حرية – (2/8/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
حكاية شديدة الغرابة، حيث أوشكت ملكة بريطانيا فكتوريا، جدة الملكة الراحلة إليزابيث، على الزواج بوريث العرش الروسي، وفي أثناء الاستعدادات للزواج الملكي، اقتران رأسي الإمبراطوريتين حدثت الكثير من الوقائع السياسية الخطيرة.
تقول القصة إنه في أعقاب موت الملك وليام الرابع (William IV) يوم 20 يونيو 1837، اعتلت فكتوريا عرش بريطانيا لتصبح حينها ملكة وهي في الثامنة عشرة من العمر.. ومع بداية فترة حكمها التي استمرت لأكثر من 63 عاما، كانت فكتوريا عزباء وتزوجت من الأمير ألبرت بحلول عام 1840.
وفي بداية فترة حكمها، تلقت الملكة فيكتوريا عام 1839 زيارة فريدة من نوعها حيث حل الدوق الأكبر، ووريث عرش روسيا، ألكسندر، الذي عرف فيما بعد بألكسندر الثاني، بلندن أثناء جولته الأوروبية للبحث عن عروس من الطبقة الأرستقراطية.
لقاء ألكسندر وفيكتوريا
وخلال عام 1839، بدأ ألكسندر، البالغ من العمر حينها 21 سنة، جولته الأوروبية للبحث عن عروس تمهيدا لاستلامه العرش الروسي.. وفي تلك الفترة، وصل إلى لندن.. وهناك، قدّم المسؤولون البريطانيون وريث العرش الروسي للملكة البريطانية فكتوريا التي كانت حينها في العشرين من عمرها.
ويروي مرافقو ألكسندر، أنه أبدى إعجابا بالملكة فكتوريا التي تبادل معها أطراف الحوار أثناء الحفل الذي أقيم على شرفه.
من جهة ثانية، لاحظ المسؤولون والمحيطون بالملكة فكتوريا وجود نوع من الصداقة والتقارب بين كل ألكسندر وفكتوريا. ولهذا السبب، اتجه المسؤولون البريطانيون حينها لاتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق إبعاد الملكة فكتوريا من محيط ألكسندر. وفي بقية أيام الزيارة، انتقلت الملكة نحو قصر وندسور (Windsor) لتبقى بعيدة عن وريث عرش روسيا.
وفي تلك الفترة، لم تتقابل المصالح الروسية والبريطانية بمثل هذا الزواج المحتمل.. فبينما بحث البريطانيون عن أمير قرين للملكة، بحث الروس عن زوجة للقيصر المستقبلي الذي سينتقل فيما بعد للعيش بسانت بطرسبرج.
ولم تكن العلاقات الروسية البريطانية في تلك الفترة على أحسن ما يرام.. وإزاء هذا الوضع، حاول المسؤولون البريطانيون تجنب مثل هذه الزيجات التي قد تربطهم بعائلة رومانوف الحاكمة بروسيا. قبيل مغادرته لبريطانيا، التقى ألكسندر بالمكلة فيكتوريا لآخر مرة وأقدم على مصافحتها وتوديعها.. وحسب عدد من مرافقي وريث عرش روسيا، كان ألكسندر حزينا عند نهاية الزيارة.
زواج وصدمة واغتيال
وبعد نحو 35 عاما، ذهلت الملكة فيكتوريا عام 1873 عند سماعها برغبة ابنها الأمير ألفرد (Alfred) الزواج بماريا ألكسندروفنا (Maria Alexandrovna) ابنة قيصر روسيا ألكسندر الثاني الذي استلم عرش روسيا عام 1855 في خضم حرب القرم.
وفي أثناء ترتيبات الزفاف، رفض ألكسندر الثاني، الذي زار لندن عام 1839، الرضوخ لمطالب الملكة فيكتوريا.. وبسبب ذلك، تغيبت فيكتوريا عن حفل زفاف ابنها بسانت بطرسبرج خلال شهر يناير 1874.
الحرب الروسية العثمانية
ومع اندلاع الحرب الروسية العثمانية ما بين عامي 1877 و1878، مثّل زواج الأمير ألفرد من الأميرة الروسية ماريا عائقا أمام السلطات البريطانية التي اتجهت حينها لتجنب دخول الحرب ضد الإمبراطورية الروسية.
وبعد مرور شهور من زفاف ابنته ماريا، أهدى القيصر الروسي ألكسندر الثاني للملكة فيكتوريا مزهرية عملاقة، مرفوقة بقاعدتها، بلغ وزنها حوالي 600 كلغ واستغرقت صناعتها حوالي 18 شهرا. وبتلك الفترة، اتجهت الملكة فيكتوريا لوضع هذه الهدية عند مدخل قصر وندسور.
وفي خلال عام 1881، أصيبت الملكة فيكتوريا بصدمة عند سماعها بخبر اغتيال القيصر الروسي ألكسندر الثاني الذي استهدف بالقنابل بسانت بطرسبرج من قبل مجموعة نارودنايا فوليا (Narodnaya Volya).