حرية – (2/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
ذكر موقع “فري برس جورنال” الهندي أن التمرد الذي قامت به شركة “فاغنر” مؤخرا في روسيا وتهديدها بالهجوم على العاصمة الروسية موسكو، وكاد يؤثر على مسار الحرب الاوكرانية، أعاد الاهتمام العالمي بظاهرة الشركات الامنية الخاصة والأدوار التي تقوم بها حول العالم تاريخيا، سواء بانخراطها بالمعارك بشكل مباشر أو بأدوارها اللوجستية والأمنية.
وأوضح التقرير الهندي , ان الشركات العسكرية الخاصة التي يطلق عليها اختصارا (PMCs) تقوم بمجموعة مختلفة من المهمات، من العمليات القتالية الى تأمين الدعم اللوجستي، وهي غالبا ما تقوم بتوظيف قدامى المحاربين السابقين والاخصائيين في المجال الأمني.
وفي هذا السياق، تناول التقرير مجموعة “فاغنر” الروسية التي احتلت الاهتمام الإعلامي مؤخرا، من خلال مقاتليها المرتزقة والتي أسسها يفغيني بريغوجين في العام 2014، مذكّرا بأن “فاغنر” أدت دورا مهما في السيطرة على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.
وتابع التقرير أنه بعدما بدأ مقاتلو “فاغنر” زحفهم باتجاه موسكو مؤخرا في تمرد ضد النظام العسكري الروسي، وتوقفت على بعد 200 كلم من موسكو، انصب التركيز مجددا على الشركات العسكرية الخاصة.
وبشكل عام، تقوم العديد من الشركات العسكرية الخاصة بمهمات من بينها حماية موظفي الحكومة وممتلكاتهم، وتدريب ضباط الجيش والشرطة الجدد، ودعم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العاملة في مناطق الصراع.
لكن التقرير لفت إلى أن الخدمات العسكرية الخاصة لم تكن مفهوما جديدا، اذ ان المرتزقة جرى استخدامهم من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية، بما في ذلك البريطانيين والفرنسيين والهولنديين بهدف توسيع المستعمرات وقمع السكان الأصليين.
وتابع التقرير أنه بعد نهاية الحرب الباردة، تزايدت الشركات الامنية الخاصة لتقوم بأدوار امنية بديلة او المساعدة في تقديم الخدمات العسكرية للبلد، حيث جرى استخدام الشركات الأمنية الخاصة في حروب أفغانستان والعراق والبلقان.
واستعرض التقرير بعض الشركات الامنية المهمة حول العالم، بينها شركتا “في سي سي سيكيوريتي” و “دي وي سيكيوريتي” الصينيتان، وقد شاركتا
في العام 2016 بإجلاء 300 عامل صيني من جنوب السودان.
كما أن شركة امنية صينية تحمل اسم “دي ويي فورين” قامت بارسال 600 عنصر امني الى مواقع مشاريع استثمارية في السودان في العام 2018 لحماية شركتي النفط “سي ان بي سي”، و”سينوبك”.
ولفت التقرير الى وجود “الميليشيا البحرية” التي تعمل من خارج القوات المسلحة الصينية، لكنها تقوم بمهمات من بينها العمل من خلال المناطق الرمادية، بما في ذلك التحرش بسفن الدول المعادية التي تشارك في مهمات يقودها الأمريكيون تحت شعار حرية الملاحة. وتابع التقرير أنه من خلال دور هذه الميليشيات البحرية، يكون بإمكان الصين تأكيد مطالباتها البحرية من دون اضطرارها الى أن تستخدم قواتها البحرية.
وفي المقابل، قال التقرير إن للميليشيات الامنية تاريخ طويل في الولايات المتحدة، قد يعود الى حقبة جيش ماساتشوستس الاستعماري الذي كان يعمل بدوام جزئي بمهمة الدفاع عن المستعمرة. واستخدمت هذه الميليشيات المقاتلين الذين يمكن للجيش النظامي ضمهم إلى صفوفه في حال اندلاع نزاع والعمل كقوة دفاع فورية.
وتابع التقرير انه خلال الحرب الثورية الامريكية (1775-1783)، جرى استبدال هذه الميليشيا بميليشيا “الامريكان مينيتمين”، وهم من المتطوعين الشبان الذين كانوا يتسلحون سريعا للمشاركة في القتال في أي لحظة.
واضاف التقرير انه كان لا يزال هناك عدد قليل من شركات الميليشيات العاملة خلال الحرب الأهلية الامريكية لاحقا، لكن مع حلول بداية القرن ال20، جرى استيعابهم في صفوف الحرس الوطني الأمريكي.
ولفت التقرير إلى أنه في بداية التسعينات من القرن الماضي، بدأت ميليشيات القوميين البيض بالظهور وتواجهت مع الاجهزة الامنية الامريكية، وهي ميليشيات تصور نفسها على أنها منظمات تقاتل ضد قمع الحكومة، حيث تشير التقديرات الى وجود 200 ميليشيا خاصة حتى العام الماضي.
“اكاديمي” و”بلاك ووتر”
وذكر التقرير أن “اكاديمي” تعتبر الشركة الامنية الخاصة الأكثر شهرة، وهي تعمل بشكل وثيق مع الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية “سي اي ايه”، ويأتي معظم المجندين فيها من وحدات العمليات الخاصة، بما في ذلك قوة “دلتا فورس”، وكان الجندي السابق اريك برنس قد أسسها في العام 1997 وغير اسمها لاحقا من “بلاك ووتر” الى “أكاديمي” بعد وقوع مذبحة ساحة النسور في بغداد، عندما كان الجيش الأمريكي متعاقدا معها للقيام بمهمات امنية وعسكرية خاصة في العراق حيث فتح مقاتلو الشركة خلال مرافقتهم لقافلة تابعة للسفارة الأمريكية النار على المواطنين العراقيين ما أسفر عن مقتل 17 مدنيا وإصابة 20 آخرين.
ولفت التقرير إلى أن “بلاك ووتر” جرى توظيفها لتدريب الجيش والشرطة في العراق، وتقديم الحماية لموظفي الحكومة ومواقعها، ومساندة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ويعتقد أنه كان لها أدوار في احتجاز المشتبه بهم وسجنهم وتعذيبهم.
“ايجيس”
وتناول التقرير “شركة ايجيس لخدمات الدفاع” التي تأسست في العام 2002 من قبل الضابط السابق في الجيش البريطاني ت. سبايسر، والتي يقع مقرها الرئيسي في مدينة بازل السويسرية، لكنها جغرافيا، تنشط في العراق والصين واليونان والكونغو وكوسوفو ونيجيريا والسودان وروسيا والسويد وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة واليونان وهولندا وأفغانستان ونيبال وكينيا والبحرين.