حرية – (31/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
تناقلت صحف إيرانية أنباء إغلاق مصنع “داروغر” في الأيام الماضية، وبحسب عمال هذا المصنع الذي دخل خط الإنتاج منذ 95 عاماً، فإن الرئيس التنفيذي أغلق يوم الجمعة جميع الواحدات والمراكز التابعة للمصنع.
وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد الإيرانية، يعود سبب إغلاق الواحدات الإنتاجية لهذا المصنع للخلاف الحاصل بين “داروغر” وإدارة الضرائب في إيران. ووفقًا لمحمد رضا فرزعليان، رئيس مركز مجالس العمل الإسلامية في غرب طهران، فقد بقي قرابة 50 عامل من أصل 1100 في وحدة الإنتاج هذه، وتم تسريح الباقين في الأشهر والسنوات الأخيرة.
وتعود الأضرار المالية لـ “داروغر” إلى السنوات القليلة الأخيرة، فقد بلغت الخسائر المتراكمة لهذه الشركة في عام 2020 ما يعادل تريليون و79 مليار تومان.
ويرى بعض الخبراء الاقتصاديين أنه إذا كانت صناعة ما غير مربحة ومن غير الممكن استمرارها بدون دعم، فلا إصرار على إبقائها واقفة على قدميها، إلا أن هذا الأمر يختلف بالنسبة لشركات كبرى مثل “داروغر” التي تعد من ضحايا خصخصة خاطئة في البلاد، والتي حدثت بعد مصادرة هذه المصانع.
تأسست هذه الصناعة عام 1928 على يد “غلام رضا داروغر” في أصفهان، وكانت مؤسس لعمليات إنتاج الصابون في إيران، حتى تمت مصادرتها عام 1978 بعد الثورة الإسلامية الإيرانية.
ولعدة مرات انتشرت أنباء إغلاق مصنع “داروغر” خلال السنوات الماضية، والتي تم نفيها بنفس الوقت، لكن يبدو أن خبر إغلاق هذا المصنع في نهاية مايو 2023 أصبح قطعياً.
ويعود تاريخ أول نبأ عن إغلاق مصنع داروغر إلى عامي 2016 و2017، حيث أثار ضجة واسعة وردود فعل كثيرة لدى الشارع الإيراني لكن سرعان ما نفت الجهات المعنية هذا الخبر. وفي صيف العام التالي، أي 2018، قالت مصادر مطلعة أن عمال هذا المصنع أجبروا على أخذ عطلة لمدة شهر، علماً أنها المرة الثالثة التي تجبر شركة داروغر أكثر من 400 عامل على أخذ عطلة.
ويوضح الاتجاه الربحي لهذه الشركة أن أرباح حصصها كان إيجابياً لآخر مرة في عام 2013 وبعد ذلك بدأت عملية الخسارة لهذه الشركة.
العديد من منتجات هذا المصنع محفورة في أذهان الإيرانيين كشكل من أشكال الحنين إلى الماضي. ويعد منتج صابون “نخل نشان” من بين منتجات هذه الشركة الشهيرة، بالإضافة إلى سائل غسيل الأطباق “ريكا”.
من الجدير بالذكر أن “داروغر” كانت أول المواردين لسائل غسيل الأطباق في الأسواق، لدرجة أن الإيرانيين أصبحوا يستخدمون هذا الاسم (ريكا) في كل مرة رغبوا بشراء سائل غسيل للأطباق وحتى لو كانت تنتجه شركة أخرى، وهو ما أدى إلى ردود فعل كثيرة واستياء عند انتشار نبأ إغلاق هذه الشركة الكبيرة.
وأعرب نشطاء إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفهم لإغلاق هذا المصنع وأعادوا نشر الإعلانات القديمة التي كانت تسوق لمنتجات هذا الشركة، من شامبو البيض وصابون نخل شان وغيرها.
ويرى مستخدمون آخرون أيضًا أنه نظرًا لقلة الابتكار وعدم الاهتمام بتحسين جودة منتجات داروغر في السنوات الماضية، لم يكن أمام القائمين على هذا المصنع غير إطفاء أنواره والرحيل.