حرية – (13/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
رغم الانتقادات الشديدة للأصول النازية لثروة هايدي هورتن، أصبح مزاد مجوهرات المليارديرة النمساوية الراحلة أغلى عملية مزاد علني في التاريخ، إذ قالت وكالة Bloomberg الأمريكية إن هذه المجوهرات، التي عُرضت للبيع خلال مزادين في جنيف في 10 و12 مايو/أيار (ومزاد ثالث على الإنترنت ينتهي في 15 مايو/أيار)، عبارة عن كنز ثمين من القلائد والأساور والأقراط والتيجان قُدرت قيمتها قبل البيع بـ150 مليون دولار.
فيما بلغت عائدات المزاد الأول 154 مليون دولار، ليسجل رقماً قياسياً عالمياً لبيع مجوهرات مالك وحيد. أما الثاني، الذي كان يضم عدداً أقل من المجوهرات، فبلغت عائداته قرابة 42 مليون دولار، ليرتفع الإجمالي في الوقت الحالي إلى حوالي 196 مليون دولار ظهيرة الجمعة، 12 مايو/أيار 2023.
ويشار إلى أن الرقم القياسي السابق سُجل عام 2011، حين حققت سلسلة من المزادات على مجوهرات الممثلة الراحلة إليزابيث تايلور حوالي 137 مليون دولار في دار كريستيز.
التاريخ النازي
وتوفيت هايدي هورتن العام الماضي، عن عمر يناهز 81 عاماً، بعيد افتتاح متحف يحمل اسمها في فيينا. ومصدر ثروتها هو زوجها الراحل، هيلموت، الذي جمع جزءاً من ثروته عن طريق شراء المتاجر الكبرى بأسعار زهيدة من اليهود الذين باعوها تحت الإكراه خلال حقبة “الرايخ الثالث”.
فيما قال يوناثان أرفي، رئيس Crif (المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية)، في بيان نُشر على موقع المجلس: “هذا المزاد غير لائق من جانبين: الأموال التي سهلت الحصول على هذه المجوهرات ناتجة جزئياً عن مصادرات الممتلكات اليهودية التي نفذتها ألمانيا النازية. وفضلاً عن ذلك، فهذا البيع سيسهم في مؤسسة مهمتها نقل اسم شخصية نازية للأجيال القادمة!”.
ومن جانبها، تقر دار كريستيز بأصول ثروة هورتن. ويشير بيان صادر عن أنثيا بيرز، المسؤولة في دار كريستيز، إلى أن جميع المعروضات في المزاد تم شراؤها بداية من السبعينيات وأن “جميع عائدات بيع هذه المجموعة من المجوهرات سيُتبرع بها لمؤسسة تدعم القضايا الخيرية، مثل الأبحاث الطبية، ورعاية الأطفال، والفنون، وفقاً لرغبات السيدة هورتن”.
وقالت بيرز في بيانها أيضاً: “وكريستيز ملتزمة أيضاً بالتبرع بجزء كبير من عمولتنا للمنظمات التي تسهم في أبحاث المحرقة والتوعية بها”.
جواهر مذهلة بملايين الدولارات
وهذه المجوهرات نفسها مذهلة، إذ بيع قرابة نصفها في اليوم الأول من المزاد بأكثر من مليون دولار لكل قطعة. وكان أبرزها خاتماً مرصعاً بحجر زمرد بوزن 17.43 قيراط من هاري وينستون، قُدرت قيمته بـ723 ألف دولار، وبيع بحوالي مليوني دولار، فضلاً عن خاتم بولغاري Bulgari مرصع بحجر زمرد وردي عيار 6.99 قيراط، وبيع 10.13 مليون دولار، أي ضعف قيمته التي قُدرت بـ5 ملايين دولار.
أما المزاد الثاني فعرض خاتماً بولغارياً مذهلاً من الياقوت عيار 35.72 قيراط، بيع بمبلغ 448 ألف دولار، وهو أعلى بكثير من قيمته التي قُدرت بـ300 ألف دولار. فيما تجاوز عقد مميز من الياقوت والألماس، تم شراؤه من كارتييه في سبعينيات القرن الماضي، وأعادت تصميمه شركة بولغاري عام 2000، قيمته المقدرة 72 ألف دولار ليُباع مقابل 388 ألف دولار.
وينتمي مقدمو العطاءات لجميع أنحاء العالم. وتقول دار المزادات إن المزاد الأول شهد عروضاً بأرقام متساوية من الأمريكتين وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.