حرية -10/7/2023
رجحت لجنة النفط والغاز البرلمانية، استمرار انتعاش أسعار البترول حتى نهاية العام الحالي، بعد أن لامست أسعار “الذهب الأسود” حدود الـ 75 دولاراً، مشددة على ضرورة استغلال الوفرة المالية المتحققة في تأسيس مشاريع انتاجية قادرة على تقليل الاعتماد الكلي على الواردات النفطية، واستثمارها لتطوير الصناعة والزراعة ودعم البنى الارتكازية للقطاع الخاص الحقيقي.
وبلغت صادرات البترول خلال حزيران الماضي، وفقاً لوزارة النفط، (100) مليون و (59) ألفاً و(52) برميلاً، بإيرادات تجاوزت سبعة مليارات دولار، وبمعدل تصدير يومي بلغ (3) ملايين و(335) ألف برميل، بسعر (71.11) دولاراً للبرميل الواحد.
ووفقاً لوزير النفط، حيان عبدالغني، فإن جولة التراخيص السادسة التي يتطلع العراق إلى عقدها، تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال 5 سنوات، والوصول بالانتاج النفطي إلى حدود الستة ملايين برميل يومياً، مؤكداً أن القرارات الحاسمة التي أقرتها أوبك وأوبك بلس ستحافظ على استقرار السوق عالمياً.
عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، النائبة زينب جمعة الموسوي، أكدت أنه “وفقاً للمؤشرات العالمية فإن أسعار النفط مستمرة بالاالخامرتفاع حتى نهاية العام الحالي، لاسيما بعد أن لامست مؤخراً حدود الـ 75 دولاراً للبرميل الواحد، وأن تلك الزيادة من شأنها أن تساعد العراق على سد العجز المالي في الموازنة الاتحادية 2023 وتنمية الاقتصاد الوطني» .
وترى الموسوي، أن “ارتفاع أسعار النفط الخام سينعكس إيجابياً على الاقتصاد لأنها تعظِّم من إيراداته وتمكنه من تجاوز الأثر المالي السلبي الناجم عن توقف صادرات حقول كردستان وكركوك” مشددة على ضرورة “استغلال الوفرة المالية المتحققة بالشكل الأمثل في تطوير الصناعة والزراعة ودعم البنى الارتكازية للقطاع الخاص الحقيقي، لتشغيل المصانع والمعامل وإنتاج سلع وخدمات محلية الصنع».
وانسجاماً مع ترجيحات لجنة النفط النيابية، توقع الخبير النفطي، بلال الخليفة، الاثنين (10 يوليو 2023)، تواصل ارتفاع أسعار البترول خلال الفترات المقبلة، معللاً ذلك بتنامي الطلب العالمي على الذهب الأسود واستمرار الصراعات الدولية، لاسيما الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح الخليفة، أن تقديرات أسعار البترول مرتبطة في الوقت الحالي بين “أميركا وأوروبا من جهة واوبك بلس من جهة أخرى” حيث تسعى منظمة الدول المصدرة للنفط جاهدة إلى ضمان بقاء سعر البرميل قريباً من 80 دولاراً، لاسيما أن بعض دول أعضاء اوبك قد بنت موازناتها على أسعار مقاربة، مؤكداً في الوقت ذاته، أن هذا السعر شكل عبئاً كبيراً على أوروبا، وهي تحاول بكل الوسائل خفضه لما دون الـ 70 دولاراً» .
ورجح الخبير الخليفة، بقاء سعر البترول محصوراً بين الـ 70 و 80 دولاراً، مشدداً على ضرورة استغلال الوفرة المالية المتحققة جرَّاء تلك الزيادة في التأسيس لمشاريع من شأنها مغادرة “الاقتصاد الريعي” والتقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية في دعم موازنات البلد المالية.