حرية – (2/9/2023)
في واقعة غريبة، تمكن فريق بحثي من إعادة تركيب رائحة عطر يبلغ عمرها 3500 سنة، تعود للمصريين القدماء.
فريق بحثي ينجح في إعادة تركيب عطر فرعوني قديم
ومن جانبها قالت الباحثة في علم الآثار الجزيئية الحيوية باربرا هوبر، قائدة الفريق البحثي، عن إعادة إنتاج ما سموه «رائحة الخلود» المستخدمة في التحنيط عند المصريين القدماء، وذلك وفق ورقة بحثية شاركتها عبر حسابها الرسمي في منصة «إكس».
وأوضحت الدراسة أن رائحة الخلود التي أعيد تركيبها كانت لسيدة نبيلة مصرية قديمة اسمها سينيتناي، مشيرةً إلى أنها تتكون من شمع العسل والزيت النباتي وصمغ الأشجار، إضافة إلى مكونات أخرى شكّلت الرائحة المستخدمة أثناء التحنيط.
وأشارت الدراسة إلى أنه تم تطوير الرائحة الفريدة مرة أخرى بواسطة تقنيات تحليلية متقدمة، مبينةً أن تلك التقنيات من شأنها أن تفصل المواد الكيميائية، وتحدّد المادة التي تم إنشاؤها منها.
التركيبة الفريدة يعود تاريخها ٣٥٠٠ سنة
واعتمد الفريق البحثي، في تجربته الفريدة، على تحليل بقايا البلسم الموجودة في الجرتين المستخدمتين في تحنيط سينيتناي، موضحين أنه تم استخراجها من مقبرة في وادي الملوك في مصر منذ أكثر من قرن من الزمان، وهي الآن موجودة في متحف أوغست كيستنر في ألمانيا.
وأوضح عالم المصريات كريستيان لوبين أن قيمة هذا العمل البحثي تكمن في أنه يقدم فهمًا طرق التجارة للحضارة القديمة، وليس عملية التحنيط المعقدة فحسب.
وقالت نيكول بويفين، كبيرة الباحثين في المشروع: «المكونات الموجودة في البلسم توضح أن المصريين القدماء كانوا يحصلون على مواد من خارج مملكتهم منذ وقت مبكر».
وأضافت أن عدد المكونات المستوردة في البلسم يسلط الضوء أيضًا على أهمية سينيتناي، مشيرةً إلى أنها كانت عضوًا رئيسًا في الدائرة الداخلية للفرعون.
واستعان الباحثون في فكرتهم المدهشة بصانعة العطور الفرنسية كارول كالفي التي عملت مع الباحثين على إعادة ابتكار العطر الذي سيتم عرضه في متحف موسجارد في الدنمارك.