حرية – (1/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أكثر من 16 مليون شخص حول العالم، هم أفراد طائفة المورمون، منهم شخصيات تقلدت مناصب سياسية في أمريكا، أشهرهم على الإطلاق، السيناتور الجمهوري ميت رومني، الذي خاض الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012، عن الحزب الجمهوري ضد باراك أوباما، بينما يُمثِّل اليوم ولاية يوتاه معقل طائفة المورمون.
منذ تأسيس الطائفة على يد جوزيف سميث، حتى جرت الأحداث الدموية والمواجهات بينهم وبين أشخاص من طوائف مسيحية أخرى، أدت إلى مقتل جوزيف سميث نفسه وتفرُّق الطائفة لعدة فرق وجماعات، كان زعيم إحدى تلك الطوائف متورطاً في فضيحة جنسية.
جوزيف سميث مؤسس طائفة المورمون الذي ادعى النبوة
وُلد جوزيف سميث في أمريكا عام 1805، وعندما كان عمره 14 عاماً، كان يبحث عن طائفة مسيحية ليتبعها، وادعى أنه تلقى رؤيا من الله والسيد المسيح أخبرته بعدم الانضمام إلى أي طائفة مسيحية.
بعد 3 سنوات، ادعى سميث أن ملاكاً اسمه “موروني” ظهر له، وكشف موروني أنه تم اختيار سميث لترجمة “كتاب مورمون”، وادعى جوزيف سميث أن ذلك الكتاب نص مقدس مفقود، يحتوي على معلومات حول الشعوب القديمة الذين سكنوا الأمريكتين، وأنهم في الأصل من العبرانيين وهاجروا إلى هناك.
وأن الكتاب نُقش على “ألواح ذهبية” كانت قريبة من المكان الذي عاش فيه جوزيف سميث في ذلك الوقت. وادعى سميث أيضاً أنه شاهد تلك “الألواح الذهبية” ونقل محتوياتها لـ”كتاب مورمون” ونشره في عام 1830، ويعتبر بحسب سميث التكملة للكتاب المقدس.
إضافة إلى ذلك، كانت هناك أيضاً كتب مقدسة أخرى، مثل كتاب “لؤلؤة الثمن العظيم”، وكتاب “المبادئ والعهود”، وهي إضافات تكميلية للعهد الجديد.
وأكد سميث أيضاً أن يوحنا المعمدان ظهر له في أثناء قيامه بترجمة كتاب مورمون وأمره بإعادة إحياء الكنيسة من خلال التبشير بالإنجيل الحقيقي، فبدأ يجمع الأتباع حوله شيئاً فشيئاً.
هجرة جوزيف سميث وإنشاء أول مستعمرة لطائفة المورمون
في عام 1831، انتقل سميث وأتباعه إلى ولاية أوهايو، حيث أنشأوا بؤرة استيطانية لطائفة المورمون، أصبحت قلب الحركة الجديدة. وفي عام 1838 أعلن سميث أنه حصل على رؤيا جديدة، وأن الكنيسة يجب أن تُعرف باسم “كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة”.
ويُعرف أتباعها رسمياً باسم قديسي الأيام الأخيرة، على الرغم من ذلك، كان يتم الإشارة إليهم عموماً باسم المورمون، بسبب التزامهم بتعاليم “كتاب مورمون”.
تحوَّل الخلاف مع سكان المنطقة من غير المورمون، إلى نزاع مسلح في عدة مرات، أدى إلى القتل وحرق ممتلكات المورمون، وتصاعدت التوترات بين أفراد طائفة المورمون وباقي أتباع الديانة المسيحية، حتى اضطر الأمر 15 ألفاً من المورمون إلى مغادرة ميسوري إلى ولاية إلينوي في عام 1839، حيث بنى سميث مدينة جديدة هناك.
وحينها كان جوزيف سميث يرسل المبشرين بأفكاره في أرجاء الولايات المتحدة، بل حتى أصبح له أتباع في إنجلترا، الأمر الذي أثار مزيداً من المشاكل أينما ذهب المورمون، وسُجن جوزيف سميث عدة مرات وتعرض أتباعه للاضطهاد وعدة هجمات مسلحة ضدهم، حتى وصل الأمر إلى مقتل سميث نفسه وشقيقه داخل السجن.
بعد وفاة سميث انشقت الطائفة لعدة جماعات، وظهر عدة أشخاص ادعوا أنهم “ورثة دعوة سميث”، كانت إحدى تلك الطوائف في مركز فضيحة جنسية، واعتداء على مئات القاصرات في مايو/أيار 2006، كُن تعرضن للاستغلال الجنسي، من زعيم الطائفة “وارين جيفز”.
أهم تعاليم طائفة المورمون وملابسهم الداخلية المقدسة:
تشترك طائفة المورمون مع بقية الطوائف المسيحية في بعض أهم عقائد الإيمان المسيحي، مثل الاعتقاد بألوهية يسوع المسيح، والتعميد، وغيرها لكنهم يختلفون معهم في أمور أخرى.
لا يعترف الأتباع بالمفهوم المسيحي عن الثالوث، بدلاً من ذلك، يعتقدون أن الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة كيانات منفصلة.
يؤمن المورمون بأن الله أرسل مزيداً من الأنبياء بعد موت المسيح.
وفقاً لطائفة المورمون، عاش آدم وحواء في مقاطعة دافيس بولاية ميسوري بعد طردهما من جنة عدن.
تعتبر كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة جوزيف سميث، الذي أسس طائفة المورمون نبياً.
يتبع المورمون أسلوب حياة صحياً صارماً لا يسمح لهم بتناول الكحول أو التبغ أو القهوة أو الشاي، ولا يسمح بالعلاقات الجنسية خارج علاقة الزواج.
الحياة الأسرية والعمل الصالح واحترام السلطة والعمل التبشيري، قيم مهمة في المورمونية.
كانت طائفة المورمون تؤمن بتعدد الزوجات لفترة طويلة، لكن بعد ضغوطات من الكونغرس وتجريم تعدد الزوجات عام 1887، ابتعدت الطائفة عن تعدد الزوجات علناً، لكن كثيراً من أتباعها لا يزالون يمارسون تعدد الزوجات.
يؤمن المورمون بـ”الاحتشام” وأن على المرأة والرجل عدم عرض أجسادهما، كما يمارس المورمون طقوس الملابس التي تشمل ارتداء ملابس داخلية خاصة ذات أهمية دينية، تُعرف باسم “ثوب المعبد”، يرتديه الأعضاء البالغون الذين يقدمون وعوداً مقدسة لله.
ولا يجب أبداً عرض الثوب على العامة ليروه، لذا يتعين على جميع أتباع الكنيسة المورمونية تغطية الثوب المقدس بالكامل، مما يعني أنه يتعين عليهم ارتداء ملابس تغطي أكتافهم والجزء العلوي من سيقانهم.
في يوم الأحد من أول كل شهر يصوم المورمون عن الطعام 24 ساعة، أي من عشاء السبت إلى عشاء الأحد، وتقدم كل أسرة مساهمات مالية للفقراء، تساوي على الأقل، إن لم تكن أكثر، المبلغ الذي كانوا ينفقونه على الطعام لو لم يصوموا، وتستخدم الكنيسة هذه التبرعات لدعم الفقراء.
اليوم يقع المقر الرئيسي لكنيسة “يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير” في سولت ليك سيتي بولاية يوتاه الأمريكية، ويبلغ عدد أعضائها أكثر من 16 مليوناً، ويعيش جزء كبير من أعضاء الكنيسة بالولايات المتحدة والباقي في أمريكا اللاتينية وكندا وأوروبا وإفريقيا والفلبين وأستراليا.