حرية – (11/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أعلنت الشرطة في مدينة بوسطن الأميركية أنها تمكنت من تحديد مشتبه فيه في سلسلة من قضايا الاغتصاب التي تعود لعقدين من الزمن وذلك من خلال استخدام التطورات الجديدة في تقنية الحمض النووي، مما أدى في نهاية المطاف إلى توقيف المحامي ماثيو نيلو من نيو جيرسي وتوجيه تهم إليه بعدد من الجرائم.
فيما يلي تجدون التفاصيل كافة:
الجرائــــم
بين عامي 2007 و2008، أجرت الشرطة تحقيقاً في سلسلة من أربعة جرائم جنسية مختلفة طاولت نساء في وسط مدينة بوسطن. ونقلت عن الضحايا تعرضهن للتهديد أو الخداع على يد رجل معتدٍ.
وقالت إحدى النساء إنها التقت رجلاً اعتقدت بأنها تعرفه عام 2007 وعرض عليها أن يوصلها بسيارته فيما كانت تبحث عن سيارتها. وطلب منها الرجل بعد ذلك أن “تصمت” وهدد بقتلها وقال إنه يحمل مسدساً وقام باغتصابها بالقرب من ساحة للسكك الحديدية في بوسطن.
وحصل الاعتداء الثاني في أواخر عام 2007 فيما كانت إحدى النساء تغادر حانة “ستايت ستريت” بعد لقاء مع أصدقائها من المدرسة الثانوية. زعمت بأنها دخلت إلى سيارة رجل معتقدة بأنها سيارة أجرة وأعطته عنوان جهاز صراف آلي بالقرب من شقتها. بعدها قام السائق باستلال سكين مهدداً به المرأة ومن ثم اغتصبها بالقرب من شارع “تيرمينال ستريت”.
وحصلت الحادثة الثالثة التي حققت الشرطة فيها في شهر أغسطس (آب) 2008 عندما زعم بأن رجلاً اقترب من إحدى النساء في منطقة بوسطن كومون ووعدها بمبلغ من المال شرط أن ترافقه إلى منطقة تشارلزتاون ومن ثم قيل إنه هددها بمسدس وجهه نحو ظهرها واغتصبها.
وحصلت حادثة الاعتداء الرابعة في ديسمبر (كانون الأول) 2008 عندما تم الاعتداء جنسياً على إحدى النساء، 44 سنة، أثناء ممارستها رياضة المشي قبل أن تصد المعتدي عليها من خلال لكمه في عينه.
قامت الشرطة بفحوصات الاغتصاب على أول ثلاث نساء وكونت ملامح عن الحمض النووي للمعتدي ولكنها لم تعثر على أي تطابق في برنامج فهرسة الحمض النووي الوراثي الموحد CODIS الذي هو عبارة عن قاعدة بيانات للحمض النووي التي تستخدم لإنفاذ القانون.
التحقيق
خلال العام الفائت، حصلت الشرطة في بوسطن على أدلة جديدة في القضية.
باستخدام هبة بقيمة 2.5 مليون دولار من “مبادرة أدوات الاعتداء الجنسي الفيدرالية” SAKI، بدأت الشرطة بمراجعة حالات الاغتصاب التي حصلت خلال عقد الألفية الأول كجزء من جهد لمراجعة الجرائم الجنسية التي لم يتم حلها واستخدمت تقنيات حمض نووي جديدة لدفع التحقيقات قدماً.
ومن خلال استعمال الحمض النووي المستخرج من اختبارات الاعتداء الجنسي الأساسية، بحثت الشرطة عن مشتبه فيهم محتملين مستخدمة معلومات الحمض النووي التي تقدم بها أفراد العائلة لقاعدة بيانات السلالة العامة (قاعدة علم الأنساب الجيني) GEDMatch والحمض النووي لشجرة العائلة Family Tree DNA مما أدى في نهاية المطاف إلى تحديد نيلو كشخص في دائرة الاهتمام.
وتعرف هذه التقنيات باسم علم الأنساب الجيني الاستقصائي الجنائي.
نيلو محامي يعيش في ويهاوكن، نيو جيرسي
وأفادت الشرطة بأن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الذين يراقبون المحامي شاهدوه يمسك بكوب وأدوات مائدة في حفل للشركة التي يعمل فيها وتمكنوا من جمع عينة من حمضه النووي.
وأفيد بأن الحمض النووي في العينة طابقت الدليل الذي تم العثور عليه في أدوات الاغتصاب وفي العينة التي أخذت من القفاز الذي استخدمته إحدى النساء لصد المعتدي المزعوم.
وأوقفت شرطة بوسطن وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي المحامي نيلو في ردهة أحد المباني الفخمة في ويهاوكن الأسبوع الماضي وقالوا له بحسب المدعين العامين إنه “تسلم طرداً كبيراً لا يتسع في الخزائن حيث يتسلم السكان الطرود”.
المشتبه فيه
قال المدعون العامون خلال جلسة المحكمة الإثنين الفائت إن الدليل الجنائي متطابق مع الحمض النووي الموجود على القفاز مع احتمال يصل إلى 314 مرة أكثر بأنه يعود للسيد نيلو من أي رجل آخر.
وكان نيلو وهو محام يعيش في ويهاوكن في نيو جيرسي يعمل في شركة الإنترنت “كوبيل سابير” Cowbell Cyber في مانهاتن.
وأوضحت الشركة لصحيفة “ديلي ميل” Daily Mail أنها علقت عمل المحامي.
وأفادت الشركة بأن “ماثيو نيلو كان موظفاً في كوبيل وتوظف في يناير (كانون الثاني) 2023 بعد اجتيازه اختبار التدقيق في السوابق القضائية. تم تعليق عمل نيلو في كوبيل في انتظار مزيد من التحقيقات”.
نيلو هو خريج جامعة ويسكونسن وحاصل على شهادة في القانون من جامعة سان فرانسيسكو بحسب سجلات المحكمة.
وزعم أن عمليات الاغتصاب كانت تحدث عندما كان يعود إلى منزله خلال العطلات الجامعية.
وحضرت خطيبة نيلو، لورا غريفن، 37 سنة، عدداً من جلسات المحكمة بعيد توقيف المحامي.
وأفيد بأنها كانت تمسك بمسبحة صلاة خلال توجيه الاتهام لنيلو.
التهم
الإثنين الماضي تم توجيه ثلاث تهم لنيلو بالاغتصاب باستخدام العنف وتهمتين بالخطف وتهم أخرى.
ومن المحتمل أن يواجه عقوبة تصل إلى السجن المؤبد في حال ثبتت إدانته. وتم تحديد مبلغ إطلاق سراحه الموقت إلى حين الحكم عليه (Bail) بـ 500 ألف دولار وسيخضع المحامي للمراقبة من خلال نظام تحديد المواقع GPS في حال أخلي سبيله من السجن قبل المحاكمة.
وأعلن نيلو أنه غير مذنب. وقال محاميه جوزيف كاتالدو لوكالة “أسوشييتد برس” AP خارج قاعة المحكمة الإثنين: “أعتبر أن الاجراءات التي استخدمتها جهات إنفاذ القانون تدعو إلى الشك. يبدو أنهم حصلوا على دليل الحمض النووي من دون الاستحصال على مذكرة تفتيش. إذا تبين أن ذلك صحيح، سنتابع هذه المسألة بقوة وحزم”.