حرية – (2/9/2023)
ارتفع عدد النساء اللاتي يتعرضن للقتل جراء العنف المنزلي في إسبانيا، مما أثار القلق والمخاوف من أن العطلة الصيفية قد تجعل من الصعب على الضحايا الهروب من المعتدين، بحسب ما قالت صحيفة The Times البريطانية الجمعة، 1 سبتمبر/أيلول 2023.
ووصفت بيلار أليغريا، وزيرة التعليم الإسبانية أغسطس/آب بأنه “شهر أسود”، بعد 7 جرائم قتل جراء العنف المنزلي. فيما قُتِلَت 18 امرأة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، و40 امرأة هذا العام، في عنفٍ قائم على أساس النوع الاجتماعي.
وأدى ذلك إلى إحياء جدل سياسي غاضب حول إنكار حزب فوكس اليميني المتشدد للعنف ضد المرأة، والذي يقول بعض الخبراء إنه ساهم في الوفيات.
في هذه الأثناء، يستمر الخلاف حول سلوك لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذي قبَّل جينيفر هيرموسو عنوةً بعد فوز فريقها بكأس العالم، ورفض روبياليس الاستقالة بسبب الحادث، مما أثار الغضب.
وانتقدت أليغريا حزب فوكس لاستمراره في إنكار العنف ضد المرأة، رغم وقوع 40 جريمة قتل هذا العام.
ويعتقد ميغيل لورينتي، أستاذ الطب القانوني بجامعة غرناطة، والمسؤول الحكومي الكبير السابق في مجال العنف الجنسي، أن العطلات قد تكون مرتبطة بزيادة الحالات، لكنه أشار أيضاً إلى إنكار العنف الجنسي.
وقال: “يخلق الإنكار صورةً غير حقيقية للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي. علينا أن ندرك أنه في هذا الوقت هناك رجال يفكرون في قتل زوجاتهم، وعندما يرون أن شخصاً آخر فعل ذلك، تتعزَّز فكرتهم”.
وأصبح إنكار حزب فوكس للعنف ضد المرأة قضيةً رئيسية في الانتخابات العامة غير الحاسمة التي جرت في إسبانيا في يوليو/تموز. ويقول المحللون إن اتفاقيات الائتلاف التي أبرمها حزب الشعب المعارض الرئيسي المحافظ مع حزب فوكس في عدة مناطق وعشرات البلديات في جميع أنحاء إسبانيا قد أضعفت دعمه بين الناخبين.
لكنه انتقد “الأحزاب الأخرى التي تستغل آلام الضحايا للإصرار على أجنداتها الفاشلة المتعلقة بالنوع الاجتماعي”. يرفض حزب فوكس فرضية العنف الجنسي، ويصر على مصطلح “العنف داخل الأسرة”.
وعقدت وزارة المساواة اجتماعاً للجنة الأزمات، الإثنين، لتحليل أحدث حالات العنف المنزلي. وقالت الوزيرة إيرين مونتيرو إنها سترى “كيف يمكن تحسين الاستجابة المؤسسية”.
لا يُعَد العنف المنزلي منتشراً في إسبانيا أكثر من العديد من الدول الأوروبية، وفقاً لمؤسسة المرأة، وهي منظمة إسبانية لمراقبة حقوق الإنسان. يُبلَغ عن كل جريمة قتل جديدة على نطاق واسع، الأمر الذي يدفع الآلاف غالباً إلى الاحتجاج في الشوارع وهم يرددون عبارة “ليس واحدة أخرى”. وقالت الحكومات المتعاقبة إن القضية تمثل “أولوية وطنية”.
كانت إسبانيا قد اعترفت في العام 2004 بالعنف المنزلي، باعتباره عنفاً قائماً على النوع الاجتماعي. وفي عام 2008، وهو العام الأكثر دموية على الإطلاق وفقاً للتعريف الحديث للعنف القائم على النوع الاجتماعي، كانت هناك 76 حالة وفاة، بينما كانت هناك 49 في العام الماضي.