حرية – (3/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إلى السعودية، في زيارة ترمي إلى توطيد العلاقات التي غالباً ما توتّرت في الآونة الأخيرة مع المملكة الحليفة للولايات المتحدة، وفق ما أعلنت الخارجية الجمعة.
وقال الدبلوماسي الأمريكي الرفيع دانيال بنايم في تصريح للصحافيين “هناك عمل كثير نريد القيام به. تركيزنا منصب على برنامج عمل للدفع بالأمور قدماً”، ملخّصاً بذلك الروحية السائدة في واشنطن على الرغم من التباينات الكثيرة مع السعودية.
تبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة في السادس من حزيران يونيو وتنتهي في الثامن منه، وتأتي في توقيت يقود فيه البلدان وساطة في السودان من دون أن ينجحا حتى الآن في فرض التزام هدنات عدة بين طرفي النزاع.
وكانت الولايات المتحدة قد أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نوايا “جدية” على صعيد الالتزام بوقف إطلاق النار.
وسيتطرّق بلينكن خلال محادثاته مع المسؤولين السعوديين إلى “التعاون الاستراتيجي” بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية.
وسيشارك الأربعاء في اجتماع وزاري يعقده مجلس التعاون الخليجي، وسيرأس الخميس مع نظيره السعودي اجتماعاً للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش يعقد في الرياض.
وشُكّل هذا التحالف في العام 2014 لمكافحة داعش وبات يضم أكثر من 80 بلداً.
وسيتم التركيز على المخاطر التي تتهدد “إفريقيا وآسيا الوسطى والجنوبية”، وفق الدبلوماسي إيان مكّاري.
وقال مكّاري إن البلدان ستتعهّد تحرير مزيد من الأموال للمساعدة في إرساء الاستقرار في الأراضي المحرّرة من قبضة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
النزاع في اليمن
وتأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها إلى المملكة مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن في صيف العام 2022 جاءت نتائجها متباينة.
والعلاقات بين واشنطن والرياض شديدة التعقيد، فإدارة بايدن تتّهم المملكة الخليجية الغنية بالنفط بانتهاك حقوق الإنسان وبالدفع لرفع أسعار النفط الخام.
وكان بايدن قد دعا إلى “إعادة ضبط” للعلاقات مع السعودية بعد قرار المملكة في تشرين الأول أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط.
لكن الحليف السعودي الذي زوّدته واشنطن بكميات كبيرة من الأسلحة يؤدي دوراً أساسياً في المنطقة، ولا يخفي المسؤولون الأمريكيون رغبتهم بالحفاظ على متانة العلاقات.
ويبدو أن لا خيار آخر لديهم، وقد رحّبوا بالتقارب الذي سجّل مؤخراً بين إيران والسعودية.
ويتوقّع أن تشغل جهود السلام في اليمن حيّزاً كبيراً من المحادثات التي سيجريها بايدن في السعودية، وكذلك جهود تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
هذه الاتفاقات التي بذلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب جهوداً كبرى للتوصل إليها، أتاحت لدول عربية عدة تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
لكن الرياض تشترط للتطبيع الاعتراف بدولة فلسطينية وتطلب من الولايات المتحدة توفير ضمانات أمنية.
يمنياً، يشهد أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، فترة تهدئة منذ التوصل إلى هدنة بوساطة أممية في نيسان أبريل 2022.
ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.