حرية – (27/8/2023)
أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الأحد، استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم على أساس إطار العمل الذي وضعه البرلمان عام 2020، لافتاً إلى أن مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران “قريباً”، بينما تستعد الوكالة لإصدار تقريرها الجديد عن البرنامج النووي الإيراني خلال أيام.
وعندما سئل عن التقارير الأميركية التي ذكرت أن طهران أبطأت تخصيبها لليورانيوم بنسبة نقاء 60%، قال إسلامي: “تخصيبنا النووي مستمر على أساس قانون إطار العمل الاستراتيجي”، في إشارة إلى التشريع ذي الصلة.
جاء ذلك على هامش حفل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لإعلان تدشين “نواة السيزيوم 137 المشعة” (Cesium-137 radionuclide)، التي تتمتع بقيم اقتصادية وتكنولوجية وتطبيقات عديدة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأقر البرلمان الإيراني عام 2020 قانوناً يلزم الحكومة باتخاذ تدابير مثل تعزيز عمليات تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحد المنصوص عليه في اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، إذا لم تلتزم الأطراف الأخرى بشكل كامل بالاتفاق.
إيران والوكالة الذرية
وأعلن إسلامي عن زيارة وشيكة “قريباً” لمساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، معتبراً أن “تعامل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسير على المسار الصحيح”، وقال إن “إيران لن تتوقف عن تطوير الصناعة النووية”.
وقال إسلامي إنه “سيشارك في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأن إيران عضو رسمي ولديها علاقات جيدة، وستلعب دوراً في مختلف لجان الوكالة”.
وتابع: “أبلغنا وزارة الخارجية الإيرانية بأننا جاهزون لتوضيح برنامجنا النووي لدول المنطقة، وأن يبدأ التعاون بيننا وهذه الدول”، لافتاً إلى أن “إيران من الدول النادرة في العالم التي لديها صناعة نووية مستقلة”.
ومن المتوقع أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها القادم عن البرنامج النووي الإيراني في أواخر أغسطس الجاري أو أوائل سبتمبر.
وتوقع إسلامي أن يتضاعف “عدد كوادر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية 3 أضعاف حتى السنوات الـ7 المقبلة”.
وعن زيادة عدد المفاعلات النووية في البلاد، والتوجه نحو إنتاج 20 ألف ميجاواط من الكهرباء النووية، أوضح إسلامي أنه “تم تحديد المواقع لأجل ذلك، وأن عملية صنع معدات المفاعلين الثاني والثالث في خارج البلاد أدرجت على جدول الأعمال وتم بدء تنفيذ العقود”.
“السيزيوم 137”
و”نواة السيزيوم 137 المشعة” لا توجد بشكل طبيعي، وإنما تكون نتيجة أنشطة المفاعلات، خاصة في الوقود النووي المستهلك والنفايات المشعة، وفق “إرنا”.
وتستخدم النواة في العديد من التطبيقات الطبية والصناعية، كما تستخدم في أجهزة الإشعاع والعلاج الإشعاعي الموضعي ونوابض المعايرة وأنواع مختلفة من أجهزة القياس الصناعية.
ويعد “السيزيوم 137” أحد النظائر المشعة الرئيسية التي تنتج عن التفاعلات النووية، كما يعد مكوناً مثالياً في صناعة “القنابل القذرة” وهي أسلحة تقليدية محملة بمواد مشعة، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وذكر مفتش لجنة الأمم المتحدة المختصة بالأسلحة الكيميائية والبكتريولوجية والبيولوجية إيجور نيكولين أن “حادث مفاعل تشرنوبل النووي عام 1986، تسبب في انتشار كميات مختلفة من مادة (السيزيوم 137) في عدة دول محيطة بموقع الحادث، وانتشار أنواع من الأمراض المرتبطة بالتلوث الإشعاعي”.
ولفت نيكولين إلى أنه “توجد نظائر مشعة أخرى أكثر خطراً من (السيزيوم 137) مثل الكوبلت”، مضيفاً أنه “لهذا السبب يتم استخدامه في علاج السرطان”.
تباطؤ وتيرة التخصيب
وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إيران أبطأت بشكل كبير وتيرة اليورانيوم المخصب بدرجة تقترب من درجة صنع الأسلحة وقلصت بعض مخزوناتها، وهي خطوات يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة وإحياء المحادثات الأوسع نطاقاً حول أنشطة إيران النووية.
وأوضحت الصحيفة أنه “كلما ازداد بطء وتيرة تخزين طهران لليورانيوم المخصب، قلّت احتمالية امتلاك المواد الانشطارية اللازمة لصنع أسلحة نووية”.
وبعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات في عهد دونالد ترمب، بدأت طهران انتهاك القيود التي وضعها الاتفاق على الأنشطة النووية.
ومع أن الاتفاق يلزم إيران بعدم تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تتجاوز 3.67%، بدأت التخصيب إلى نسبة نقاء 60% عام 2021، وهي خطوة تجعل المادة الانشطارية قريبة من المستويات المناسبة لتطوير قنبلة نووية. على الرغم من نفي طهران مراراً سعيها لامتلاك قنبلة نووية.
وذكر مسؤولون أميركيون وأوروبيون لإيران أنهم “مستعدون لإجراء محادثات أوسع نطاقاً في وقت لاحق من العام، بما في ذلك بشأن برنامجها النووي، إذا هدأ التوتر”، لكن وزير الخارجية الصيني وانج يي، قال الاثنين الماضي، إنه من غير الممكن التوصل لحل أساسي للقضية النووية الإيرانية، إلا بالعودة إلى التطبيق الشامل والفعال للاتفاق النووي.