حرية – (30/8/2023)
قال رئيس مركز تاسك للبحوث الاستراتيجية في أربيل والأستاذ الجامعي، عثمان علي، إن الوضع في كركوك صعب وحساس للغاية، حيث أن هناك خطاب قوي ومتشدد بين المكونات الاثنية يرافقه تجمع لأنصار فصائل مسلحة لمنع حزب بارزاني من العودة السياسية الى المدينة “بدعم من طهران”.
وأضاف رئيس المركز في ورقة بحثية (30 آب 2023)، أن أكثر من مراقب دولي شبه مدينة كركوك ببرميل البارود الذي قد ينفجر وسيحرق العراق كله. وهذا ما نوه اليه تقرير الكونجرس الأميركي المسمى بيكر-هاملتون رببورت ورئيس مجموعة الازمات الدولية التي اجرت دراسات ميدانية عن الوضع. وان التقريرين اتفقتا على نفطة واحدة محورية وهي ان الخطوات الأحادية من قبل الأطراف المعنية ستعقد الازمة وتفجرها وهذا يؤدي الى خسارة الجميع.
ونوهت الورقة إلى أن كركوك تعيش على عتبة انفجار نتيجة أمر أصدره رئيس الوزراء العراقي، قبل فترة بإخلاء جميع مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك وعودة البارتي الى تلك المقرات، وذلك بهدف تطبيع الأوضاع في كركوك وعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني للمشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك أسوة بالأحزاب الكردية والعربية والتركمانية الأخرى، لكن تظاهرات لأنصار فصائل في “الحشد الشيعي” وخاصة عصائب أهل الحق نصبوا الخيام وجمعوا أنصارهم على طريق كركوك وأربيل لمنع عودة البارتي الى المدينة.
وبحسب التحليل الكردي فإن فصائل شيعية نشرت بعض الشائعات بان حكومة السوداني بضغط من الاميركان تمهد لإعادة قوات البيشمركة الى كركوك وخلقت ذلك أجواء من الرعب في المدينة بين المكون العربي السني والتركماني الذي يشارك بعض عناصره في التجمع المعادي للكرد و”هي اجندة إيرانية بحتة” بحسب المركز.
ويزعم المركز أن إيران من وراء الستار تقوم بتحريك فصائل تابعة لها لإفشال قرار حكومة السوداني بعودة حزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك لتحقيق أهداف منها:
1_ معاقبة مسعود بارزاني الذي أجرى الاستفتاء ويتهم حزبه بالتحالف مع أعداء إيران مثل الأميركان وإسرائيل والحكومة التركية، وبذلك يحقق هدفاً استراتيجياً لإيران يتمثل في ابعاد طرف سياسي كردي الذي يعتبره عدو رئيسي لها في منطقة فيها حقول النفط والغاز المهمة.
2_ خلق البلبلة بين بغداد وأربيل وإبقاء الوضع في العراق في حالة من عدم الاستقرار لتبقى إيران الدولة المهيمنة في العراق الممزق والفاقد للاستقرار.
3_ تحقيق مكاسب انتخابية في كركوك والاستمرار في مواصلة التغيير المذهبي في المدينة كما تمارسها في كافة المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.
4_ إذا استمر المسلحون في التجمع على طريق كركوك – أربيل، قد يخلق ذلك أجواء مشحونة بين الأكراد والعرب وقد يضطر الحزب الديمقراطي الكردستاني لتجميع أنصاره في مسيرات مناهضة او قد تستغل بعض الدوائر غير الراغبة في الاستقرار في كركوك باطلاق رصاصة تجاة المتظاهرين وسيؤدي ذلك الى سفك الدماء في منطقة المظاهرات ونكون بذلك قد كررنا احداث عام 1959 بين الأكراد والتركمان ولكن هذه المرة ستكون بين العرب والكرد. وهذا من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على استقرار حكومة محمد شياع السوداني التي تقوم على ائتلاف إدارة الدولة، والذي يشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني جزءاً أساسياً منها.
5_ إذا استمر الامر كما هو عليه الان قد يتدخل الأميركيون في الأمر لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني وسيعطي ذلك حجة لتدخل إيران.