حرية – (14/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أكد الكاتب البريطاني البارز عن الإمبراطورية البريطانية، ساتنام سانجيرا، على حتمية إعادة المجوهرات الهندية والتحف التاريخية التي نُهِبَت في ظل الحكم الاستعماري، وذلك وسط تقارير تفيد بأنَّ الهند ستمضي في حملة لإعادة المجوهرات والقطع الأثرية إلى أراضيها، فيما سبق أن أظهر مسؤولون بريطانيون رفضهم لذلك.
سانجيرا، وهو مؤلف كتاب “أرض الإمبراطورية: كيف شكّلت الإمبريالية بريطانيا الحديثة”، وأفلام وثائقية رائدة حول هذا الموضوع، قال للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني إنَّ المطالب الأخيرة هي جزء من سلسلة مطالب من المستعمرات السابقة، التي تُعيد تقييم الأزمنة التي كانت فيها تحت حكم الإمبراطورية.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 13 مايو/أيار 2023، إن دولاً مثل الهند تعمل بالفعل على تغيير الموروثات التاريخية من الحكم الاستعماري، الذي انتهى في عام 1947، مشيرةً إلى أن جولة ملكية أجراها أمير وأميرة ويلز إلى منطقة البحر الكاريبي في عام 2022، تخللتها دعوات لدفع تعويضات عن العبودية في عهد الإمبراطورية.
تأتي تصريحات سانجيرا في أعقاب تقرير نشرته صحيفة The Daily Telegraph، يوم السبت 13 مايو/أيار 2023، وتفيد بأنَّ رئيس الوزراء ناريندرا مودي ودبلوماسيين في الهند يستعدون لحملة لاستعادة القطع الأثرية، سواء الموجودة في المتاحف البريطانية أو التي تحتفظ بها العائلة المالكة، في وقت لاحق من هذا العام.
تشمل الحملة ماسة “كوهينور” المثيرة للجدل، وكنوز السلطان تيبو الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت وقلعة بويس، ورخام أمارافاتي.
يقول سانجيرا: “تمتلك متاحفنا والعائلة المالكة ما قيمته مليارات الجنيهات الإسترلينية من الغنائم الهندية، لقد كان جزءاً منهجياً من الحكم الاستعماري؛ إذ مُنِحَت العائلة المالكة نصيب الأسد من هذا النهب”.
أضاف سانجيرا: “عندما ضممنا أجزاءً من الهند وبورما (ميانمار الآن)، كان هناك ممثلون عن متاحفنا هناك لأخذ هذه الأشياء، وأخَذَ جنود مسروقات أيضاً وباعوها”، وأوضح الكاتب أن “الأمر لا يقتصر على القيمة المالية لهذه العناصر فحسب، بل هناك أيضاً القيمة العاطفية والدينية”.
تأتي تحركات الهند لاستعادة القطع الأثرية ضمن مساعٍ لإعادة النظر على نطاق أوسع في دورها، باعتبارها مستعمرة سابقة، وقد شجّع رئيس الوزراء الهندي بالفعل على تدريس المناهج الدراسية باللغة الهندية ولغات أخرى، بدلاً من اللغة الإنجليزية.
كذلك يُعاد بناء البرلمان الهندي، ومن المقرر انتقال نوابه من المبنى الذي صممه البريطاني إدوين لوتينز، أيام الحقبة الاستعمارية، بجانب تغيير الطرق التي سُمِيَت باسم الملوك البريطانيين السابقين.
من جانبها، نقلت صحيفة The Daily Telegraph، عن جوفيند موهان، سكرتير وزارة الثقافة الهندية، تصريحه بأنَّ إعادة الآثار ستكون جزءاً أساسياً من السياسة المستقبلية، وأشار إلى أنَّ ذلك “يمثل أهمية كبيرة للحكومة”.
مع ذلك، رفض رؤساء الوزراء وأمناء الثقافة السابقون، من حزب المحافظين البريطاني، الدعوات لإعادة القطع الأثرية، وخلال زيارة إلى الهند في عام 2013، قال ديفيد كاميرون إنه لا يعتقد أنَّ عودة ماسة كوهينور هي “النهج الصحيح”.
في هذا الصدد علّق سانجيرا: “هذا ليس بجديد، ولم يُثَر بسبب التتويج، حيث شهدنا أحاديث تدور عن الجواهر المستخدمة في المراسم، بل هناك دولٌ أخرى تناقش هذا الأمر، ومنذ سنوات. ففي عام 2013، كانت بلدان منطقة البحر الكاريبي تتحدث عن التعويضات، وقد تشعر أنَّ هذا يحدث فجأة، لكنه بدأ منذ فترة طويلة”.
أضاف الكاتب: “حاولت العائلة المالكة تفادي الجدل أثناء التتويج، من خلال عدم استخدام ماسة كوهينور، لكن بدلاً من ذلك استخدمت التاج والصولجان المُرصّعين بألماس من جنوب إفريقيا، التي بدورها تطالب الآن بإعادته. وهذا النهج لن ينجح بعد الآن، وسنستمر في مواجهة قضايا إنهاء الاستعمار هذه”.