حرية – (3/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي المحتلة من جانب روسيا.
في مقابلة خاصة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” من مدينة أوديسا الجنوبية الساحلية، تحدث زيلينسكي عن الهجوم المضاد المتوقع وجاهزية القوات الأوكرانية.
كما تطرق للدعم الغربي ورغبة بلاده في الانضمام لحلف شمال الأطلسي، فيما وجه رسالة مباشرة إلى الصين.
وقال زيلينسكي إن القوات البرية الأوكرانية كانت “أقوى وأكثر تحفيزا” من نظيرتها الروسية التي تسعى للحفاظ على نحو 20 بالمئة من الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها.
ومع ذلك، قلل الرئيس الأوكراني من التوقعات بنجاح الهجوم قائلا إن الأمر قد يستغرق وقتا ويأتي بتكلفة باهظة الثمن.
وتابع: “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر. لأكون صريحا، يمكن أن يأتي بطرق مختلفة، لكننا مستعدون”.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإن الهجوم المضاد يمثل “لحظة محورية” لزيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق البالغ من العمر 45 عاما، والذي دفعته قيادته خلال الحرب إلى الصدارة العالمية.
وستشكل نتيجة الهجوم المضاد المتوقع، ملامح الدعم العسكري الغربي والمناورات الدبلوماسية حول مستقبل أوكرانيا.
وصدت أوكرانيا هجوما روسيا على عاصمتها خلال فبراير من العام الماضي واستعادت مساحات شاسعة من الأراضي في الشمال الشرقي والجنوب وذلك ضمن هجومين مضادين سابقين عام 2022.
قلق من انتخابات 2024
وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت أوكرانيا من هجماتها بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة بهدف شل خطوط الإمداد الروسية قبل الحملة.
وشن متطوعون روس مدعومون من أوكرانيا غارات عبر الحدود بهدف إجبار روسيا على إبعاد قواتها عن الخطوط الأمامية داخل أوكرانيا، بحسب الصحيفة.
وأسفرت الجهود الهجومية الروسية هذا العام عن مكاسب ضئيلة، بما في ذلك السيطرة على مدينة باخموت الشرقية الصغيرة ذات الاستراتيجية الضئيلة.
وجاء هذه السيطرة بثمن باهظ بعد أن أودت بحياة الآلاف من القوات وتسببت في توتر بين قيادات وزارة الدفاع الروسية وزعيم مرتزقة “فاغنر” المشاركة في المعارك.
وقال مسؤول غربي إن الداعمين الغربيين لأوكرانيا يدركون أن هجوم كييف المضاد لن ينهي الحرب، لكنهم يريدون أن يظهر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدم جدوى استراتيجيته المتمثلة في انتظار انحسار الدعم لأوكرانيا.
وخصصت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكثر من 37 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل وتعهدت بمزيد من المساعدات في وقت اتبع الحلفاء الأوروبيون اتجاها مماثلا.
ولكن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي يسعى لخوض انتخابات 2024 الرئاسية، رفض الشهر الماضي القول إنه سيدعم أوكرانيا، قائلا بدلا من ذلك إنه سيسعى لإنهاء الحرب بسرعة دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
وقال زيلينسكي إنه قلق من أن أي تغيير في الإدارة يمكن أن يؤثر على المساعدات، مردفا: “لست متأكدا من الكيفية التي كان سيتصرف بها ترامب” حال وصوله للبيت الأبيض.
ومع ذلك، قال الرئيس الأوكراني إنه شعر بالتشجيع من دعم الحزبين في الولايات المتحدة ودعم المواطنين العاديين، وأعرب عن أمله في أن يواصل الحزبان والكونغرس دعم أوكرانيا والضغط على أي إدارة جديدة لمواصلة تدفق المساعدات.
رسالة للصين وإشارة من الناتو
بالنسبة للصين، التي لم تعلن إدانتها للغزو الروسي وألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب، سعت إلى إقحام نفسها في الدبلوماسية الهادفة للسلام وإنهاء الصراع.
وقالت أوكرانيا إنها مستعدة للاستماع إلى وجهات نظر الصين، لكنها لن توافق على أي اقتراح من شأنه أن يتضمن التنازل عن الأراضي.
وقال زيلينسكي في مقابلته إنه حث الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في مكالمة هاتفية خلال أبريل على عدم تزويد روسيا بأسلحة أو تقنيات أخرى، وطمأنه شي بأن الصين لا تقدم أسلحة لروسيا.
وقال زيلينسكي إن الصين أكبر وأقوى من روسيا ويمكن أن تلعب دورا مهما في إحلال السلام، مضيفا: “لا أريد أن يقف بلد مثل هذا متفرجا ويشاهد الناس يموتون”.
وتابع: “إذا كنت كبيرا، فهذا ما تعنيه العظمة الوطنية. هذه ليست لوحة أو متحف. إنها حرب دموية حقيقية”.
يتمثل الشاغل الأكثر إلحاحا لزيلينسكي في تأمين مسار واضح لعضوية حلف شمال الأطلسي خلال القمة المرتقبة يوليو المقبل بالعاصمة اللتوانية فيلنيوس.
وقال الناتو في عام 2008 إن أوكرانيا ستصبح عضوا، لكنه لم يحدد جدولا زمنيا لضم كييف. وتقدمت أوكرانيا بطلب للعضوية العام الماضي، لكن الولايات المتحدة – الزعيم غير الرسمي للتحالف – تجنبت إلى حد كبير المناقشات حول كيف ومتى قد تنضم أوكرانيا إلى الحلف، وركزت بدلا من ذلك على تعزيز الأمن والقوة العسكرية في كييف، بحسب الصحيفة.
وقال زيلينسكي في المقابلة إن بعض أعضاء الناتو ليسوا مستعدين لقبول أوكرانيا بسبب الخوف من روسيا، لكن الضغط يتزايد على الحلف لتقديم ضمانات أمنية ملموسة وطريق إلى العضوية.
وأضاف زيلينسكي أنه لا يتوقع انضمام أوكرانيا إلى الناتو أثناء استمرار القتال، لكنه أراد تعهدا بالضم بعد الحرب. وأردف قائلا: “إذا لم نحصل على إشارة في فيلنيوس، أعتقد أنه لا فائدة من أن تكون أوكرانيا في هذه القمة”.
ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه سيحصل على مثل هذه الإشارة، أجاب: “بصراحة لا أعرف”.