حرية – (8/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس، خيرسون جنوبي أوكرانيا، حيث تسيطر قواته على جزء من المنطقة التي تجتاحها فيضانات ناجمة عن تدمير سد كاخوفكا على نهر دنيبرو، وسط مخاوف من خسارة ملايين الأطنان من المحاصيل بفعل تدمير مساحات زراعية شاسعة، فيما قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين “يراقب” الوضع ، ولكنه لا يخطط لزيارة المنطقة حالياً.
وجرى إجلاء آلاف الأشخاص من المناطق التي غمرتها المياه بعدما تم تدمير سد نوفا كاخوفكا الثلاثاء، على ما أكدت السلطات الأوكرانية والسلطات الروسية، التي تسيطر كل منها على ضفة من نهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
وقال زيلينسكي “في خيرسون، زرت نقطة عبور حيث يتم إجلاء السكان من المناطق التي غمرتها الفيضانات. مهمتنا هي حماية الأرواح ومساعدة الناس قدر الإمكان. أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!”.
وكتب زيلينسكي في تعليق مصاحب لتسجيل مصور لزيارته: “ناقشت العديد من القضايا المهمة. الوضع التشغيلي في المنطقة نتيجة الكارثة وإجلاء السكان من مناطق الفيضانات المحتملة، وإنهاء حالة الطوارئ التي سببها انفجار السد، وتنظيم عمليات الدعم للمناطق المنكوبة”.
وأضاف أنهم ناقشوا أيضاً “آفاق إصلاح النظام البيئي في المنطقة وموقف العمليات العسكرية في منطقة الكارثة التي افتعلتها يد البشر”.
وتقع منطقة خيرسون على نهر دنيبرو على بعد نحو 60 كيلومتراً من سد كاخوفكا.
وقال الرئيس في منشور منفصل، مصحوب أيضاً بتسجيل مصور، إنه تفقد مفترق طرق حيث تجري عمليات إجلاء.
بوتين يراقب الوضع
من جهته، أفاد ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الخميس، بأن الرئيس بوتين يراقب تطور الوضع في خيرسون، عقب تدمير سد كاخوفكا، ولكنه لا يخطط لزيارة المنطقة المتأثرة بالفيضانات حالياً، بحسب ما أفادت وكالة “تاس” الروسية.
وجدد بيسكوف الاتهامات لأوكرانيا بالوقوف وراء تفجير السد.
وانهار سد نوفا كاخوفكا الضخم في جنوب خيرسون جزئياً بعد تعرضه لتفجير، الثلاثاء، ما أدى إلى إغراق مساحات شاسعة من الخطوط الأمامية في منطقة خيرسون وإجبار القرويين على الفرار. وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن تفجير السد.
وألقت أوكرانيا بمسؤولية تفجير السد على روسيا بينما قالت روسيا إن أوكرانيا خربت السد بإيعاز من الغرب للحد من إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم ولصرف الانتباه عن هجوم مضاد متعثر.
وقال حاكم منطقة خيرسون في وقت سابق الخميس إن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مكعب من المنطقة معظمها في جانب النهر الذي تسيطر عليه القوات الروسية، وإن حوالي ألفي شخص تركوا المناطق المنكوبة.
على الجانب الآخر، نقلت وكالة تاس للأنباء عن السلطات المحلية لموالية لروسيا أن المياه غمرت قرابة 14 ألف منزل بعد انهيار السد، وتم إجلاء حوالي 4300 شخص من المنطقة.
خسارة ملايين أطنان المحاصيل
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية الخميس، إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
وأضافت الوزارة في بيان “بدون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات. سنزرع الحبوب والبذور الزيتية باستخدام نموذج منخفض الغلة”.
وذكرت الوزارة أن تدمير السد هذا الأسبوع سيغرق عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا ويمكن أن يحول ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى “صحارى”.
وأشارت إلى أن الأرض التي غمرتها الفيضانات ستتطلب تقييماً زراعياً كاملاً لحالة التربة وفي معظم الحالات سيلزم استخدام طرق خاصة لإصلاح التربة.
وقالت إن الأراضي المتضررة كانت تنتج في الأساس الخضراوات والحبوب والبذور الزيتية والبطيخ.
وأوكرانيا أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم.
خطر الألغام
وحذر الصليب الأحمر إن الألغام التي اقتلعتها مياه فيضان في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا عبر مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا قد تشكل خطرا جسيما على المدنيين لعقود مقبلة.
وقال إريك تولفسن رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب”.
وأضاف تولفسن في مقطع صوتي “نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة”.
إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات. وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح. وتابع: “نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة”.
وأشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب ولكن المكان الذي زرعت فيه خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا.
وقال إن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات زرعها طرفا النزاع.
وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قوات في فبراير من العام الماضي لغزو البلاد.