حرية – (31/8/2023)
أصبحت الاجتماعات الافتراضية الطويلة عديمة الجدوى، بمثابة لعنة في يوم العمل لكثير من موظفي المكاتب، بعد الزيادة الهائلة في مكالمات الفيديو إثر صعود موجة العمل من المنزل.
لكن الأشخاص الذين لا يطيقون الجلوس لحضور اجتماع طويل في وقت الظهيرة بأحد أيام العمل، ربما صار لديهم حل لتجاوز هذه المعضلة، يتمثل في إرسال الذكاء الاصطناعي لأداء الوظيفة عوضاً عنهم، حسبما كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، الأربعاء 30 أغسطس/آب 2023.
وتستعد شركة جوجل لمنح مستخدمي تطبيق اجتماعات الفيديو الخاص بها خياراً يتيح لهم إرسال مساعد الذكاء الاصطناعي إلى الاجتماعات، ليدون الملاحظات ويعرض نقاط الحوار نيابة عن موجهه البشري.
تُصمَّم التكنولوجيا لمنح الموظفين بديلاً لإلغاء الاجتماعات، عندما يطرأ لديهم تغيير في الخطط بآخر لحظة، أو عندما يُجبرون على بدء مكالمة أخرى، لكنها قد تتيح أيضاً موجة من التراخي عن أداء العمل؛ نظراً إلى أن الموظفين سوف يؤدون جزءاً من عملهم اليومي بصورة أوتوماتيكية.
أُنشئ المساعد الشخصي، Duet AI، ليكون رفيقاً في الاجتماعات، فيُسجِّل الاجتماعات بصورة أوتوماتيكية، ويفحص ما يقوله الحاضرون الآخرون، كي يقدم ملحوظات حول الاجتماع.
ويبتغي المساعد السماح للموظفين بأن يكونوا أكثر إنتاجية، عن طريق منعهم من فقدان التركيز حول الملاحظات الدقيقة أثناء حضورهم الاجتماعات.
كذلك سوف يتمكن الحاضرون الذين يتأخرون عن بداية الاجتماع من أن يطلبوا من روبوت الدردشة منحهم تفاصيل حول النقاط التي فوّتوها، ومشاهدة مقاطع فيديو حول أهم اللحظات.
كذلك سوف يسمح المساعد للموظفين بتفويت الاجتماع كلياً، على أن ينتج الذكاء الاصطناعي قائمة بالنقاط الرئيسية التي جرى تناولها في الاجتماع نيابة عن الموظف.
عند تلقي دعوة لحضور الاجتماع في تطبيقات التقويم الافتراضية، سوف يكون لدى الموظفين خيار “احضر بدلاً مني”، وسوف يسمح هذا الخيار بتسجيل الاجتماع وإنتاج ملخص حوله.
وسيكون بمقدور المستخدمين استعراض الملحوظة التي أُنتجت بصورة أوتوماتيكية قبل الاجتماع، كي لا تقدم أية اقتراحات أو تعليقات غير ملائمة.
لم تكشف شركة جوجل عن المعلومات التي ستعتمد عليها لإنشاء التساؤلات نيابة عن الموظفين، مع أن أدوات الذكاء الاصطناعي الحالية الخاصة بالشركة تفحص مستندات الموظفين ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم لإنشاء العروض التقديمية.
وقالت الشركة إن نسخة تجريبية من مساعد الذكاء الاصطناعي سوف تكون متاحة في الأشهر القليلة القادمة للشركات المشتركة ببرامج الإنتاجية الخاصة بها، التي تتضمن Gmail وخدمة أخرى لمكالمات الفيديو تسمى Meet.
مخاطر التقنية
وقال ديفيد ديسوزا، المدير لدى معهد تشارترد للأفراد والتنمية (CIPD): “يمكن أن يكون توفير الوقت جذاباً على المدى القصير، ولكن إذا جاء على حساب العلاقات الشخصية والثقة والمسؤولية والاستيعاب، فإن المنظمات والأشخاص ستتدهور أحوالهم”.
وأضاف: “ثمة نقاش جيد يقول إن المنظمات يجب عليها أن تركز على كيفية جعل الاجتماعات أفضل وذات جدوى أكبر للبشر، بدلاً من أتمتة” الاجتماعات.
وقال أوكتافيوس بلاك، مؤسس شركة التدريب والاستشارات Mind Gym: “إذا كانت تعني أنك تستطيع تفويت الاجتماع، فلم يكن واجباً عليك حضوره في المقام الأول”.
وأوضح: “الاجتماعات تكون مفيدة عندما يكون هناك نقاش بين الأشخاص يستند إلى ما قاله الآخرون، أو يرفضه. لا يزال أمامنا بعض الوقت قبل أن يفعل الذكاء الاصطناعي ذلك، وقبل أن يفعله باحترافية”.
لكن برغم الآمال التي يعلقها كثير من الموظفين على الذكاء الاصطناعي، فلن يكون من الممكن أتمتة الاجتماعات كلياً. فإذا كان جميع الحاضرين سيرسلون مساعديهم الشخصيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، فسوف ينهي جوجل مكالمة الفيديو أوتوماتيكياً.