حرية – (13/8/2023)
تستعد قوى سياسية من الموقعين على الاتفاق الإطاري في السودان لعقد اجتماع في أديس أبابا، الاثنين، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، الأحد، بمناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم.
وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إبراهيم الميرغني لـ”الشرق” إن “الاجتماع سيناقش عدداً من الموضوعات، أولها البند الإنساني وأوضاع اللاجئين والنازحين، والبند السياسي الذي يتضمن رؤية إيقاف الحرب واستعادة مسار الانتقال المدني، والبند التنظيمي في توحيد الجبهة المدنية وإحكام اليات التنسيق والعمل المشترك”.
وعندما اندلع القتال كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.
وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي أجريت في جدة تم تعليقها، مطلع يونيو، بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.
اشتباكات مستمرة
وتجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، الأحد، بمناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم ومنطقتي أم درمان والخرطوم بحري.
وذكر شهود عيان لـ”الشرق” أن طائرات الجيش السوداني قصفت، صباح الأحد، مواقع للدعم السريع في منطقة الباقير والمسعودية والجديد وسوبا شرق جنوب الخرطوم، مشيرين إلى سماع دوي المضادات الأرضية للدعم السريع باتجاه طيران الجيش.
واستهدف الجيش عبر المدافع الصاروخية مواقع للدعم السريع في شمال الخرطوم بحري، وأحياء جبرة المتاخمة لمنطقة المدرعات العسكرية التي تتبع الجيش السوداني.
واستهدف الجيش محيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوب الخرطوم، ما تسبب في تصاعد أعمدة الدخان، بحسب شهود العيان الذين قالوا إن الجيش قصف مواقع الدعم السريع وسط مدينة أم درمان.
معارك دارفور
وأفادت مصادر طبية لـ”الشرق” بارتفاع حصيلة الاشتباكات الدامية في إقليم دارفور إلى 12 شخصاً في اشتباكات قبلية شهدتها محلية كُبُم بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
وأشارت مصادر حكومية إلى أن تلك الاشتباكات، الجارية منذ 4 أيام بين قبيلتي البني هلبا والسلامات، أودت بحياة أكثر من 100 وتسببت بإصابة المئات.
وكانت مارثا أما أكيا بوبي، المسؤولة في الأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، قالت لمجلس الأمن، الأربعاء، إن “القتال في دارفور لا يزال ينكأ الجراح القديمة للتوتر العرقي في النزاعات السابقة بالمنطقة”.
وأعربت المسؤولة الأممية عن قلقها من الأحداث في دارفور، مشيرةً إلى إمكانية أن “يغرق البلاد بسرعة في صراع عرقي طويل الأمد له تداعيات إقليمية”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 300 ألف فروا من دارفور إلى تشاد منذ 15 أبريل، عندما بدأ القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الجمعة، أطراف الصراع في السودان إلى “وقف نزيف الحرب فوراً”، وشدد، في تصريحات صحافية بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، على أن “الحروب لا بد أن تنتهى بالحوار والتفاوض”، لافتاً إلى أن “الحل السياسي يجب أن يترك للشعب السوداني”.
وكالة إغاثة
من ناحية أخرى، أصدر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الأحد، قراراً بتأسيس وكالة للإغاثة، قال إنها ستعمل في المناطق التي تسيطر عليها قواته لتوفير الإغاثة وتيسير العمليات الإنسانية.
وقال دقلو، في بيان على “تويتر”، إن تأسيس الوكالة يرجع إلى “الأوضاع الإنسانية المأساوية والكوارث الناتجة عن الحرب” ، مشدداً على “الحاجة الماسة لتيسير العمليات الإنسانية في المناطق التي تدور فيها العمليات العسكرية أو تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع”.
وأضاف دقلو أن الوكالة، التي سماها “الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية”، ستعكف على “توفير الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة من الحرب خاصةً الخرطوم ودارفور وكردفان، ومناطق النازحين”.
وشدد على أن الوكالة “ستتولى التنسيق مع المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان والعون الدولي الإنساني بغاية تخفيف المعاناة الإنسانية، وإصدار التصاريح اللازمة للمنظمات الراغبة في العمل في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، دون أي عرقلة أو تأخير”.