حرية – (13/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
تمارس إيران ضغوطاً كبيرة على العراق على ما يبدو لمنعه من تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية، وبينما تمتلك طهران نفوذاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واسعاً لدى الجار العربي، فإن ملف الطاقة، أخيراً، كان على رأس الأهداف لاستغلاله كورقة في شأن رفع العقوبات الأوروبية.
تعارض إيران وبشدة، بحسب ما يقول تقرير بريطاني حديث، فكرة تصدير العراق للغاز من دون أن يكون لها دور فيه، مبيناً أن طهران تستخدم هذا الملف بشكل غير مباشر في مفاوضاتها مع الجانب الأوروبي للتعجيل برفع العقوبات.
بحسب التقرير الصادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن، فإن ثمة مخاوف إيرانية حقيقية دفعتها لاعتبار ملف الطاقة في العراق جزءاً من أمنها القومي، كاشفاً أن مكتب العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني هو من يتولى الإشراف على ملف حقول النفط والغاز في العراق إضافة إلى ملف المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل وفي مقدمتها كركوك وسنجار.
عززت إيران نفوذها في هذا المجال منذ الأسابيع الأولى لحكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إذ أبرمت وزارة النفط الإيرانية مع العراق عقداً للخدمات الفنية والهندسية بقيمة أربعة مليارات دولار، كما افتتحت مكتباً لها في العاصمة العراقية بغداد تمهيداً لدخول عدد أكبر من شركات الطاقة الإيرانية إلى السوق العراقية.
كركوك في عين العاصفة
يسلط تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية الضوء على أهمية كركوك بالنسبة لإيران الطامحة لتصدير الغاز من حقولها الجنوبية، إذ تشكل كركوك نقطة التقاء بين أنبوب الغاز الذي تعتزم إيران مده إلى سوريا وأنبوب الغاز الآخر الواصل بين حقل بارس الجنوبي وتركيا، إضافة إلى رغبة إيران بتصدير نفطها عبر كركوك ومنها إلى البحر المتوسط وذلك من خلال إعادة العمل بأنبوب كركوك – بانياس على الساحل السوري.
تعتبر كركوك نموذجاً مصغراً للتنوع العراقي والمذهبي في العراق لذلك فإن التحكم فيها أمر مهم جداً لإيران التي، وبحسب التقرير لم تكتف بالضغوط السياسية والعسكرية بل وتستخدم القوة الناعمة كإنشاء المراكز الشبابية والصحية في أحيان أخرى.
لكن في المقابل، ومنذ اللحظات الأولى لإعلان حكومة كردستان نيتها تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية العام الماضي، بدأ مكتب العمليات الخارجية في الحرس الثوري تنفيذ خطة لعزل كركوك عن الإقليم، كما يشير التقرير. ويلفت إلى أن هدف الخطة التي يشرف على تنفيذها ضباط كبار في الحرس الثوري هو دعم المعارضة السياسية لأربيل وخلق مناخ من الشك وعدم الثقة بين الأحزاب الكردية إضافة لقطع مصادر التمويل وتصعيد الخلاف مع بغداد.
نسف حكومة السوداني
يلفت التقرير إلى أن حكومة السوداني لم تسلم من الضغوط السياسية أيضاً، فقد حاولت أطراف عراقية موالية لطهران استخدام ملف الموازنة الاتحادية لنسف الاتفاق السياسي مع الكرد، الذي شكلت على أساسه الحكومة.
تسعى إيران إلى الاستحواذ الكامل على ملف تصدير الغاز أو توجيهه بحسب مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة واستخدامه كورقة ضغط على الولايات المتحدة وحلفائها.
يتناغم التحرك الإيراني مع رغبة تركيا في فرض شروط سياسية واقتصادية على كل من بغداد وأربيل، سواء كان ذلك متعلقاً بملف حزب العمال أو قضية التعويضات الخاصة بتصدير نفط الإقليم عبر الموانئ التركية.
وبحسب التقرير، لا تزال خسائر العراق من استمرار تركيا منع تصدير نفط كردستان للشهر الثالث على التوالي في ارتفاع، إذ وصلت إلى أكثر من 3.5 مليار دولار، كانت ستسهم في تطوير قطاع الطاقة في العراق وتزيد من قدراته الإنتاجية.