حرية – (22/8/2023)
بدأت المملكة المتحدة في سد الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة من حيث الدولة التي تُخرِّج أكثر عدد من قادة العالم في مؤسساتها التعليمية، ففي عام 2017، عند إعداد أول “مؤشر للقوة الناعمة”، كان 58 من إجمالي قادة العالم البالغ عددهم 358 قد تلقوا تعليمهم في المملكة المتحدة -أي أكثر من أية دولة أخرى، ومع ذلك، تفوقت الولايات المتحدة على بريطانيا بسرعة في عام 2018، التي احتلت الصدارة منذ ذلك الحين.
لكن في العام الماضي، وسّعت الولايات المتحدة الفجوة، حيث تلقى 67 رئيساً ورئيس وزراء عالمياً تعليمهم فيها، مقارنةً بـ 55 درسوا في المؤسسات البريطانية، مما دفع الخبراء إلى التحذير من أنَّ نفوذ بريطانيا العالمي سيتضاءل إذا استمر هذا التراجع، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وتُظهِر نتائج عام 2023 أنَّ الفجوة تقلّصت الآن، مع وجود أربع دول أخرى يقودها شخص تلقى تعليمه في إحدى المؤسسات البريطانية مقارنة بالعام الماضي، في حين شهدت أمريكا سقوط اثنين من خريجيها من السلطة.
ويقيس المؤشر، الذي ينشره سنوياً معهد سياسات التعليم العالي (Hepi)، وهو مركز أبحاث تعليمي مستقل، مقدار القوة الناعمة التي تمتلكها مختلف البلدان من خلال تحليل المكان الذي حصل فيه قادة العالم الحاليون -بمن في ذلك الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء- على المزيد من التعليم في الخارج.
كما وجد المؤشر أنَّ المملكة المتحدة وفرت التعليم لواحد أو أكثر من الحكام في إجمالي 53 دولة؛ مما يعني أنَّ لها تأثيراً على ربع العالم. بينما قدمت الولايات المتحدة التعليم العالي لواحد أو أكثر من القادة في 54 دولة.
ويشمل قادة العالم الـ58 الذين درسوا في المملكة المتحدة زعماء جدداً مثل رئيسة سلوفينيا ناتاشا بيرك موسار، التي تخرجت في جامعة سالفورد، ورئيس مونتينيغرو جاكوف ميلاتوفيتش، الذي التحق بكلية سانت جون في أكسفورد.
ومن المدرجين في القائمة أيضاً ملك بلجيكا فيليب، الذي ذهب إلى كلية ترينيتي في أكسفورد، ورئيس النظام السوري بشار الأسد الذي درس طب العيون في مستشفى العيون الغربي في لندن.
بينما تخرج في جامعات الولايات المتحدة 7 قادة جدد، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي درس في جامعة ستانفورد.
ولا تزال فرنسا في المركز الثالث، حيث تعلّم فيها 30 من قادة العالم – بانخفاض واحد عن العام الماضي. وتأتي روسيا في المركز الرابع بعدما استضافت 10 رؤساء دول.
وقال نيك هيلمان، مدير معهد سياسات التعليم العالي، إنَّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تتفوقان على كل الدول الأخرى؛ لأنهما “تستفيدان من أنظمتهما الجامعية القوية وعلاقاتهما الدولية بالإضافة إلى كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر شيوعاً”.
كما أضاف هيلمان: “إنَّ عدد قادة العالم الذين تلقوا تعليمهم في بلدان أخرى يعكس مكانة الأنظمة التعليمية المختلفة، وهو مؤشر جيد على مقدار القوة الناعمة التي تمتلكها البلدان المختلفة. وإنه لإنجازٍ هائل أن يكون لدى أكثر من ربع دول العالم قائد رفيع المستوى -رئيس دولة أو رئيس وزراء- تلقى تعليمه في المملكة المتحدة”.
وأشار هيلمان أيضاً إلى أنَّ الفجوة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في السنوات السابقة سلّطت الضوء على أهمية جذب المزيد من الطلاب الأجانب إلى الجامعات البريطانية. وأضاف: “الخطاب الأخير من وزارة الداخلية البريطانية والقواعد الأكثر صرامة المرتقبة بشأن الأفراد الذين يعولهم طلاب يدرسون في بريطانيا، تعني أنَّ العديد من المؤسسات في المملكة المتحدة سيتعين عليها أن تكافح بقوة أكبر للحفاظ على جاذبيتها بين أولئك الذين هم خارج البلاد”.