حرية – (24/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
اجتمع قادة عسكريون واستخباراتيون من الأردن وسوريا، لمناقشة مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة، التي شهدت مناوشات دامية أُلقي بالمسؤولية عنها بشكل أساسي على فصائل مسلحة موالية لإيران، لها نفوذ في جنوب سوريا.
يأتي الاجتماع بعد تلقي الدول المجاورة لسوريا تعهداً من دمشق خلال اجتماع في مايو الماضي في عمان، بالتعاون مع جهودهم لكبح جماح تجارة المخدرات السورية المزدهرة مقابل مساعدة سوريا في الخروج من حالة العزلة بعد الحرب التي اندلعت، واستمرت لأكثر من عشرة أعوام في أعقاب حملة قمع ضد المتظاهرين المعارضين.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إن المحادثات أُجريت برئاسة رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني من الجانب الأردني، ووزير الدفاع علي محمود عباس ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا من الجانب السوري. وناقشت المحادثات التهديد الذي تشكله المخدرات على استقرار المنطقة.
وأضاف البيان: “بحث الاجتماع التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبها عبر الحدود إلى الأردن، كما بحث الإجراءات اللازمة لمكافحة عمليات التهريب، ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها”.
وتتهم حكومات عربية وغربية، سوريا، بـ”إنتاج” مادة الأمفيتامين المخدرة المعروفة باسم الكبتاجون، التي تدر أرباحاً كبيرة، وتنظيم تهريبها إلى الخليج مروراً بالأردن كنقطة عبور رئيسية.
ويشعر الأردن بالقلق بسبب الانفلات الأمني في جنوب سوريا، إذ كرر اتهامات واشنطن بأن فصائل موالية لإيران تحميها وحدات من الجيش السوري، تدير شبكات تهريب بمليارات الدولارات.
وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الحكومة السورية بـ”إنتاج وتصدير” هذه المادة المخدرة، وذكروا اسم ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة بالجيش السوري وشقيق الرئيس بشار الأسد كشخصية رئيسية.
وتنفي الحكومة السورية ضلوعها في صنع وتهريب المخدرات أو التواطؤ مع مجموعات تدعمها إيران، ولها صلات بالجيش وقوات الأمن. كما تقول إيران إن هذه المزاعم تأتي في إطار مخططات الغرب ضدها.
إجراءات أردنية
وقالت مصادر مخابرات محلية وغربية إن الأردن، الذي نفد صبره على ما يقول إنها وعود لم يتم الوفاء بها للحد من حرب المخدرات، تولى زمام الأمور، ونفذ في مايو ضربة نادرة داخل الأراضي السورية، حيث تم هدم مصنع مخدرات مرتبط بإيران.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في وقت سابق الشهر الجاري في دمشق، إن بلاده لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضد أي تهديد لأمنها القومي، وحض دمشق على التصرف بقوة أكبر.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أسقط الجيش الأردني طائرتين مسيرتين إيرانيتين قادمتين من سوريا، قال الجيش إنهما تحملان أسلحة، وهو تطور مقلق لعمان التي اتهمت دمشق في الماضي بإرسال مسلحين لشن هجمات.
وقال مسؤولون إن الأردن طلب المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية، لتعزيز الأمن على الحدود. وقدمت واشنطن منذ بدء الحرب في سوريا نحو مليار دولار لإنشاء نقاط مراقبة حدودية. ويبلغ طول حدود الأردن مع سوريا نحو 375 كيلومتراً.