حرية – (3/9/2023)
ذكر المدير التنفيذي لشركة السكك الحديد الإيراني أن التكلفة الإجمالية لمشروع قطار طهران – كربلاء بلغت نحو 200 مليون دولار، مؤكداً أن السلطات الإيرانية والعراقية تعهدت باستكماله خلال عامين.
وقالت وكالة إيسنا للأنباء، إن مشروع قطار شلامجة – البصرة تمت مناقشته طوال العشرين عاماً الماضية، حيث شهد صعوداً وهبوطاً أثناء مرحلة تنفيذه في هذه السنوات لأسباب عديدة منها وجود داعش في العراق ونقص الائتمان والتمويل وعدم الاتفاق مع العراق على تسليم الأراضي المطلوبة.
وقال المدير التنفيذي لشركة السكك الحديد ميعاد صالحي، في هذا الصدد: بمجرد تبوأي مسؤولية السكك الحديدية في إيران منذ بداية حكومة رئيسي، وضعت ملف تحقيق دبلوماسية النقل بالسكك الحديدية في كل من المعبر الشمالي الجنوبي والممر الشرقي الغربي على جدول الأعمال. وأيضاً، ومن أجل استكمال الحلقة المفقودة على مسار طهران – كربلاء، أي استكمال قطار شلامجة – البصرة، عقدنا عدة اجتماعات مع الجانب العراقي.
وأضاف: من العوائق المختلفة أمام تنفيذ هذا المشروع أن موقعه يتوسط مكان إحدى جبهات المعارك (الحرب الإيرانية العراقية) ولا يزال هناك العديد من الألغام في هذه المنطقة، حيث قمنا خلال الأشهر الأخيرة بإزالة ما يقرب من 1630 لغماً، وتمكنا من بناء حوالي 1.4 كيلومتر من خط السكك الحديدية ووصلنا إلى الحدود.
وأردف المسؤول الإيراني: تولت إيران مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومترُا في نطاق الخطة وأنجزت هذه المهمة، كما أن إزالة الألغام من مسافة 16 إلى 18 كيلومترًا القادمة وتنفيذ عمليات البنية التحتية ستوكل إلى الجانب العراقي إلى جانب الجسر الذي سيبنى على أروندرود ووسط البصرة حيث تعهدت إيران ببنائه.
وأشار صالحي إلى عقد اجتماعات عديدة مع الجانب العراقي والاتفاق على تفاصيل المشروع والحصول على خريطة تفصيلية لمسار السكك الحديدية، وقال: “إن فريق إزالة الألغام وجميع معداتنا جاهزة عند نقطة الصفر الحدودية”، مؤكداً أن المضي قدماً بالمشروع يحتاج إلى تكاتف الأطراف وتعاون قوي من قبل الجانب العراقي كون هذا المسار يقع بأكمله في الأراضي العراقية.
ومضى يقول: تم بناء منصة ركاب جديدة في العراق، وقمنا باستيراد كمية كبيرة من السكك الحديدية إلى المكان المستهدف، وستستمر هذه الإجراءات مع تطوير محطة الركاب في شلامجة وإضافة الخطوط. كما يبلغ المبلغ الإجمالي للمشروع بحسب ما أقره مجلس الحكومة العراقية نحو 200 مليون دولار.
وصرّح المدير التنفيذي لشركة السكك الحديد الإيراني في برنامج تلفزيوني بخصوص الجدول الزمني لإنجاز المشروع: بموجب التفاهم الموقع، فقد تم النظر في 18 شهراً للمشروع بأكمله (باستثناء مدة بناء الجسر). وفيما يتعلق بمدة بناء الجسر الافتتاحي، فإن توقعاتنا تتراوح بين 18 شهرًا وسنتين كحد أقصى.
وقال صالحي أيضاً عن تسليم أرض المشروع من الجانب العراقي: من المتوقع أن يتم تسليمنا هذه الأرض خلال الأيام المقبلة، ومن وقت التسليم حددنا ستة أشهر كحد أقصى لإزالة الألغام، وبالتوازي مع ذلك، سيقوم الجانب العراقي بتنفيذ أعمال البنية التحتية للمشروع وعمليات الرصف.
وأشار المسؤول الإيراني إلى حجم سعة الركاب والترانزيت والبضائع لقطار شلامجة – البصرة، قال: يتمتع كل خط من خطوط السكك الحديدية بإمكانية نقل ما بين 8 و10 ملايين طن من البضائع، أما المسافرين، من المتوقع أن يستوعب هذا القطار حوالي 12 مليون شخص.
العراق: المشروع لنقل المسافرين فقط
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، اليوم السبت، أن مشروع الربط السككي بصرة- شلامجة خطوة اقتصادية مكملة لمشروع ميناء الفاو وطريق التنمية، وفيما أوضح المكاسب المتحققة منه، عبّر عن رغبة الحكومة أن يمتد هذا الربط نحو مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف.
وقال العوادي في حديثه له : إن” الحكومة مضت باتجاه مشروع الربط السككي بصرة- شلامجة وهي خطوة عملية للنهوض بواقع البنية التحتية بعد عقود من العزلة في إقامة المشاريع المشتركة مع دول الجوار”.
وأضاف،” حيث وضع رئيس الوزراء خطة طموحة لفك عزلة النقل المستحكمة في حين أن الموقع الجغرافي للعراق يقتضي أن يكون قلب المنطقة في الترابط السككي والبري والجوي”.
وتابع، أن” الحكومة انطلقت بمشروع طريق التنمية الذي يشق العراق طولا ويربط كل محافظاته ببعضها ثم يرتبط مع تركيا، فيما بدأت اليوم المرحلة الجديدة في الربط السككي بصرة- شلامجة لنقل المسافرين والزائرين من إيران وما وراءها من أواسط آسيا، ورئيس الوزراء كان واضحا في كلمته اليوم عندما أعلن أن المشروع مخصص لنقل المسافرين والزائرين، والمعلوم أن كلمات الرؤساء مواقف سياسية يجب التوقف عندها”.
و ردا على الأصوات المعترضة من أن الربط يؤثر على مكانة ميناء الفاو الاقتصادية للعراق أوضح العوادي، أن” الحكومة لا تهمل أي اعتراض مبني على الاستفهام والاستعلام عن جدوى أي مشروع وبالخصوص إذا كان ذا أبعاد إقليمية واستراتيجية كحال الربط السككي، ولا تقوم الحكومة باتخاذ قرارات من النوع الاستراتيجي بدون دراسة الجدوى الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى من ناحية ضمان أمن البلد الاقتصادي والسياسي وأن لا تمس المشاريع المقترحة سيادة البلد أو تكون ذات أهداف سياسية لصالح آخرين على حساب المصلحة الوطنية فهذه من المحرمات والخطوط الحمراء التي لا يمكن التساهل فيها، وعليه فإن العراق مهتم بتنقل المسافرين منه وإليه وسيكون هناك مشاريع قادمة مع دول جوار أخرى لتحقيق الهدف ذاته”.
وأشار العوادي، أنه” لا يمكن لحكومة تبنت إكمال ميناء الفاو وخصصت له المليارات من الموازنة وهي ذاتها التي اقترحت مشروع طريق التنمية بقيمة 17 مليار دولار على مدى 5 سنوات أن تذهب باتجاه مشروع آخر بالضد من أهدافها، فهذا الاعتراض ذو أبعاد سياسية أكثر من كونه اعتراضا لأهداف فنية أو واقعية، وحقيقة فإن مشروع الربط السككي من طرف العراق هو حلقة مكملة لميناء الفاو وطريق التنمية في المستقبل عندما تستكمل وهو سينطلق بداية لنقل المسافرين والزائرين”.
وعن الجدوى الاقتصادية من خط بصرة- شلامجة بيّن العوادي، أن” العراق يستقبل خلال أيام الزيارة الأربعينية ملايين الزائرين ومن أغلب دول العالم، عبر البر والجو والبحر، والقسم الأكبر من الزوّار يأتي من إيران، حيث بلغ عدد الوافدين من كل المنافذ بحدود 3 ملايين حتى الآن، وعدد الوافدين من منفذ الشلامجة لوحده تجاوز 700 ألف، ولذا تعمل الحكومة لإنشاء بنية تحتية تسهل عملية دخول الزائرين في السنوات المقبلة مع تنامي أعدادهم، وتيسّر وصولهم، مع تقليل الزخم والحوادث والاختناقات التي تشهدها الطرق في المناسبات”.
وزاد،” مشروع (بصرة- شلامجة) يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين من إيران وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي، والمشروع خضع لسنوات من النقاش والبحث على مدى كل الحكومات السابقة حتى تم الاتفاق على إكماله بين البلدين عام 2021، واتخذت الحكومة عدة قرارات تكللت بإكمال متطلبات تنفيذ المشروع، وصولاً للتعاقد مع إحدى الشركات المنفذة”.
وحول السبب المباشر لتركيز الحكومة على مشاريع النقل والسكك أوضح العوادي، أن” السكك الحديد ما زالت الوسيلة الأعلى في جدواها الاقتصادية، والأرخص في النقل، والأكثر أماناً، حيث لا يوجدُ اقتصادٌ في العالم لديه مؤشراتٌ موجبة في النمو، ما لم تكن السكك الحديد جزءاً من هيكله الداعم، لذلك فالربط السككي عبر منفذ الشلامجة هو حلقة من حلقات مُتعددة، نأمل أن تمتد لتصل إلى النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وفي عموم المنطقة”.
وأشار العوادي، إلى أن” الحكومة اهتمت بمسألة الشراكة البناءة؛ لأنها عصب الاستقرار والتنمية في العراق والمنطقة، والعلاقة بين العراق وإيران استراتيجية، ونعمل على مشروع المدينة الصناعية الحدودية وطرق النقل المشتركة بين البلدين”.
ويوم أمس السبت، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين من إيران وبلدان وسط آسيا.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي أن” رئيس الوزراء وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بمنفذ الشلامجة في البصرة، لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر”.
وأشار البيان، إلى أن” رئيس الوزراء رحب في كلمة ألقاها خلال الحفل، بنائب رئيس الجمهورية الإسلامية والوفد المرافق له، كما ثمّن دور السادة وزير النقل ومحافظ البصرة والمستشارين وباقي المسؤولين في وزارة الخارجية واللجان والوزارات، على ما بذلوه من جهد استثنائي للمضي بهذا المشروع الكبير”.
وأكد السوداني على” أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلاً عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق وزيادة نموه”، مبيناً، أن” المشروع قد خضع لسنوات من النقاش وتم الاتفاق على إكماله بين العراق وإيران عام 2021″.
وأوضح، أن” الربط السككي عبر منفذ الشلامجة هو حلقة من حلقاتٍ مُتعددة لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، ومن المقرر أن يصل إلى محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة”.
من جانبه، نقل مخبر” تحيات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي إلى رئيس مجلس الوزراء”، مشيداً” بالخطط التنموية التي شرعت بها الحكومة العراقية في مختلف القطاعات، كما أكد دعم بلاده نجاح العراق اقتصادياً وتنموياً”.