حرية – (9/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
الفيل، من المعروف أن الفيلة تتغذى على أنواع مختلفة من النباتات، لكن دراسة جديدة أظهرت أن الفيل يُنوع بشكل كبير مما يأكله يوميا حسب احتياجاته الفيزيولوجية وحسب مزاجه حتى.
ولاحظ فريق بحث دولي تباينا فيما يأكله الفيل الواحد داخل مجموعة ما بالمقارنة مع أقرانه في نفس المجموعة. ويأمل المختصون في أن تساهم الدراسة في المحافظة على الفيلة وأنواع حيوانية أخرى مهددة. فكيف توصل العلماء إلى تلك النتائج؟
يحاول البشر تنويع أكله حسب احتياجاته وحسب مزاجنا. كم هي البرامج التي ترشدنا نحو تغذية متنوعة ومتوازنة. ويبدو أن الأمر طبيعي ومنتشر في البرية. هذا على الأقل ما تظهره دراسة جديدة اهتمت بالنظام الغذائي لدى الفيلة. ونشرت الدراسة الجديدة في مجلة Royal Society Open Science هذا الأسبوع.
ونعرف أن الفيلة طورت ذكاء غذائيا بتنويع مواردها. هي تتغذى على الأعشاب وعلى جذور الشجر وعلى لحاءها وعلى أوراقها وحتى فواكهها. وقد تأكل أيضا مخلفات البشر حين تكون على احتكاك معهم. ويبقى من المُعقد معرفة نوع النباتات التي يأكلها، كل يوم، كل فيل من فيلة مجموعة معينة.
ترميز الحمض النووي
لذا احتكم الباحثون لتقنية جديدة ومتطورة، ما يسمى بالانجليزية DNA metabarcoding أو ترميز الحمض النووي. بمعنى آخر ومُبسط، يُستعمل الحمض النووي لتحديد ما يأكله الفيلة بالضبط. هم يقارنون بين ما يأخذونه من عينات على الفيلة بما يعرفونه عن الحمض النووي للنباتات. الباحثون استقوا عينات من شعر الفيلة في مجموعتين شملتهما الدراسة، واستعملوا عينات من برازها جُمعت على مدار قرابة عشرين عاما وتم الحفاظ عليها. لقد تمت مقارنة الوجبات الغذائية بين كل فرد من أفراد المجموعة الواحدة.
وقد فوجئ الباحثون بالفروقات الكبيرة نسبيا في النظام الغذائي بين أفراد المجموعة الواحدة من الفيلة والتي تتغذى معا خلال اليوم. إذ يظهر أن الاختيارات الغذائية الفردية للفيلة لا تتعلق فقط بما هو متوفر، بل أيضا بميولاتها واحتياجاتها الفزيولوجية الخاصة. للفيلة الحامل مثلا اختيارات غذائية مختلفة عن أقرانها في العائلة حسب رغباتها واحتياجاتها واحتياجات جنينها في كل مرحلة من مراحل الحمل.
وتشير الدراسة إلى أن حيوانات كالفيلة لا تكتفي بالشبع، بل تميل على ما يبدو إلى “الاستمتاع” بما تأكل، ما قد يمثل دليلا آخر على أن للحيوانات مشاعر معقدة لا ندرك منها إلا القليل.