حرية – (1/8/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
يقوم العديد من الناس بارتداء الساعات الذكية لحساب عدد الخطوات التي يمشونها يومياً فهذا يحفزهم على زيادة نشاطهم البدني بشكل أكبر، كذلك هناك كثير ممن يراقبون عادات نومهم فيحرصون على اتباع روتين يومي يجنبهم الأرق اليومي ويسهل عليهم تتبع جودة نومهم. لكن، إذا أردنا اتباع نهج مماثل وحاولنا مراقبة حالتنا المزاجية فهل يجعلنا ذلك أكثر سعادة؟
تتبُّع الحالة المزاجية وعلاقته بالشعور بالسعادة
مع تقدم التكنولوجيا أصبح كل شيء ممكناً، وضمن ذلك تتبع الحالة المزاجية الخاصة بك، إذ يتيح لك كثير من التطبيقات والأدوات تدوين مشاعرك خلال اليوم ووضعها في خانات مثل الحزن أو السعادة أو غيرها.
وتقدم شركة فيتبيت Fitbit خيار تسجيل الحالة المزاجية ضمن أدواتها الخاصة بتخفيف الإجهاد. وتُمكِّن تطبيقات تتبع الدورة الشهرية، مثل Clue وFlo، النساء من تتبع تقلب حالاتهن المزاجية مع دوراتهن. كذلك تركز تطبيقات مثل Daylio على الحالة المزاجية.
وكانت شركة آبل أحدث من انضم إلى الساحة. إذ تتضمن آخر تحديثات برامجها- iOS 17 وiPadOS 17 وWatchOS 10، طرقاً لتسجيل حالتك الذهنية. ويحوي تطبيق آبل Health أيضاً استبياناً عن الصحة النفسية لتقييم مخاطر الاكتئاب.
يقول كثير من خبراء الصحة النفسية إن مجرد إدراك الحالة الذهنية من الممكن أن يساعدك في تحديد أنماط مزاجك وبالتالي تحسينه. ويقول هؤلاء الخبراء إن إدراك الناس للعلاقة بين حالتهم المزاجية وعوامل مثل النوم وممارسة الرياضة يجعل الأمر أكثر فعالية.
لكن بعض الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص لا يحصدون فوائد دائمة، لأنهم لا يتتبعون حالتهم المزاجية كثيراً أو لفترة طويلة بما يكفي.
لماذا عليك تتبُّع حالتك المزاجية؟
مع تراجع الصحة النفسية للأفراد حول العالم وزيادة معدلات الاكتئاب، أصبح من الضروري للغاية الاهتمام بهذا الجانب الذي يتم إغفاله في كثير من الأحيان، لذلك أدرجت العديد من الشركات مسائل الصحة النفسية في منتجاتها، وضمن ذلك شركة آبل.
فإن كنت تتابع تمارينك الرياضية ونومك على أجهزة آبل، ومقدار الوقت الذي تقضيه في ضوء النهار، فستتمكن من رؤية هذه البيانات إلى جانب حالتك المزاجية. وهذا سيمكنك من معرفة إن كنت تشعر بتحسن في الأيام التي تنام فيها جيداً أو تكثر فيها من ممارسة الرياضة.
وبعد تحديد ما تشعر به، بإمكانك بعد ذلك أن تحدد العوامل التي لها أكبر تأثير على مشاعرك، مثل السفر أو العائلة. وهذه الميزات ستتوافر في تطبيق Health على أجهزة آيفون وآيباد. وفي ساعة آبل، تتوافر هذه الميزة في تطبيق Mindfulness.
وسيتمكن مستخدمو أجهزة آبل الذين يتتبعون حالاتهم المزاجية من مشاركة تسجيلاتهم مع طبيبهم. (تقول آبل إنها لا تشارك بيانات تطبيق Health مع جهات خارجية بدون إذن المستخدم.).
وتقول ميشيل كراسك، أستاذة علم النفس والطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، والتي درست تأثيرات تتبع الحالة المزاجية: “حين يتتبع الناس التقلبات العاطفية ويلاحظون ارتباطها بأشياء معينة، فقد يقودهم ذلك إلى تغيير سلوكياتهم”.
التكرار والمشاعر السلبية
مع ذلك، وجد الباحثون أن الاستخدام الفعلي لهذه التطبيقات قد لا يتطابق مع ما تطمح إليه، وفقاً لما ورد في صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
يقول ستيفن شويلر، الأستاذ المساعد في العلوم النفسية بجامعة كاليفورنيا في مدينة إيرفن، والذي درس تطبيقات تتبع الحالة المزاجية: “الكثير من أدوات تتبع الحالة المزاجية قائمة على فكرة أن الناس سيسجلون حالتهم المزاجية مرة واحدة على الأقل يومياً لتحديد الأنماط والمحفزات”.
لكن شولر وزملاءه وجدوا أن معظم الناس لا يتتبعون حالتهم المزاجية إلا مرتين في الأسبوع. واكتشفوا مفارقة أيضاً: رغم انجذاب الناس إلى هذه التطبيقات بسبب أحداث سلبية في الحياة- طلاق وموت- فهم أكثر ميلاً إلى تسجيل الحالة المزاجية الإيجابية.
ووجدوا مشكلات مماثلة مع تتبع النظم الغذائية. إذ يسجل الناس الأطعمة الصحية، ويتجاهلون ذكر الرقائق والحلويات.
وقالت متحدثة باسم شركة آبل إن الشركة صممت ميزة تتبع الحالة المزاجية بعناية لتعرض ألواناً وأشكالاً هادئة للمشاعر السارة وغير السارة؛ حتى لا يشعر الناس بالخجل من الإشارة إلى المشاعر السلبية.
تأكيد الإيجابية
تقول كراسك إنه في حين أن تسجيل المشاعر السلبية يمكن أن يساهم في تهدئة هذه المشاعر بمرور الوقت، فتتبع المشاعر الإيجابية وحدها سيكون مفيداً أيضاً.
وتقول: “عادةً ما نستمتع باللحظات المرتبطة بتلك اللحظات الإيجابية، مثل التجمعات الاجتماعية، وعلى الأغلب نشارك في تلك الأنشطة مرة أخرى”.
لكن بعض الدراسات أظهرت نتائج مختلطة
إذ درس باحثون بالمملكة المتحدة مجموعة من المراهقين والشباب المصابين بمشكلات في الصحة النفسية ومجموعة أخرى دون مشكلات. وفي كلتا المجموعتين، ساهم تسجيل المشاعر بتطبيق التتبع في تخفيف الحالة المزاجية السلبية اللحظية والاندفاعية. ولكن خلال فترة الدراسة، لم يظهر أن لهذه التطبيقات تأثيراً كبيراً على تنظيم مشاعر المشاركين أو وعيهم أو صفاء أذهانهم.
وقال شويلر إنه رغم عدم وجود أدلة كافية تقطع بأن تتبع الحالة المزاجية على أحد التطبيقات يجعلك أكثر سعادة، فليس له أي سلبيات، باستثناء الدقائق القليلة الإضافية التي تقضيها يومياً على هاتفك.
استراتيجيات لتحسين المزاج
على الرغم من أن الأمر قد يبدو صعباً، فإن اتباع استراتيجيات معينة من الممكن أن يسهم في تحسين مزاجك، وفقاً لما ورد في موقع BBC Future.
ومن الممكن تلخيص هذه الاستراتيجيات بما يلي:
١ – خصص وقتاً لنفسك: فكّر في الأشياء التي تحبها لكنك تعتقد أنك لا تملك الوقت الكافي لفعلها، وحاول أن تخصص لها موعداً في جدول أعمالك المزدحم حتى لو اقتصر الأمر على نصف ساعة في اليوم.
٢ – مساعدة الآخرين: وجدت العديد من الدراسات أن الأفعال الخالية من الأنانية لا تحسن فقط حالة مَن حولك، بل إنها تحسن مزاجك باستمرار. على سبيل المثال، إنفاق مبلغ صغير من المال لمساعدة شخص غريب يجعلك أكثر سعادة من استخدام المبلغ نفسه لتُرفّه عن نفسك.
٣ – راجع يومك سريعاً: إن مراجعة يومك في 10 دقائق لا يمكن أن تصنع معجزات بالطبع، لكن قد تكون مفيدة لأولئك الذين يشعرون عموماً بالإحباط والتوتر، دون أعراض اكتئاب شديد، ففي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب المختص.
٤ – التأمل والهدوء: إذا وجدت نفسك عالقاً في مشكلة ما فخذ بعض الوقت حتى تشعر بالملل، وقد تجد الحل يبرز في ذهنك، ومن هذا المنطلق يعتبر التأمل مفيداً للغاية في تحسين المزاج.