء أمريكا شهرةً وشعبية، لا سيما أنه التحق بسلاح البحرية الأمريكية سنة 1941، وشارك في الحرب العالمية الثانية ضدّ القوات اليابانية، التي خرج منها سالماً ومقلداً بوسامين اثنين نظير “بطولته”.
بزر جون كينيدي في المشهد السياسي الأمريكي حينما انتُخب عضواً في مجلس النواب الأمريكي خلال يناير/كانون الثاني 1947 مُمثلاً عن ولاية بوسطن، وهو في الـ29 فقط من عمره، ثم فاز بعضوية مجلس الشيوخ في عام 1952.
وفي عام 1960، أصبح الرئيس الـ35 للولايات المتحدة حين كان يبلغ 43 عاماً، وأحد أصغر رؤساء أمريكا تاريخياً، كما كان أول كاثوليكي روماني يتولى هذا المنصب.
كان جون كينيدي يتمتع بشعبية كبيرة، وكان يتطلع للفوز بعهدٍ رئاسي ثانٍ. فقام بجولة في البلاد للتعريف بأولوياته السياسية، المتمثلة في التعليم والأمن والسلام العالمي، وذلك تحسباً لحملة إعادة انتخابه في عام 1964.
ولكن أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس بولاية تكساس، برفقة زوجته جاكلين كينيدي، تمّ اغتياله بالرصاص يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963.
تم القبض على المشتبه به في إطلاق النار بسرعة، ويُدعى لي هارفي أوزوالد، وقد وُجّهت إليه تهمة قتل الرئيس. ولكن خلال نقله إلى سجن المقاطعة، أُطلق الرصاص على أوزوالد من قِبل مالك ملهى ليلي يُدعى جاك روبي.
ليفتح المجال أمام روايات عديدة حول القاتل الحقيقي لجون كينيدي، والجهات التي تقف وراء عملية الاغتيال والمستفيدة من مغادرته البيت الأبيض، بعد سنتين و306 أيام من دخوله إليه.