حرية – (23/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
انتشر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة “تيك توك”، مقطع فيديو مصور ظهرت فيه إحدى الفتيات وهي تصرخ في الشارع بجملة “Attenzione Pickpocket”، التي أصبحت فيما بعد بمثابة “شفرة تحذير” شائعة في العالم.
فما قصة هذه الجملة، وكيف أصبحت شائعة لإنقاذ الناس من اللصوص؟
“احذر نشالين”.. جملة إيطالية تتحول إلى شفرة عالمية لإنقاذ الناس من السرقة
بدأت القصة قبل نحو عدّة أسابيع، عندما نشر حساب مستخدم على تيك توك، حمل اسم “cittadininondistratti2″، مقطع فيديو مصور لامرأة، تمشي في أحد شوارع مدينة البندقية في إيطاليا، قبل أن تبدأ بالصراخ مراراً وتكراراً بجملة “Attenzione Pickpocket”، والتي تعني باللغة العربية “احذر نشالين”، في محاولة منها لتحذير السياح والإيطاليين.
تشكيك بحقيقة الفيديو
هذا الفيديو حقق مشاهدات وصلت إلى نحو 60 مليون مشاهدة، ليبدأ الكثير من الناس في تقليدها والصراخ بالجملة ذاتها لتحذير الناس الذين يتعرضون للسرقة في الشوارع من قبل اللصوص.
لينتشر مقطع الفيديو هذا كالنار في الهشيم على السوشيال ميديا، حتى إنّ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أخذوا الصوت وربطوه بمقاطع فيديو لقطط وهي تسرق الحلوى.
رغم أن صاحبة الفيديو بدا أنها كانت تصور النشالين، وتدّعي أنهم كانوا يرتكبون عملية سرقة حقيقية، فإنّ بعض المستخدمين كانوا غير مقتنعين، وادعوا أنَّ الفيديو ملفّق.
بالإضافة إلى ذلك، لم يؤكد أي دليل رسمي- من الشرطة أو من المسؤولين- أن أياً من الأشخاص الذين ظهروا في مقاطع الفيديو قد ارتكبوا بالفعل جريمة (أو حاولوا).
فيما علق أحد الأشخاص بأنّ المرأة في الفيديو “تصرخ بشكل عشوائي على الناس، سواء أكانوا لصوصاً أم لا”.
صاحبة الفيديو تشرح أسباب ما فعلته في الشارع
في لقاء مع مجلة Newsweek الأمريكية، قالت المرأة التي تدعى مونيكا، وهي من سكان مدينة البندقية، إنها تعمل مع مجموعة Cittadini Non Distratti التطوعية ، والتي تترجم إلى “مواطنون غير مشتتين” والتي تهدف إلى إبعاد اللصوص عن الناس.
وأضافت أنّ الكثير من السياح يتعرضون للسرقة، ليس من أجل الحصول على الأموال والأشياء الشخصية الثمينة وحسب، بل أيضاً من أجل الحصول على جوازات سفرهم، سواء الأمريكية أو الإنجليزية، ثم السفر عن طريقها إلى بلادهم.
وتابعت أنّ هذا الأمر يضر السياح، الذين يضطرون فيما بعد للسفر إلى روما لمراجعة سفارات بلادهم، وهذا من شأنه أن يكبدهم نفقات إضافية، ويضعف من السياحة في بلدي إيطاليا، لذا فمن الأفضل منع ذلك من خلال تحذير السياح من المشكلة.
وأشارت مونيكا إلى أنّ قرار مجموعتها بنشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم على نطاق واسع كان من أجل إبلاغ السائحين بتوخي الحذر.
وتابعت: “هناك نقص في الوقاية والمعلومات حول ما يحدث في المدينة، وكلنا سعداء لأن مقاطع الفيديو هذه تسمح للناس بمشاهدة المشكلة في البندقية وجميع المدن الإيطالية”.
ومع ذلك، حذّر ضابط شرطة في البندقية من محاولة درء النشالين علانية، قائلاً إنها قد تكون محفوفة بالمخاطر.
وقال دييغو برينتاني من نقابة شرطة البندقية لدويتشه فيله: “يُحظر وضع هذه التسجيلات على الإنترنت”، محذراً من المخاطر المحتملة لإشراك القاصرين في هذا الاتجاه.
وأضاف: “إذا لم يتم القبض على الأشخاص متلبسين بعملية السرقة فإنّهم بريئون، ولا يجوز للمواطن أن يهاجم ببساطة مواطناً آخر، ماذا لو كان مخطئاً بشأنه”.
وتعتبر البندقية واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في إيطاليا، حيث يسافر الملايين من الناس لمشاهدة مدينة القناة التاريخية كل عام.