حرية – (24/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
بدأ الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، الاثنين، التصويت على القراءة الثانية لـ”التعديلات القضائية”، في حين أعلن زعيم المعارضة يائير لّبيد، فشل جميع محاولات التوصل إلى تسوية بشـأن التعديلات المثيرة للجدل في إسرائيل والتي أججت احتجاجات غير مسبوقة منذ أشهر.
وأضاف لبيد، حسبما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، “من المستحيل التوصل لاتفاق مع الحكومة بخصوص التعديلات القضائية”، موضحاً: “كان شرطنا الأساسي حماية الديمقراطية الإسرائيلية، لكن من المستحيل التوصل إلى اتفاق يحافظ على الديمقراطية في ظل وجود تلك الحكومة”.
وأعلن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان، أن المعارضة قررت مقاطعة جلسة التصويت على التعديلات القضائية.
وعبّر ليبرمان، في بيان نشره على تويتر، عن ترحيبه بالقرار المشترك لأحزاب المعارضة بمقاطعة التصويت.
مواجهات أمام الكنيست
وبينما أعلنت أحزاب المعارضة، مقاطعة التصويت في الكنيست، فرقت الشرطة محتجين كانوا يحاولون إغلاق مدخل الكنيست، قبيل تصويت نهائي يحضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي غادر المستشفى، قبل ساعات.
ووقعت مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية، ومئات المحتجين، صباح الاثنين، إثر إغلاق المحتجين لأربعة من مداخل مبنى الكنيست. وفتحت الشرطة خراطيم المياه صوب المتظاهرين وأطلقت الخيالة لفتح المحاور المغلقة، واعتقلت اثنين من المحتجين.
كما أعلنت العديد من القطاعات في إسرائيل إضرابها، صباح الاثنين، بالتزامن مع التصويت على التعديلات المثيرة للجدل، والتي تؤجج احتجاجات غير مسبوقة منذ أشهر.
ودعا الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوج، الذي يرعى المفاوضات من أجل التوافق بين الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة بشأن التعديلات، إلى التحلي بـ”درجة عالية من المسؤولية”، معتبراً أن بلاده “في حالة طوارئ وطنية”.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي، الذي يتقلد منصباً شرفياً، في بيان أن “هناك بنية تحتية ممكنة للتفاهم، لكن هناك اختلافات تستدعي من الأطراف المختلفة تحمل المسؤولية”، وحث أعضاء الكنيست، على “التصرف بشجاعة ومد يد التفاهم”.
وغادر نتنياهو، المستشفى، صباح الاثنين، بعد إجراء عملية جراحية لزرع جهاز منظم لضربات القلب، وسط توقعات بحضوره القراءتين الثانية والثالثة لمشروع التعديلات، كما أنه سيقود الاتصالات مع المعارضة بهدف التوافق حول البنود المختلف عليها، خاصة “بند المعقولية”، ووضع إطار مستقبلي بشأن البنود الإضافية في خطة التعديلات الحكومية.
وتواصلت النقاشات في الكنيست داخل الهيئة العامة قبل بدء عملية التصويت على التحفظات المطروحة في عملية ستستغرق عدة ساعات.
كيف يجري التصويت؟
ويتم التصويت في القراءة الأولى على نص القانون المقدم كوحدة واحدة، قبل أن تشهد القراءة الثانية مناقشة كل بند في النص بشكل مستقل، حيث يتم التصويت على كل بند على حدة.
وعادة، تتم القراءة الثالثة مباشرة بعد الثانية، إذ يتم التصويت على نص القانون النهائي كوحدة واحدة.
إضراب شركات
وأعلن منتدى الأعمال الذي يضم أكبر 150 شركة في اقتصاد إسرائيل، الإضراب العام، الاثنين، احتجاجاً على نية الحكومة تشريع “بند المعقولية” بشكل أحادي.
وأغلقت مراكز التسوق الإسرائيلية “بيج شوبنج سنترز”، الاثنين، جميع مراكزها التجارية، في إطار الإضراب.
وأشعلت التعديلات المثيرة للجدل احتجاجات واسعة النطاق لأشهر، وأثارت القلق في الخارج بشأن وضع الديمقراطية في إسرائيل.
ويخشى منتقدو التشريع من أنه يستهدف الحد من استقلال القضاء، لكن نتنياهو الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، يصر على أن التشريعات “ضرورية لتحقيق التوازن بين السلطات”.
وبدأ النواب، الأحد، مناقشة مشروع القانون الذي يهدف إلى الحد من قدرة المحكمة على إبطال قرارات من الحكومة والوزراء إذا ما اعتبرتها “مخالفة لحجة المعقولية”.
أغلبية معارضة
وأظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه هيئة البث العام الإسرائيلية “مكان”، أن 46% من الإسرائيليين يعارضون التعديلات القضائية مقابل تأييد 35% وأن 19% لم يحسموا أمرهم.
ويصر ائتلاف نتنياهو الحاكم على الدفع بالخطط التي ستحد من قدرة المحكمة العليا على إبطال الإجراءات الحكومية على أسس قانونية. ويقول الائتلاف إن المحكمة تتدخل في الأمور السياسية بما يتجاوز صلاحياتها.
ويقول معارضون إن إقرار التعديلات في البرلمان “يجري على عجل”، وإنها “ستفتح الباب لاستغلال السلطة عبر الإطاحة بواحدة من أدوات الرقابة القليلة الفعالة على السلطة التنفيذية في دولة من دون دستور رسمي مكتوب”.
ويرى مؤيدون أن معارضي مشروع القانون يريدون “تخطي إرادة الأغلبية التي أعادت نتنياهو للحكم”، العام الماضي، ويعتبرون أن تلك الخلافات “تسببت في انقسامات عميقة” في المجتمع الإسرائيلي.
في أثناء ذلك، واصل عشرات الآلاف من الإسرائيليين المعارضين للتعديلات القضائية المشاركة في مسيرة إلى القدس بدأت منذ مطلع الأسبوع رافعين الأعلام، رغم شمس الصيف الحارقة. ونصب كثيرون خياماً في متنزه قرب الكنيست.
أزمة في الجيش
واتسع نطاق الأزمة ليشمل الجيش مع تهديد المئات من جنود الاحتياط المتطوعين بالانقطاع عن الخدمة إذا مضت الحكومة قدماً في تنفيذ تلك الخطط ومع تحذير قائدين سابقين للجيش والأمن من أن الأمن القومي يتعرض بذلك للخطر.
ووصف نتنياهو، التهديد بالعصيان، بأنه “محاولة لتقويض حكومة إسرائيل المنتخبة”.
وكتب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في رسالة مفتوحة، أن “تصدعات خطرة” تحدث عندما تتسلل الخلافات السياسية إلى الجيش، ودعا كل جنود الاحتياط للامتثال للخدمة.
وأضاف: “إذا لم تكن لدينا قوات دفاع قوية وموحدة، إذا لم يخدم أفضل من في إسرائيل في قوات الدفاع، فلن يعود بمقدورنا الوجود كدولة في المنطقة”.
وساهم الغضب من تلك التعديلات في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، إضافة إلى تصاعد العنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وحثت واشنطن نتنياهو على السعي لتوافق واسع على أي تعديلات قضائية.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى عدم التسرع في إقرار التعديلات القضائية، قائلاً إنه “قلق للغاية” من هذا التشريع.