حرية – (14/9/2023)
في يومنا الحالي يمكننا الحصول على مكعبات الثلج بسهولة عبر تخزين القليل من المياه لساعات معينة داخل الثلاجة، إلا أن هذه العملية كان القدماء يقومون بها قبل آلاف السنين باستخدام بناية تؤدي نفس وظيفة الثلاجة حينها والتي تسمى باليخجال.
رغم تمكن تلك الحقب من الحصول على قطع الثلج من هذه البناية إلا أنه كان عملة نادرة، خاصة فترات الحرارة، انتشرت هذه البناية في البداية في بلاد فارس ثم انتقلت بعدها إلى بعض الدول مثل مصر والجزيرة العربية، والتي يعيد المؤرخون تاريخها إلى سنة 400 قبل الميلاد.
ما هو اليخجال الفارسي
حسب موقع “theculturetrip” الأمريكي تشير السجلات إلى أن هذه الهياكل تم بناؤها منذ عام 400 قبل الميلاد، ولا يزال الكثير منها قائماً منذ آلاف السنين، حيث قام المهندسون الفرس ببناء اليخجال في الصحراء لتخزين الجليد، الذي يُصنع عادةً في مكان قريب من البناية.
إذ توضع حفر صغيرة في الأرض بالقرب من البناية وتملأ بالماء، هذه البرك تكون ذات سمك رفيع، ما يسمح للمياه بالتجمد خلال انخفاض درجة الحرارة في الليل، فيما تنقل بعدها إلى اليخجال القريب منها وتحفظ لمدة طويلة.
استُخدم اليخجال لأغراض مختلفة مثل حفظ الأطعمة من اللحوم والحلويات، على الرغم من أن العديد منه قد تدهور بعد سيطرة تكنولوجيا التبريد والتجميد التجارية المعتمدة على الكهرباء والوقود الأحفوري، ما أدى لاختفاء هذه التقنيات الرائعة.
تم إحياء بعض الاهتمام بهذه التقنية القديمة كمصدر إلهام في تصميم المساكن منخفضة الطاقة والهندسة المعمارية المستدامة. يمكن لمثل هذه التقنيات القديمة أن تساهم في بناء القرى والمدن المستقبلية وسط الصحراء دون اتصال بشبكة كهرباء مركزية أو إمدادات وقود بعيدة أو ألواح طاقة شمسية باهظة التكلفة.
اليخجال أقدم ثلاجة عرفها التاريخ
حسب موقع “maxfordham” الأمريكي يعد اليخجال أو اليخشال أقدم تقنية معروفة لإنتاج الثلج وتبريد الطعام والماء، والتي بدأت في بلاد فارس، الكلمة مكونة من مقطعين: يخ وجال، والتي تعني حفرة الثلج.
فـ”يخ” في اللغة الفارسية القديمة هي ثلج، و”جال” هي الحفرة، لا تزال بعض المناطق في كل من إيران وأفغانستان وطاجيكستان تستخدم مصطلح yakhchāl أيضاً للإشارة إلى الثلاجات الحديثة.
اليخجال هو نوع من المباني القديمة كان يستخدم لإنتاج الثلج وسط الصحراء القاحلة. تميزت هذه المباني بقبة هرمية مخروطية عالية ومفتوحة من الأعلى تمثل أبراج الرياح للتخلص من الهواء الساخن، كان يتم توليد الجليد من إدخال الهواء البارد من أسفل ومن خلال تبخر الماء، وطرد الهواء الساخن عبر الأعلى.
يمكن تخفيض درجة الحرارة داخل المبنى إلى حد تجمد الماء، وكان من الممكن الوصول إلى درجات حرارة أقل بكثير من الصفر حتى عندما تتجاوز الحرارة الخارجية 40 درجة.
يبنى اليخجال عادة على بعد كيلومتر تقريباً من مركز المدينة. ويصل هيكله المخروطي إلى ارتفاع 18 متراً وسعته 5 آلاف متر مكعب. يستخدم في بناء اليخجال عادة ملاط فريد مقاوم للماء يسمى الصاروج. وهو ملاط من الرمل والطين والجير وشعر الماعز والرماد بنسب محددة ونسبة ضئيلة من بياض البيض.
يعتبر الصاروج عازلاً جيداً للحرارة، كما أنه مقاوم للماء والرطوبة، يبلغ سمك جدران الصاروج مترين على الأقل عند القاعدة. خلال النهار يكون اليخجال عازلاً وعاكساً للحرارة وطارداً لها من داخله؛ ما يحافظ على برودة الماء والثلج، بينما خلال الليل تكون درجات الحرارة داخله منخفضة حتى إنها تصل إلى درجات أقل بكثير من الصفر.