حرية – (12/8/2023)
عدّ الخبير الاقتصادي الأكاديمي نبيل المرسومي، يوم السبت، استيراد الغاز القطري لرفد محطات الكهرباء بالطاقة في العراق أكثر جدوى من أي خيار آخر خاصة بعد تراكم الديون لإيران عن استيراد المادة نفسها.
وقال المرسومي في منشور على صفحته بموقع التواصل “فيسبوك”، إن “العراق يدرس خيارات عديدة لتنويع مصادر الغاز المسال، وعدم الاعتماد بشكل كلي على الغاز الإيراني بعد أن وقع العراق في مشاكل مالية صعّبت عليه دفع المستحقات المالية لطهران مما اضطر إيران في أوقات عديدة، إلى خفض كميات الغاز المصدرة إلى العراق بنسبة 40%، جراء عدم تسديد بغداد للديون المستحقة التي بلغت كما تقول إيران 11 مليار دولار”.
وأضاف، “يتم استيراد الغاز الإيراني من خلال مسارين الأول هو خط أنبوب الغاز للمنطقة الوسطى (نفط خانة – بغداد) اما الخط الثاني فهو خط أنبوب الغاز الجنوبي (بصرة –عبادان)”.
وتابع الخبير الاقتصادي ان “اختيار أي بديل عن الغاز الإيراني يتطلب دراسة للجدوى الفنية والاقتصادية للمعادلة السعرية التي يتم خلالها توريد الغاز الى العراق، خاصة ان العراق قد أنفق اكثر من 800 مليون دولار لإنشاء هذين الخطين الموردين للغاز الإيراني فضلا عن إمكانية الحصول على إمدادات آمنة ومستقرة من الغاز المستورد”.
وبيّن المرسومي ان “من أهم هذه الخيارات التي يمكن ان يلجأ اليها العراق أن يستعان بالغاز القطري لرفد المحطات الكهربائية وتشغيلها، وذلك عن طريق إنشاء محطة استقبال الغاز في ميناء أم قصر بالبصرة، وهناك توجه لأنشاء منظومة في الميناء لاستقبال الغاز؛ حيث لا توجد لدينا مثل هذه المحطة المهمة لاستقبال هذا الغاز القادم عبر البواخر. خاصة أنه تجري حالياً دراسة العروض الفنية لتكلفة المنظومة”.
ورجح المرسومي “إنشاء منصة لاستقبال الغاز القطري من خلال المنصات التي سيتم نصبها في ميناء أم قصر، ومد أنابيب من المنصة إلى خطوط الغاز العراقية، ومن ثم إلى المحطات”.
ولفت الخبير الاقتصادي الى أن “المسافة بين ميناء أم قصر العراقي في مدينة البصرة وميناء حمد الدولي تقدر بنحو 650 كم، فيما يقدر الوقت الذي تستغرقه الرحلة بنحو 48 ساعة، ومن الممكن مد خط أنابيب لنقل الغاز من قطر عبر البحر وعبر العراق الى تركيا لتصدره الى اوروبا ضمن طريق التنمية المزمع انشاؤه مستقبلا”.
واختتم المرسومي منشوره بالقول: انه “بسبب طول المسافة بين العراق وتركمانستان التي تبلغ 1559 كم فأن نقل الغاز من تركمانستان الى العراق سيكون الخيار الأكثر كلفة سواء من حيث تكلفة انشاء الانبوب او تكلفة استيراد الغاز منها”.