حرية – (6/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أفاد مسؤولون أميركيون بانعقاد محادثات “سرية وغير رسمية” بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، انخرط فيها من الجانب الأميركي مسؤولون سابقون رفيعو المستوى، ومقربون من الكرملين من الجانب الروسي، بعلم الإدارة الأميركية ولكن “ليس بناءً على تعليماتها”، بحسب محطة “NBC News” الأميركية.
بدورها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس، التقارير عن تلك المحادثات بأنها “ليست صحيحة” و”مزيفة”. وأشارت في تصريحات للصحافيين أن “هذه معلومات مضللة ووهمية أطلقت في وسائل الإعلام الغربية”، وفق ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عنها.
وقالت “NBC News” إن الجانب الأميركي عقد في مرة واحدة على الأقل محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مشيرةً إلى أن المحادثات تهدف إلى “تأسيس أرضية للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا”.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لـ”NBC” إن أحد أبرز المحادثات الدائرة في الكواليس انعقدت في أبريل الماضي بمدينة نيويورك الأميركية، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع مجموعة من المسؤولين الأميركيين السابقين، وذلك على هامش حضوره اجتماع مجلس الأمن الذي انعقد حينها برئاسة موسكو.
وكان على أجندة لقاء أبريل، وفق المصادر ذاتها، بعضاً من القضايا الشائكة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك مصير الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا والتي قد لا تتمكن كييف من استعادتها عسكرياً، والطريق الدبلوماسي الذي قد يقبله الجانبين.
وبحسب المحطة، فإن الجانب الأميركي كان ممثلاً في الاجتماع من قبل ريتشارد هاس وهو دبلوماسي سابق والرئيس المنتهية ولايته لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فضلاً عن الخبير في الشأن الأوروبي تشارلز كوبشان والخبير في الشؤون الروسية توماس جراهام، وكلاهما مسؤولان سابقان في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية وهما أيضاً زميلين في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
بايدن على اطلاع بالمحادثات
ولم يرد المسؤولون الأميركيون السابقون، الذين حضروا الاجتماع مع لافروف، على طلبات التعليق من “NBC”، فيما امتنعت جميع المصادر التي تحدثت للمحطة عن كشف أسمائها لتأكيد المحادثات التي كان من المقرر أن تبقى سرية.
وقالت المصادر إن من بين الأهداف، إبقاء قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة كلما أمكن ذلك، واستشعار ما إذا كان هناك مجال مستقبلاً للدبلوماسية، والتفاوض، وتسوية الحرب في أوكرانيا.
وقال مصدران للمحطة إن المحادثات السرية انعقدت بعلم من إدارة الرئيس جو بايدن، و”لكن ليس بناءً على تعليماتها”.
وأشار المصدران إلى أن المسؤولين السابقين الذين التقوا مع لافروف اطلعوا فيما بعد مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على تفاصيل المحادثات.
وقالت “NBC” إن المحادثات تدخل ضمن ما يُعرف في اللغة الدبلوماسية باسم “دبلوماسية المسار 2″، وهو شكل من أشكال المحادثات غير الرسمية التي ينخرط فيها مواطنون عاديون لا يشغلون مناصب في الحكومة، مشيرةً إلى أن هذه المحادثات تحولت إلى “مسار 1.5” (شبه رسمي) عندما انخرط فيها وزير الخارجية الروسي.
وجاء اللقاء في الوقت الذي كانت فيه المحادثات الدبلوماسية الرسمية رفيعة المستوى بين الحكومتين الأميركية والروسية بشأن أوكرانيا قليلة ومتباعدة.
مقربون من الكرملين
وبالإضافة إلى محادثات نيويورك مع لافروف، انخرط مسؤولون أميركيون سابقون آخرون في محادثات غير رسمية مع مقربين من الكرملين، بحسب ” إن بي سي نيوز” التي أشارت إلى أنه من غير المعروف ما إذا كانت المحادثات ضمن “جهود واحدة منسقة”.
وقالت المحطة إن قائمة المسؤولين الأميركيين السابقين الذين انخرطوا في محادثات غير رسمية مع مقربين من الكرملين شملت بعض المسؤولين السابقين في البنتاجون بما في ذلك ماري بيث لونج، مساعدة وزير الدفاع السابقة ذات الخبرة العميقة في قضايا الناتو، وفقاً لما ذكره شخصان تم إطلاعهما على المحادثات.
وقال مصدران اثنين للمحطة إن مسؤولاً أميركا سابقاً واحداً على الأقل سافر إلى روسيا لإجراء مناقشات تتعلق بحرب أوكرانيا.
وشارك في المحادثات من الجانب الروسي أكاديميون ورؤساء مراكز الأبحاث الكبرى أو معاهد البحوث في مجال السياسة الخارجية الروسية، مشيرةً إلى أن كل هؤلاء الأشخاص يُنظر إليهم على أنهم مقربون من الرئيس فلاديمير بوتين أو على اتصال منتظم بصانعي القرار في الكرملين، بحسب ما أكد مصدر للمحطة، رافضاً الكشف عن أسمائهم.
ورفض مسؤول في البيت الأبيض التعليق على هذه المحادثات، كما رفضت السفارة الروسية في واشنطن بدورها التعليق على الأمر.
على الجانب الأوكراني، قال مسؤول في مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الرئاسة لن تعلق على تقارير إخبارية محددة تستند إلى مصادر لم يتم تسميتها، لكن موقفهم العام من المفاوضات لم يتغير.
وقال المتحدث إن “موقفنا ثابت. لا يمكن تقرير مصير أوكرانيا بدون أوكرانيا”.