حرية – (12/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أعاد قصر فرساي العريق في فرنسا فتح الغرف الخاصة بالملكة ماري – أنطوانيت للزوار، بعد عملية تجديد شاقة استغرقت أكثر من 5 سنوات.
الغرف الخاصة، بما في ذلك المخدع والمكتبة وغرفة البلياردو، موزّعة على طابقين وتطل على فناء داخلي، ويقال إنها المكان الذي اختبأت فيه آخر ملكة لفرنسا للمرة الأولى أثناء مسيرة للشعب إلى فرساي خلال الثورة الفرنسية العام 1789.
اختباء آخر ملكة لفرنسا للمرة الأولى أثناء مسيرة للشعب إلى فرساي خلال الثورة
عملية ترميم هذه الغرف التي استقبلت فيها الملكة أصدقاءها، ولعبت فيها أيضا مع أطفالها، تشكّل المرحلة الأخيرة لمشروع شمل أيضًا ترميم أكواخ ريفية قريبة من القصر فضلًا عن قصر Petit Trianon، وهي تأتي كذلك تزامنًا مع الذكرى الأربعمئة لبناء قصر فرساي.
كانت ماري أنطوانيت النمساوية المولد في الرابعة عشرة من عمرها عندما وصلت إلى فرنسا لتتزوج من الملك لويس السادس عشر. وقد بدأت الملكة بتزيين وتأثيث الغرف الخاصة بها بعد فترة وجيزة من توليها منصبها في العام 1774 واستمرت حتى العام 1788. ويقال إن مطالبها بإجراء تعديلات على الغرف ونفاد صبرها في إنجاز العمل، أثارا حفيظة أنج – جاك غبرييل كبير مهندسي الملك.
وقد قضى المؤرخون والباحثون في ذلك الوقت عقدًا من الزمن بحثًا عما يمكن أن يرضي ذوق الملكة الفخم والفاخر، فكانت النتيجة غرفًا مكسوّة بالذهب والحرير كانت بمثابة ملجأ تختبئ فيه ماري – أنطوانيت بعيدًا عن وصيفاتها لقضاء وقت مع أطفالها ومجموعة من الأصدقاء المقربين.
وتقول كاثرين بيجارد، رئيسة قصر فرساي: “لقد تطلب
الأمر مثابرة من القيّمين على القصر على مدى سنوات عدّة لاستعادة هذه الصورة المثالية لنا، ونسج الروابط بين حياة الملكة العامة والخاصة”.
عملية إعادة إعمار الغرف في قصر فرساي
أضافت “هذه الغرف التي لم يُسمح بدخولها إلا لعدد قليل من الأصدقاء والمرافقين المقربين من الملكة، صغيرة جدًا بحيث إنها لا تستوعب أكثر من 10. إن الجولة في الغرف تقدّم للزوار نظرة ثاقبة جديدة عن حياة ماري – أنطوانيت التي تثير آلاف الأسئلة حول آداب السلوك والعلاقة الحميمة “.
بدوره أوضح لوران سالومي مدير القصر، أن إعادة الإعمار كانت معقّدة بسبب الافتقار إلى السجلات التاريخية، لكنه قال: ” إن الغرف الخاصة كانت مساحة رائعة لأولئك المهتمين بالمجد الأخير للنظام الملكي الفرنسي”.
قصر فرساي يجذب ما يقرب من 7 ملايين زائر سنويًا
وأضاف سالومي: “النتيجة المرجوة كانت أن نخلق لدى الزائر إحساسًا بأنه يدخل إلى مكان تركته الملكة لتوّها”.
وتضمّنت عملية الترميم الشاقة فحص الخطط ومذكرات المورّدين والأوامر المكتوبة المتنوعة ومختلف السجلات، لتكوين فكرة موثوقة عن مظهر الغرف. وبحث أمناء المحفوظات أيضًا عن أدلة على الأقمشة والمواد التي اختارتها الملكة للستائر والمفروشات، بما في ذلك آثار الأقمشة التي عٌثِرَ عليها تحت التجديدات الحديثة للكراسي والأرائك.
هذا ويُعتقد أن اثنتين من الغرف، بما في ذلك مخدع الملكة، قد تم تزيينهما بقماش حائط فاخر عليه فاكهة الأناناس التي جلبها كريستوفر كولومبوس إلى أوروبا في العام 1493، والتي جعلتها نُدرتها رمزًا للثروة والقوة.
يشار إلى أن قصر فرساي الذي يجذب ما يقرب من 7 ملايين زائر سنويًا، يعود تاريخه إلى العام 1623 عندما أمر الملك لويس الثالث عشر بتوسيع نزل صيد صغير على ملكية مساحتها 1976 فدانًا، وبعدها قام لويس الرابع عشر بتوسيع المباني.