حرية – (5/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
لكل الشعوب ثقافاتها وعاداتها الخاصة والتي توارثوها منذ القدم سواء من طبخ أو لباس أو حتى الرقص التركي يُعتبر الرقص من بين أفضل الطرق للتعبير عن الفرحة، خاصة في المناسبات، بالإضافة إلى الرقص أثناء الاحتجاجات والأعياد الوطنية وأيضاً في الحملات الانتخابية.
الرقص في تركيا هو جزء جوهري متجذر داخل ثقافة هذا البلد، إلا أن الرقص التركي دائماً ما يكون مهيكلاً وذا شكل محدد رغم اختلاف الرقصات من منطقة إلى أخرى، إلا أن أغلبها له أهمية تاريخية، توجد في تركيا ثلاثة أنواع شهيرة من الرقصات نذكرها في فقرات هذا المقال.
رقصة الشوارع غير المحدودة
عند التجول في شوارع المدن التركية ستصادف بعض الجماعات التي تقوم برقص إحدى أشهر الرقصات في البلاد في الطريق، كما قد ينضم إليها أي شخص يحب هذا النوع من الرقص التركي دون الحاجة إلى معرفة الناس الذين بدأوا بها.
رقصة هالاي هي واحدة من أكثر الرقصات التركية شعبية تشتهر كثيراً في المدن الشرقية والجنوب شرقية للجمهورية، تبدأ الرقصة بأخذ تشكيل خط طويل ينحني إلى نصف دائرة أو دائرة كاملة، كما لا يوجد حد لعدد الأشخاص الذين يمكنهم الانضمام.
للقيام بها يجب على كل راقص أن يتشابك يده أو إصبعه مع الأفراد على كلا الجانبين، قبل التحرك عكس اتجاه عقارب الساعة بخطوات معينة في الوقت المناسب للموسيقى.
حسب موقع “middleeasteye” يمكن لكل من الرجال والنساء الرقص معاً، وغالباً ما تتسارع الإيقاع مع اعتياد الخط على حركة القدمين.
تتشابه هذه الرقصة إلى حد ما مع الشيتاكي اليونانية أو الدبكة العربية إلا أنها في الثقافة التركية ترتبط ببعض الأساطير القديمة، والتي تشمل الطقوس الشامانية في آسيا الوسطى، لا يزال الأتراك إلى اليوم يرقصون هالاي في الأعياد والمناسبات وعادة ما تكون حول النار.
وحسب المعتقدات التركية، يقال إن كلمة هالاي مشتقة من عبارة آي التي تعني النار والمجتمع، يترأس الرقص قائد المجموعة والذي يسمى “halaybasi” وعادة ما يكون أكثر شخص يجيد الرقص ويجب أن يكون محترفاً؛ إذ توكل إليه مهمة تحديد الخطوات والسرعة خلال أداء الرقصة.
يتعين على القائد أن يحمل منديلاً في يده، يُعتقد أن لهذا المنديل روابط تعود إلى الطقوس الشامانية، حيث تم التلويح بالأشرطة الملونة والدروع والأعلام والفؤوس أثناء الرقص لإزالة أي أرواح سيئة.
رقصة هورون في مدن البحر الأسود الشمالية
الهورون هي الرقصة المفضلة لمن يعيشون في منطقة شمال البحر الأسود في تركيا. تعتبر هذه الرقصة تقليداً عزيزاً عليها، وقد أُضيفت إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2021.
تصحب الرقصة موسيقى خاصة بألحان من الكمان “kemence ” تتكون الرقصة من ثلاثة أقسام مع تعشيق أيدي المشاركين مرة أخرى. لمساعدة الراقصين على الانخراط في كل مرحلة بسهولة، يصرخ زعيم هورون بأوامر تشير إلى التغيير.
لا يخلو الرقص من رمزية؛ إذ يُقال إن رفع اليدين هو إظهار للقوة والشجاعة، بينما يمثل الانحناء للعمال الميدانيين يستريحون، من ناحية أخرى، يُعتقد أن اهتزاز الكتف السريع والإيقاع السريع يصور أمواج البحر الأسود القاسية والحركات السريعة لأسماك الأنشوجة التي اشتهرت في المنطقة.
يمكن لكل من الرجال والنساء أن يرقصوا هورون، إما بشكل منفصل أو معاً، وغالباً ما يتم ارتداء الأزياء التقليدية.
تتكون الأزياء التقليدية للنساء بشكل عام من قميص وسترة ملونة بالإضافة إلى حجاب للرأس بالإضافة إلى تنورة طويلة، أما بخصوص الزي الرجالي فيتكون من اللونين الأبيض والأسود مع عدد كبير من الإكسسوارات.
يشمل هذا اللباس حزاماً به شرائط طويلة من الجلد الأسود يمكن ربط معدات الصيد أو الأسلحة به، ساعة جيب ذات سلاسل تتدلى عبر الصدر بالإضافة إلى صندوق صغير مثلثي معلق حول الرقبة.
حسب نفس المصدر، لا تزال أصول هذه الرقصة غير معروفة أو واضحة، لكن يعتقد البعض أنها يونانية، قائلين إن الاسم مشتق من الكلمة اليونانية “xoros” وهو نوع من الرقص يتم أداؤه في دائرة.
فيما يقول آخرون إنها جاءت من مستوطنات جنوة في العصور الوسطى، مشيرين إلى أنها متجذرة في الرقص الفرنسي في العصور الوسطى.
الزيبك.. أشهر أنواع الرقص التركي
حسب موقع “lesartsturcs” صُممت الزيبك لتمثيل القوة والبطولة، على عكس الرقصتين السابقتين، حيث لا يوجد تشابك بالأيدي بين الراقصين في الزيبك؛ إذ يتم رفع الذراعين عن الجسم قبل رفعهما في الهواء، ثم يتم اتخاذ خطوات بطيئة ومدروسة قبل أن ينحني الراقص ويلامس الأرض بركبته ويستقيم.
تتكرر هذه الحركات في نمط دائري في الوقت المناسب لقرع طبول دافول وأنبوب زورنا، على الرغم من أن أصل زيبك لا يزال محل نقاش، يشير البعض إلى أنه قد تكون له جذور في اليونان القديمة أو أوروبا، إلا أن الأصل الأكثر شيوعاً لدى العديد من المؤرخين يعيدها للإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر.
خلال هذه الحقبة، شهدت المنطقة الكثير من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، مما دفع مجموعات صغيرة من الرجال إلى الانتفاض وحماية قريتهم. نوع من الجنود غير الرسميين، كان هؤلاء الرجال يعرفون باسم الزيبك، وكان زعيمهم يعرف بإيفيه، لهذا يتم ربط الرقصة بالقوة والنبل.
تاريخياً، كان الرقص في الأساس للرجال بسبب أصوله. عندما يتعلق الأمر بالزي، يتم ارتداء سراويل قصيرة على طراز الجودبور على الركبة فقط. ويرافق المظهر أيضاً فأس مزخرف بأزهار كروشيه لتمثيل الجبال، وشرابه قطعة من الحرير يمكن وضع مسدس فيها؛ وزوج طويل من الأحذية السوداء.
في عام 1925، أدى تاركان هذه الرقصة مع طالب في مؤتمر حضره الرئيس التركي آنذاك مصطفى كمال أتاتورك؛ ليتم ربطها فيما بعد باسمه عند محبيه.
أصبحت الرقصة في الوقت الحالي تقدم في حفلات الزفاف؛ إذ أضيف إليها بعض الحركات المنسجمة مع النساء والتي تمثل علاقة الحب بين المرأة والرجل.