حرية – (2/8/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
هل أنت مؤمن بالخرافات ويمكن للعديد من المواقف اليومية الشائعة أن تسبب لك التوتر أو التشاؤم بسبب ما لديك من معتقدات متوارثة؟ لا تقلق، أنت لست وحدك. إذ يحمل الكثير من الناس حول العالم شكلاً من أشكال الاعتقاد في الحظ والخرافات.
بداية من الخوف من القطط السوداء، إلى خرافات التشاؤم من انسكاب الملح أو التفاؤل بتساقط رموش العينين. تأتي المعتقدات الخرافية في جميع الأشكال والأنواع.
في هذا التقرير نستعرض تاريخ نشأة أكثر الشائعات والمعتقدات الخرافية شيوعاً، والمواقف التي ساهمت في تطويرها وتداولها بين الناس عبر قرون طويلة من الزمن، وعبر مختلف دول العالم حتى الآن.
1- التشاؤم عند تحطيم المرآة
تنتشر خرافة الفأل السيئ من كسر المرآة في مختلف دول العالم تقريباً. وتعود الخرافة إلى الاعتقاد قديماً أن الانعكاس ليس مجرد صورة الإنسان الخارجية فحسب، بل هو انعكاس للروح أيضاً.
وبحسب BBC، ترجع أصول تلك الاعتقادات على الأرجح إلى أساطير الإغريق القدماء، الذين اعتقدوا أن الأرواح تعيش في برك المياه المُنعكسة، وأن الأرواح تستغرق 7 سنوات كاملة لكي تُجدد، وبالتالي تعلق الروح غير المتجددة في المرايا المكسورة.
وبحسب الموسوعة البريطانية بريتانيكا، كان مصير الشخصية الأسطورية اليونانية “نركيسوس” أو “نرجسي” عاملاً آخر وراء خرافة سوء الطالع عند كسر المرآة؛ وذلك لأنه عندما وقع نرجسي في حب نفسه عند رؤية انعكاس صورته على المياه كان ذلك سبب هلاكه، بعدما ظل عاكفاً على التحديق في نفسه وافتُتن بها، إلى أن سقط في الماء وغرق.
2- خرافة رش الملح في عين الشيطان
يعتبر الكثيرون أن انسكاب الملح أمر يجلب الحظ السيئ منذ آلاف السنين. ففي حوالي العام 3500 قبل الميلاد، حاول السومريون القدماء بدايةً إبطال الحظ السيئ للملح المسكوب عن طريق رمي القليل منه على أكتافهم اليسرى. وامتدت هذه الطقوس إلى المصريين والآشوريين وبعد ذلك وصلت إلى حضارات الإغريق.
وتعكس الخرافة في نهاية المطاف مقدار تقدير القدماء للملح كتوابل للطعام، حيث كان من الصعب الحصول على الملح وكان مكلفاً للغاية، وبالتالي كان انسكابه سيئ الحظ بشكل رهيب.
وبحسب مجلة “لايف ساينس” (Live Science) للمعرفة والمنوعات، تمثل لوحة ليوناردو دافنشي بعنوان “العشاء الأخير” هذه الخرافة من خلال تصوير عبوة ملح مسكوبة على مرفق يهوذا الإسخريوطي.
وتمتد الخرافة لتشمل وضع حل سريع لمشكلة انسكاب الملح، وهي ببساطة عبر نثر بعض الملح على الكتف اليسرى، حيث يقف الشيطان عند بني آدم. وبذلك يدخل الملح في عيني الشيطان ويعميه عن رؤية الملح الذي انسكب.
3- خرافة النقر على الخشب لجلب الحظ السعيد
على الرغم من أن المؤرخين يقولون إن هذه قد تكون واحدة من أكثر العادات الخرافية انتشاراً عبر العالم، إلا أن أصلها موضع شك كبير.
إذ يعزو البعض المعتقد إلى الطقوس الدينية القديمة المتمثلة في لمس الصليب عند أداء اليمين في الديانة المسيحية. أو ربما تكون قد بدأت بين فلاحي أوروبا عبر العصور الوسطى وتفشي الجهل والخرافات بينهم، حينما طوروا عادة الضرب بصوت عالٍ على الطاولات الخشبية بمنازلهم لإبعاد الأرواح الشريرة.
كذلك يُعتقد أن هذه العادة قد نشأت مع الثقافات الوثنية القديمة في أوروبا القديمة، التي اعتقدت أن الأرواح والآلهة تقطن الأشجار؛ وبالتالي كان الطرق على الشجرة بمثابة استدعاء للحماية والحظ الجيد.
4- تمني الأمنية عند سقوط رموش العين
يعود هذا المعتقد تقريباً إلى بريطانيا وأيرلندا في القرن الثامن عشر، توصي نسخ من الوثائق التاريخية القديمة بحسب موقع “هاو ستاف ووركس” (How Stuff Works) للمعرفة والمنوعات، أنه في حالة شعرة من الرمش على الوجنتين، يجب وضعها على ظهر اليد، ثم تمنى أمنية، ثم رميها على الكتف.
إذا طارت الشعرة بعيداً عن اليد، تقول الخرافة إن هذا يعني أن الأمنية ستتحقق. أما إذا ظلت موجودة على اليد، فهذا أمر سيئ للغاية وينذر بالمشاكل.
5- رؤية تساقط الشهب في السماء
في القرن الأول ميلادياً، افترض بطليموس، الرياضي وعالم الفلك والجغرافيا والمنجم والشاعر الإغريقي أن النجوم المتساقطة ما هي إلا دليل على محاولات الآلهة أن تتطلع إلى الأرض على أحوال البشر. وبالتالي نبع من هذا السبب خرافة الاعتقاد أنه كلما رأى أحدهم نجماً شهاباً متساقطاً في السماء، تمنى أمنية، لأنها قد تكون قابلة للتحقيق بشكل أكبر بسبب اقتراب الآلهة.
6- خرافات عن القطط السوداء
تعتقد العديد من الثقافات أن القطط السوداء هي مصدر قوي للفأل وتحديد الطالع.
ووفقاً للمصريين القدماء، كان عبور القطة السوداء في طريقك أمراً جيداً، وذلك نتيجة تقدير القطط وتقديسها في الحضارة الفرعونية القديمة؛ بينما في أوروبا خلال العصور الوسطى، كانت القطط السوداء تعتبر شريرة وخادمة للسحرة ويمكن أن يتلبسها الشيطان، وكانت القطط السوداء تحديداً مصدر شؤم كبيراً إذا ما اعترضت طريق أحد.