حرية – (23/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
وفي احتجاجات باتت تلقى دعما من جميع الفئات السياسية والاجتماعية، من اليسار واليمين، ومن جماعات علمانية ودينية، ونشطاء سلام، واحتياطيين عسكريين، وحتى من عمال قطاع التكنولوجيا، أعلن منظمو التظاهرات أن نحو نصف مليون إسرائيلي شاركوا في المظاهرات الليلة الماضية، نصفهم في تل أبيب، بينما توجه نحو مئة ألف إلى القدس للاعتصام أمام مبنى البرلمان، كما شهدت مدن كحيفا ونتانيا وبئر السبع والعديد من المدن الإسرائيلية تظاهرات رافضة لهذا القانون الذي سيحد من قدرة القضاء على إلغاء القرارات الحكومية، بينما يعطي الحكومة دورًا أكبر في تعيين القضاة.
اعتصام أمام البرلمان في القدس
وسار المحتجون في طابور امتد كيلومترات على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القدس تحت شمس صيفية حارقة حاملين الأعلام الإسرائيلية ذات اللونين الأزرق والأبيض وسط أصوات قرع الطبول وهتافات وشعارات مناهضة للحكومة في مسيرة استغرقت أياما عدة وبدأت في تل أبيب في وقت سابق هذا الأسبوع.
ومع حلول الظلام تجمع المحتجون أمام الكنيست (البرلمان) قبل بدء نقاش غدا الأحد يليه يوم الاثنين التصويت على مشروع القانون، والذي من شأنه أن يحد من صلاحيات المحكمة العليا فيما يتعلق بإبطال ما تعتبره قرارات حكومية أو وزارية “غير معقولة”.
ويقول الائتلاف القومي الديني بزعامة نتنياهو إن مشروع القانون، الذي من المقرر أن يصوت عليه الكنيست بحلول يوم الاثنين، ضروري لتحقيق التوازن بين أفرع السلطة، بينما يقول المعارضون إن التعديلات تسير بسرعة كبيرة عبر البرلمان وستفتح الباب أمام الفساد وسوء استغلال السلطة.
ويقول نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، إنه يسعى جاهدا من أجل التوصل لاتفاقات واسعة بشأن التعديلات ويطالب الأحزاب المعارضة بتقديم تنازلات، بينما قالت زعيمة حزب العمل المعارض ميراف ميخائيلي عبر تويتر “لن نسمح لحكومة فاسدة ومتطرفة بتدمير دولة إسرائيل… هذه حرب استقلالنا الثانية وسننتصر فيها”.
عسكريون احتياطيون يهددون
وأثارت الأزمة انقسامات حتى داخل الجيش، الذي طالما اعتُبر كيانا يجمع مختلف طوائف المجتمع بعيدا عن السياسية، وسط مخاوف إزاء الجاهزية القتالية.
ونشر العشرات من قادة الأمن السابقين في الجيش والشرطة والموساد، وبعضهم خدم في عهد نتنياهو، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء اليوم السبت لإلغاء الاقتراع وعبروا عن دعمهم لجنود الاحتياط الذين قالوا إنهم لن يخدموا بعد الآن احتجاجا على حملة الحكومة
وهدّد ما لا يقل عن 10000 من جنود الاحتياط بمن فيهم 1100 في القوات الجوية، بينهم طيارون مقاتلون، بتعليق خدمتهم التطوعية إذا أقر البرلمان مشروع القانون.
وقالوا في بيان “نتشارك جميعًا مسؤولية وقف الانقسام العميق والاستقطاب والشقاق بين الناس”.
ودعوا الحكومة لـ”التوصل إلى توافق واسع وتعزيز ثقة كل فئات الشعب بالنظام القضائي والحفاظ على استقلاليته”.
وقال وزير الدفاع يوآف جالانت إنه يسعى للتوصل إلى توافق. وقال وزير الطاقة يسرائيل كاتس لقناة (إن.12 نيوز) إن الائتلاف الحاكم لن يرضخ لضغوط جنود الاحتياط على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
وأثارت الإصلاحات انتقادات دولية، أبرزها من الرئيس الأميركي جو بايدن، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بايدن قوله “رسالتي لقادة إسرائيل هي عدم التسرّع… أعتقد أنّ النتيجة الفضلى هي مواصلة السعي إلى أوسع توافق ممكن”.
وكان نتانياهو صرّح مساء الخميس “ما زلنا نحاول التوصل إلى اتفاق مع المعارضة” خصوصا بشأن “بند المعقولية”.