حرية – (10/9/2023)
كأن القدر كتب على هذا الاسم أن يظل مرادفا للمأساة، سواء كان حادثا يبكي الملايين، أو كارثة تمثل نقطة سوداء في حياة آلاف البشر.
فما بين مياه البحر المتوسط ومدينة مراكش المغربية بات اسم “إيلان” علامة على موقف مأساوي عاشته البشرية باختلاف جنسياتها في ظرف 8 أعوام بالتمام والكمال.
ولم يتوقف الحال عند تشابه الاسم فقط، بل امتد كذلك إلى توقيت وقوع الكارثة، ففي سبتمبر/أيلول من عام 2015 انفطرت القلوب لغرق الطفل السوري “إيلان”، وفي الشهر نفسه انهار باب “إيلان” التاريخي في مراكش بعد ما يقرب من 9 قرون من الصمود.
باب إيلان التاريخي
ففي ساعة متأخرة من مساء الجمعة ضرب زلزال مدمر شدته 7.2 درجة على مقياس ريختر، إقليم حوز المغربي، أودى بحياة 820 شخصا، وأصاب 672 آخرين.
وعانت مدينة مراكش بمعالمها التاريخية من الآثار السلبية للزلزال المدمر، فلم تتحمل بعض مبانيها القديمة والتاريخية شدة الهزة الأرضية، حتى فوجئ المارة بانهيار باب “إيلان” العتيق، الذي بُني في سنة 1126 ميلادية.
ويعتبر باب “إيلان” من بين الأبواب الرئيسية لدولة المرابطية، وشهدت بعد مرور 3 سنوات من بنائها معركة كان فيها الموحدون طرفا، حاولوا خلالها انتزاع الأرض من المرابطين.
وتولى في هذه المعركة مهمة الدفاع عن الباب قبيلة أمازيغية معروفة بـ”بني إيلين”، نجحت لاحقا في تحقيق الهدف بصد عدوان الموحدين، حتى حمل هذا الباب اسم “إيلان” تكريما لهذه القبيلة بحسب المذكور بموقع “trip culture the”.
الطفل إيلان
بعيدا عن صفحات كتب التاريخ التي وثقت الصراع الذي شهدته بوابة “إيلان” المغربية، كان لهذا الاسم حضور مدوي في عام 2015، حينما فُجع العالم بصورة مؤثرة، رصدت لحظة وجود جثمان الطفل السوري “إيلان” على شاطئ المتوسط بتركيا.
ولفظت مياه البحر المتوسط جثمان الطفل صاحب السنوات الثلاث على أحد الشواطئ التركية، في أعقاب غرقه رفقة شقيقه ووالدته أثناء استقلالهم قاربا ضم مهاجرين سوريين.
وما زالت صورة الطفل “إيلان” عالقة حتى اللحظة في أذهان كثيرين، خاصة لما أحدثته من ضجة واسعة، واستنفارها مشاعر كثيرين حول العالم.
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري أحيا كثيرون الذكرى الثامنة لغرق الطفل “إيلان”، قبل أن يباغتهم الزلزال المغربي المدمر بكارثة جديدة، انهار فيها سور “إيلان” في مراكش.