حرية – (23/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
لطالما كانت هوليوود مولعة بالأفلام التي تتعلق بالحالات المرضية الجسدية أو النفسية، سواء كانت أعراض التوحد في فيلم “Rain Man”، والشخصية العبقرية التي قدمها داستان هوفمان، أو حتى أعراض الاكتئاب، ومرض انفصام الشخصية، كما في فيلم “Fight Club”.
لكن وعلى الرغم من توخي الدقة أحياناً في تجسيد تلك الحالات وأعراضها، قدمت العديد من الأفلام معلومات صحية خاطئة، وأضافت تفاصيل غير صحيحة من أجل الإثارة أو من أجل متطلبات الحبكة الدرامية أحياناً.
وعلى الرغم من كون الفيلم في النهاية قد يكون ممتعاً للمشاهدة، فإنه قد يؤدي في الحياة الواقعية إلى سوء فهم كبير لتلك الأمراض. وأخطاء في التعامل مع المصابين بها. وإليك 10 أمثلة على ذلك:
1- أعراض التوحد: أن يكون الشخص عبقرياً للغاية أو عاجزاً تماماً
قدمت أفلام مثل Rain Man وMercury Rising شخصيات مصابة بالتوحد، وكانت تتمتع بقدرات رياضية متقدمة، وذكاء خارق يتجاوز الذكاء الاعتيادي، أو قدمتهم أشخاصاً غير قادرين تماماً على رعاية أنفسهم.
نتيجة لذلك، ساد اعتقاد شائع لدى كثير من الأشخاص بأن الذين يعانون من التوحد لا بد أن تكون لديهم موهبة خاصة. لكن التوحد في الواقع له العديد من الأشكال المختلفة على نطاق واسع، والتي تمتد عبر مقياس يعرف باسم طيف التوحد.
تشير الأبحاث إلى أن نحو 28% من المصابين بالتوحد لديهم مواهب خاصة. أما كون المصابين بالتوحد غير قادرين على رعاية أنفسهم فأمر غير دقيق أيضاً، فمن خلال الدعم المناسب والبيئة المناسبة، يكون العديد من المصابين بالتوحد قادرين على عيش حياة شبه طبيعية ومعتمدين على أنفسهم للغاية.
2- أعراض الاكتئاب لا بد أن تشمل مظاهر الحزن
بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن ما يقرب من 265 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب. ومع أنه قد يعاني الأفراد المصابون العديد من الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب، بما في ذلك الحزن العميق، وتدني احترام الذات، والتغيرات في حياتهم اليومية. لكنهم ليسوا سواء في تلك الأعراض وظهورها عليهم.
في حين قدم فيلم مثل “Love Liza” شخصية “ويلسون جويل” الذي توفيت زوجته بسبب الانتحار، وعندما يصاب ويلسون بالاكتئاب يظهر ذلك عليه جلياً، ولكن في الحياة الواقعية قد تكون بعض هذه الأعراض مرئية للآخرين، بينما قد تظل الكثير من الأعراض مخفية.
وقد يحافظ الأفراد المصابون بالاكتئاب على أداء وظيفي جيد وحياة اجتماعية نشطة، حتى إنهم قد يبدون مبتهجين ومتفائلين. لهذا السبب، من المهم التحدث عن قضايا الصحة العقلية بطريقة منفتحة. قد يمنحهم القيام بذلك الشجاعة للانفتاح على مشاعرهم.
3- المصاب بمرض عقلي يعرف بكونه مريضاً
في فيلم Fight Club، تكتشف الشخصية الرئيسية في النهاية أن الشخصية السيئة الطباع، التي كانت تشاركه رحلته في الفيلم، من وحي خياله وأنه مصاب بتعدد الشخصيات، مما يجعله جزأين مختلفين لشخص مضطرب للغاية.
تكمن المشكلة في أن “الكشف الكبير” لبطل الفيلم في النهاية غير واقعي للغاية، لا يقوم الأشخاص المصابون بالاضطرابات العقلية ببساطة بتبديل مفتاح كهربائي، ومعرفة حقيقة اضطرابهم وكيفية التعامل معه. بدلاً من ذلك، إنها عملية طويلة، تتطلب كثيراً من التجربة والخطأ ومحاولات مختلفة في كثير من الأحيان في العلاج.
4- المصابون بالفصام يشكلون خطراً على أنفسهم ومن حولهم
قد يكون الفصام من أكثر الحالات التي انتشرت عنها معلومات صحية خاطئة، ويساء فهمها من قبل الجميع، سواء في وسائل الإعلام أو في الحياة الواقعية.
ويعرف “الفصام” بكونه اضطراباً عقلياً شديداً، يفسر فيه الأشخاص الواقع بشكل غير صحيح. وقد ينتج عن الإصابة بالانفصام في الشخصية مجموعة من الهلوسات والأوهام، والاضطراب في التفكير والسلوك وهو ما يعرقل أداء الوظائف اليومية.
لكن على الرغم من تلك الأعراض، فإن ظاهرة “الأصوات في رأس المرء” والهلوسات البصرية قدمتها هوليوود في فيلم “A Beautiful Mind”، وتصويرها كمرض عقلي عنيف يترك الناس دون سيطرة. فالأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، وفي أوقات كثيرة لا يشكلون ضرراً على غيرهم أو على أنفسهم.
كما يُمكن أن تختلف الأعراض في النوع والشدة من مريض لآخر، وحتى لدى المريض نفسه تختلف بمرور الوقت، تتخلَّلها فترات تدهوُر وفترات هدوء للأعراض. وقد تظلُّ بعض الأعراض قائمة باستمرار.
5- “حالة الخدار” أو “التغفيق”: ينامون في أي وقت وفي أي مكان
الخدار أو “التغفيق” هو اضطراب عصبي مزمن يؤثر على قدرة الدماغ على التحكم في دورات النوم والاستيقاظ. قد يشعر الأشخاص المصابون بالخدار بالراحة بعد الاستيقاظ، لكنهم يشعرون بعد ذلك بالنعاس الشديد طوال معظم اليوم. يعاني العديد من الأشخاص المصابين بداء التغفيق أيضاً من نوم غير منتظم ومتقطع يمكن أن يشمل الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
لكن ما يتم تصويره في هوليوود بأنه اضطراب غامض يجعل الناس ينامون بشكل عشوائي، حالة أخرى تُستخدم بكثرة في الروايات ويُساء فهمها بسببها. كما قدمها فيلم ODE TO JOY، وصور للجمهور شخصية تشارلي، أمين مكتبة في الأربعينيات من عمره ويعاني من “التغفيق”، مما يتسبب في إصابته بالإغماء كلما شعر بمشاعر قوية، خاصةً الفرح.
6- فقدان الذاكرة الكامل واستعادتها بسبب ضربة بالرأس
العنصر الأساسي في معظم أفلام هوليوود التي قدمت فكرة فقدان الذاكرة، كانت تعرض بطل الفيلم لضربة بالرأس، ويمكن لضربة ثانية أن تعيد الذاكرة، مثل هذا السيناريو قد يبدو رومانسياً ومثيراً في حبكة فيلم، لكن الفكرة بعيدة جداً عن الحقيقة.
تقول عالمة النفس ماري سبايرز: “إن الفكرة بعيدة جداً عن الحقيقة لدرجة أنها تثير الضحك للعلماء والأطباء، في حين أن الإصابة يمكن أن تسبب فقدان الذاكرة، فإن إصابة أخرى لا يمكن أن تلغي تأثير الإصابة الأولى، ومع ذلك تظل الفكرة راسخة في وعينا الجماعي”.
في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2004 حول المفاهيم الخاطئة لإصابات الدماغ، وافق أكثر من 40% من المشاركين في الاستطلاع على العبارة التي تقول: “في بعض الأحيان يمكن لضربة ثانية على الرأس أن تساعد الشخص على تذكر الأشياء التي تم نسيانها”.
7- المصابون بالوسواس القهري مهووسون بالترتيب
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب ولسوء الحظ، أسيء فهمه في كثير من الأحيان. وقدمت الكثير من الأفلام والمسلسلات معلومات صحية خاطئة حول هذا الاضطراب.
من أشهرها مسلسل “Monk”، الذي قدم شخصية المحقق اللامع، الذي يعمل مستشاراً خاصاً للشرطة ويكافح اضطراب الوسواس القهري.
قدم المسلسل تلك الشخصية مرتبة ونظيفة بشكل مهووس، وفي الحقيقة ذلك الاضطراب أكثر تعقيداً من ذلك، فعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يعانون من أفكار سلبية ومتكررة وهواجس الخوف من الأوساخ أو الجراثيم أو الحاجة إلى النظام أو التناظر أو الترتيب، فإنه يمكن أن يكون الموضوع عكس ذلك مثل “الاكتناز” وعدم رمي الأشياء القديمة.
8- المريض الذي يتعافى في نهاية الفيلم
مع أن الجميع يرغب في نهاية سعيدة بالأفلام حيث يتعافى البطل من أمراضه النفسية أو العقلية بالكامل، لكن مع الأسف لن يحصل الجميع على نهاية سعيدة مماثلة في الحياة الواقعية.
في وقتنا الحالي، لا يمكن علاج معظم الأمراض العقلية بشكل تام، ولكن يمكن علاج وتقليل أعراضها عادةً بشكل فعال، ما يسمح للفرد بالعمل في العمل أو الذهاب للمدرسة أو البيئات الاجتماعية.
بعد رؤية أخصائي صحة عقلية مؤهل وبعد تقييم الصحة العامة للفرد وتشخيص الحالة، سيضع الطبيب خطة علاجية. يمكن أن يشمل العلاج كلاً من الأدوية والعلاج النفسي، اعتماداً على المرض وشدته.
9- ارتجاج المخ لا بد أن يصاحبه إغماء
أغلب من يتم تشخيصه بارتجاج المخ في الأفلام، يكون مستلقياً في المستشفى بعد أن فقد وعيه، ما جعل البعض يعتقد أن من لم يفقد وعيه لن يعاني من ارتجاج في المخ. بينما في الحقيقة يمكن أن تحدث الارتجاجات حتى عندما لا يفقد الشخص وعيه.
لدى الأطفال مثلاً، فإن نسبة 20% فقط من الأطفال الذين أصيبوا بارتجاج في المخ، أفادوا بأنهم فقدوا الوعي.
10- علاج نوبات الصرع ومنع المريض من ابتلاع لسانه
عندما يصاب شخص ما بنوبة صرع في الثقافة الشعبية، عادةً ما تتضمن الاستجابة الضغط على الشخص ووضع شيء في فمه؛ حتى لا يعض أو يبتلع لسانه. وهذه من أكثر المعلومات الصحية الخاطئة في أفلام هوليوود.
إنها نصيحة سيئة قد تؤدي في الواقع إلى إصابة أو قتل شخص ما. بادئ ذي بدء، من المستحيل ابتلاع المصاب بنوبة صرعٍ لسانه أثناء النوبة. ويحذّر المختصون من وضع أي شيء في فم الشخص المصاب بنوبة صرع، لأنه قد يؤدي إلى إيذاء الشخص أكثر. وبدلاً من ذلك، دحرج الشخص برفق على جانب واحد وضع شيئاً ناعماً تحت رأسه، وانتظر بجانبه حتى يصبح واعياً.