الحرية | 7/9/2023
انتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الخميس تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول اضطهاد اليهود ومعاداة للسامية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقالت دائرة العمل الخارجي الأوروبية في بيان إن تصريحات عباس (87 عاما) التي أدلى بها في أواخر أغسطس آب أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها “باطلة وصارخة التضليل”.
ودعت ديبورا ليبستادت، المبعوثة الأمريكية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت إنها “تصريحات كراهية ومعاداة للسامية” من عباس.
ولم يتضح سبب لإصدار الدبلوماسيين انتقادات لهذه تصريحات يوم الخميس بعد أسبوعين من إدلاء عباس بها في 24 أغسطس آب.
ونشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو مجموعة مراقبة إعلامية مقرها واشنطن وتعتبر مقربة من إسرائيل، تصريحات عباس مترجمة إلى الإنجليزية على موقع المعهد الإلكتروني يوم الأربعاء.
وذكر عباس في تصريحاته أن ألمانيا النازية استهدفت اليهود بسبب “وظيفتهم الاجتماعية” وليس بسبب ديانتهم.
وقال “شُرح هذا في كتب كثيرة يهودية. عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا. شُرحت بالضبط على أنه حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم”.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، إن “ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية”.
وأضاف أبو ردينة “موقف الرئيس محمود عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية”.
ولطالما أثار عباس غضب المجتمع الدولي بتصريحاته حول المحرقة (الهولوكوست) النازية التي قُتل فيها ما يقدر بنحو ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى جماعات من الغجر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أقليات جنسية وجنسانية.
ووصف المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بيان هذه التصريحات بأنها “إهانة لملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم”.
وأضاف أن “مثل هذه التشوهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد… إنها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا”.
والاتحاد الأوروبي هو أحد المانحين الرئيسيين للسلطة الفلسطينية.
وتمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967 ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة عليها.
وأدان شتيفن زايبرت سفير ألمانيا في إسرائيل تصريحات عباس، وقال في تغريدة على موقع إكس للتواصل الاجتماعي “يستحق الفلسطينيون سماع الحقيقة التاريخية من زعيمهم، وليس مثل هذه التشويه”.
وفي زيارة إلى برلين العام الماضي، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس عباس بشدة بعد أن اتهم إسرائيل بارتكاب “50 محرقة” ردا على سؤال حول الذكرى الخمسين لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ عام 1972.
ورفض عباس مطالبات متكررة من الشعب الفلسطيني بالتنحي خلال عقدين قضاهما في السلطة.