حرية – (27/8/2023)
كشفت دراسة جديدة أن “52 طبيبا أميركيا شاركوا معلومات مضللة” بشأن وباء كورونا، على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت، بما في ذلك الادعاء بأن “معظم الذين تناولوا لقاحات كوفيد-19 سيموتون بحلول عام 2025”.
ووجد باحثون في مجال الصحة العامة من جامعة “ماساتشوستس أمهيرست”، أن “أطباء في مختلف التخصصات الطبية، ينشرون معلومات كاذبة بشأن لقاحات وعلاجات فيروس كورونا وجدوى التباعد الاجتماعي”، وأن بعضها يصل إلى “جماهير كبيرة”، وفقا لموقع “ساينس ألرت” العلمي.
وكتبت الباحثة، ساهانا سولي، وزملاؤها في دراستهم: “تعد هذه الدراسة هي الأولى، على حد علمنا، التي تحدد أنواع المعلومات الخاطئة عن كوفيد-19 التي ينشرها الأطباء الأميركيون على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التي استخدموها”.
وكانت المعلومات الطبية الخاطئة موجودة قبل فترة طويلة من ظهور فيروس كورونا المستجد، لكن انتشارها المثير للقلق خلال الوباء أدى إلى تفاقم عواقب الأزمة الصحية، التي أودت حتى الآن بحياة ما يقرب من 15 مليون شخص حول العالم، بحسب تقديرات سابقة لمنظمة الصحة العالمية.
ويقول المؤلفون إن حوالي “ثلث حالات الوفاة المرتبطة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، والتي يزيد عددها عن مليون بحلول يناير 2023، كان من الممكن تجنبها لو تم اتباع توصيات الصحة العامة”.
وحددت سولي وفريقها الوسائط المستخدمة من عام 2021 وأوائل سنة 2022، التي تحتوي على “معلومات مضللة” عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، منسوبة إلى الأطباء المقيمين في الولايات المتحدة.
وكشفت الدراسة أن الأطباء الـ 52 ينتشرون في 29 ولاية، موضحة أن موقع تويتر (منصة إكس حاليا) كان المنصة الأكثر شعبية لنشر تلك الأخبار، حيث قام 37 طبيبًا بإيصال معلومات مضللة عبر الموقع إلى إجمالي أكثر من 9 ملايين متابع.
كما جرى نشر 20 معلومة مضللة عن كوفيد-19 على 5 منصات أو أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بالإضافة إلى العديد من المنافذ الإخبارية عبر الإنترنت.
وجرى قياس المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت في 4 فئات: الأدوية، واللقاحات، والكمامة و التباعد الاجتماعي، وغيرها من الادعاءات غير المؤكدة أو الكاذبة.
ومعظم الأطباء الذين شاركوا معلومات مضللة فعلوا ذلك في “أكثر من فئة” من الفئات المذكورة.
أبرز “الادعاءات”
ومن بين الادعاءات التي انتشرت ولا أساس لها من الصحة، أن “لقاحات كوفيد-19 تسبب العقم، وتلف الجهاز المناعي، والأمراض المزمنة لدى الأطفال، ناهيك عن الإصابة بالسرطان”.
وأيضا جرى الترويج لأدوية “إيفرمكتين” و”هيدروكسي كلوروكوين” على نطاق واسع، على الرغم من أن التجارب السريرية العشوائية وجدت أنها غير فعالة في علاج “كوفيد-19″، وبالتالي لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامها لهذا الغرض.
وشملت المعلومات الخاطئة الأخرى نظريات المؤامرة حول “الجائحة”، وأن “الحكومة ومسؤولي الصحة العامة حجبوا معلومات مهمة، وضخموا الإحصائيات لجعل الفيروس يبدو أسوأ، أو قاموا بمراقبة المعلومات إذا لم تتطابق مع نصائح الجهات الرسمية”.
ومع عدم وجود قوانين اتحادية بالولايات المتحدة بشأن المعلومات الطبية الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الكثير من العامة قد يواجهون صعوبة في تقييم دقة الأخبار المقدمة لهم.
لكن لماذا يقدم بعض الأطباء على تقديم تلك المعلومات الخاطئة، تجيب الدراسة بالقول إن “فهم الدوافع يتطلب المزيد من التقصي”، لكن الباحثون لاحظوا أن “نشر مثل تلك الشائعات المضللة، أصبح صناعة مربحة”.
وأشاروا إلى أن “الكثير من أطباء الخطوط الأمامية في أميركا، جنوا ما لا يقل عن 15 مليون دولار، من خلال وصف عقاري هيدروكسي كلوروكين وإيفرمكتين لعلاج كوفيد-19 من خلال خدمة التطبيب عن بعد، حيث بلغت قيمة الاستشارة الواحدة 90 دولارًا”.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة كان قد أجريت بعد أن بدأت منصات التواصل الاجتماعي في حذف المعلومات المضللة، لذلك قد لا تشير إلى كل المعلومات الطبية الخاطئة التي كانت موجودة في السابق.