حرية – (20/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
قال رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6) ريتشارد مور، إن الصين ورئيسها شي جين بينج “بالطبع متواطئين” مع روسيا في غزوها لأوكرانيا، ولكنه أشار إلى أن دعم بكين لموسكو “جاء بكلفة” على حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومكانته في روسيا، بعدما مال ميزان القوة لصالح الصين.
ولم تدن الصين بشكل علني “الغزو الروسي لأوكرانيا”، ولكنها انخرطت في مسعى للسلام، من خلال تقديم مقترح دعت فيه موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام.
مور ، وخلال ظهوره العلني النادر في حدث استضافته مجلة “بوليتيكو” الأميركية في مقر إقامة السفير البريطاني في العاصمة التشيكية براغ، الأربعاء، أشار إلى أن جهاز الاستخبارات البريطاني يخصص “موارد كبيرة حالياً” للتعامل مع الصين “بأكثر من أي شيء آخر”.
وقال مور لرئيسة التحرير التنفيذية لـ”بوليتيكو” آنا ماكيلفوي، إنه حين غزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا “ساند الصينيون الروس بشكل واضح”.
وأضاف: “لقد دعّموا الروس بشكل كامل دبلوماسياً، وامتنعوا عن التصويت على قرارات رئيسية بشأن الغزو في الأمم المتحدة، كما رددوا الخطاب الروسي، وخاصة في أماكن مثل إفريقيا وأميركا اللاتينية، بشأن إلقاء اللوم على حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأشياء من هذا القبيل”.
كلفة الدعم الصيني
ولكن رئيس الاستخبارات البريطانية أشار إلى أن هذا الدعم “جاء بكلفة على حكم الرئيس بوتين ومكانته في روسيا”.
وتابع: “ما حدث على الأرجح، وهو ما نعلم، أن الكثير من الروس يجدونه أمراً غير مريح، وهو أن توازن القوة بين الصين وروسيا قد تغير”.
وأشار ريتشارد مور إلى أنه “أصبح من الصعب للغاية أن لا تلاحظ بأن أحد البلدين يخضع للآخر”.
سياسة الصين الخارجية
وأشار مور إلى أنه منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وحتى عقد مضى، كان الزعماء الصينيون يصفون السياسة الخارجية لبلادهم بعبارة “أن يخفي المرء شعلته، وأن يقضي وقته”، في إشارة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
ولكن هذا تغير بحسب مور، تحت حكم شي جين بينج، الذي حذر من أنه “أصبح أكثر عدائية بالخارج، فيما يزيد من القمع في الداخل”.
وقال مور لـ”بوليتيكو”: “أصبحنا نخصص موارد للصين حالياً، أكثر من أي مكان آخر. موارد وحجم جهود وكالة الاستخبارات الصينية أصبح هائلاً، وهم ينشرون عناصرهم بالخارج بأعداد كبيرة”.
وحذر مور من أن الصين وضعت “أفخاخ بيانات”، للدول الأخرى، تؤدي إلى “تآكل سيادتها وزيادة نقاط ضعفها”، مشيراً إلى أنه خلال جائحة كورونا، طالبت بكين الدول الأخرى بمشاركة بيانات التلقيح فيها، كشرط لتلقي اللقاحات الصينية، وفق قوله.
وقال: “هذا هو بالضبط نوع الشروط التي تقرع أجراس الإنذار في أي صفقة”.
تقدم صيني في الذكاء الاصطناعي
وأشار مور إلى أن “وصول الصين غير المحدود إلى كميات كبيرة من البيانات في الداخل، وممارساتها غير الشرعية في الخارج، بشأن جمع البيانات، منحها ميزة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها”.
وقال: “السلطات الصينية لا تقلق كثيراً بشأن أسئلة الخصوصية الشخصية، والبيانات الفردية، هم يركزون على التحكم في المعلومات، ومنع الحقائق غير المريحة لهم من الظهور”.
ولكنه قال: “وكالتي تعمل سوياً مع الحلفاء، بنية الفوز في السباق نحو ذكاء اصطناعي أخلاقي وآمن”.
وإضافة إلى اتهامه بكين بدعم روسيا في غزوها لأوكرانيا، قال مور إن بكين تدعم “أنظمة سلطوية فاسدة” حول العالم، بما فيها إيران وميانمار.
وبشأن ميانمار قال: “من المريع رؤية ما يحدث في بلد رائع كهذا، إنه أمر مأساوي بعمق. أخشى أن الصين مسؤولة لأنها في طليعة داعمي النظام هناك، ومن الصعب الاعتقاد بأن هذا النظام قادر على العمل بالطريقة التي يعمل بها إذا لم يكن يتلقى دعماً”.
ومنذ تأسيسها في عام 1909 وحتى عاك 1994، لم تكن الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6) موجودة بشكل رسمي، بخلاف ظهورها في أفلام جيمس بوند، ولكن في السنوات الأخيرة كشفت الوكالة عن أعمالها إلى حد ما.