حرية – (13/8/2023)
يرتقب أن تتفق اليابان والولايات المتحدة، هذا الأسبوع، على تطوير مشترك لصاروخ اعتراضي لمواجهة الرؤوس الحربية فرط الصوتية التي تطورها كل من الصين وروسيا وكوريا الشمالية.
وأفادت صحيفة “يوميوري” اليابانية، الأحد، بأن الهدف من الاتفاق المتوقع إبرامه خلال اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، الجمعة، في الولايات المتحدة، هو استهداف الأسلحة المصممة لتفادي الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية الحالية.
ولم تشر الصحيفة إلى المصدر الذي استقت منه المعلومات، ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في وزارة الخارجية اليابانية للتعليق.
وخلافاً للرؤوس الحربية الباليستية التقليدية، التي تحلق في مسارات يمكن التنبؤ بها أثناء سقوطها من الفضاء على أهدافها، فإن المقذوفات فرط الصوتية يمكنها تغيير مسارها، ما يجعل استهدافها أكثر صعوبة.
قمة ثلاثية
وقالت الصحيفة إن بايدن وكيشيدا سيلتقيان على هامش القمة الثلاثية مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد بولاية ماريلاند.
واتفقت الولايات المتحدة واليابان، في يناير، على النظر في تطوير الصاروخ الاعتراضي في اجتماع لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مع نظيريهما اليابانيين، وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي ووزير الدفاع ياسوكازو هامادا.
وسيكون الاتفاق ثاني تعاون من نوعه في تكنولوجيا الدفاع الصاروخي.
وطورت واشنطن وطوكيو صاروخاً بعيد المدى لاستهداف الرؤوس الحربية في الفضاء وتنشره اليابان على سفن حربية في البحر بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية للحماية من الصواريخ الكورية الشمالية.
استثمار “دفاعي”
وتستثمر طوكيو بكثافة في صواريخ “كروز” بعيدة المدى وغيرها من المعدات، رداً على ترسانة الصين وكوريا الشمالية المتنامية، لكنها تقول إن هذا الاستثمار يهدف لـ”الدفاع عن النفس”.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في زيارة إلى أوكيناوا: “علينا أن ننفق المزيد على الردع العسكري للحد من خطر تعرضنا للهجوم”.
وينبذ الدستور الياباني، الذي صاغته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، استخدام القوة لتسوية النزاعات، لكن بموجب قانون تمت الموافقة عليه عام 2015 في عهد رئيس الوزراء آنذاك شينزو آبي، يمكن لليابان الرد عسكرياً، إذا تعرض حليف وثيق لهجوم بالقرب من البلاد.
ويُشغّل الجيش الياباني، المعروف باسم قوات الدفاع الذاتي، حالياً 50 مدمرة و22 غواصة هجومية، بالإضافة إلى أكثر من 300 مقاتلة نفاثة، إذ وضع، نهاية العام 2022، استراتيجية لرفع الإنفاق العسكري بنحو 60% على مدى السنوات الـ 5 المقبلة إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتخطط اليابان أيضاً للحصول على صواريخ “توماهوك” الأميركية وصواريخ “كروز” بعيدة المدى جاهزة للاستخدام، في وقت ما بعد ربيع عام 2026. ومن المقرر أن ينمو أسطولها من مقاتلات الشبح من طراز “F 35” من نحو 30 إلى 147 طائرة، وهي أكبر مجموعة من تلك الطائرات خارج الولايات المتحدة.
وقال نوبوكاتسو كانيهارا، مسؤول الأمن القومي السابق ومستشار رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، إن اليابان تبني جيشها وقواتها البحرية والجوية، فضلاً عن تعزيز القدرات الفضائية والسيبرانية، و”خلال 5 سنوات عندما يصبح لدينا شكلاً جديداً للجيش، سيتعين علينا التحدث عن الأدوار والمهام الجديدة في المنطقة”.