حرية – (14/9/2023)
منذ فجر التاريخ كانت الحروب والغزوات تتسبب في تطوير العديد من الأسلحة، التي تختلف في الأحجام حسب الحاجة، إذ شنّت دول وإمبراطوريات وممالك وقبائل لا حصر لها حروباً ضد بعضها البعض، كما كانت الحرب والصراع من الثوابت المميزة للعصر القديم.
إثر هذا التطور على مستوى الأسلحة تطورت الجيوش في العالم القديم، كما شُنت حروب كبيرة، سواء في الصين أو في روما القديمة، ما دفع كل الدول إلى تجهيز جنودها بالأسلحة الأكثر فاعلية وفتكاً على مر التاريخ.
من بين أشهر الأسلحة الفتاكة القديمة شهرة نجد:
أسلحة الجيش الروماني.. غلاديوس
غلاديوس هو أحد أهم الأسلحة الأساسية للجيش الروماني، حسب موقع “World Atlas” الكندي لا توجد فترة زمنية توضح الحقبة التي استُخدم فيها هذا السلاح، الذي يدخل في خانة السيوف القصيرة، كان سيف غلاديوس أحد أهم الأسلحة الحربية الرومانية خلال السنوات الأولى للإمبراطورية.
استخدم الرومان غلاديوس في صفوف المشاة، وهي الطريقة التي اشتهرت الفيالق الرومانية باستخدامها في القتال. كان جنود الفيلق يستخدمون درعهم الكبير لصد جميع الهجمات الموجهة إلى الجسد، بمجرد بدء الاشتباك مع أعدائهم، ويهاجمون باستخدام سيف “غلاديوس”.
لم تسعَ الجيوش الرومانية قط إلى تحقيق انتصار سريع في المعركة، بل تواصل سحق خصومها ببطء باستخدام هذا الشكل المرهق من القتال.
العجلة الحربية.. سلاح بلاد الرافدين
ظهرت العجلة الحربية التي تجرها الخيول للمرة الأولى في وقت مبكر قبل 3 آلاف سنة من الميلاد في بلاد الرافدين (العراق وسوريا)، استخدم هذا السلاح للقيام بالعديد من الأمور، أهمها المهام الحربية في ساحة المعركة.
انتشرت العجلة الحربية بسرعة في العديد من الأماكن البعيدة أيضاً مثل بريطانيا، لكن استخدامها بصورة رئيسية كان في إمبراطوريات وممالك منطقة الشرق الأوسط، صُمّمت العجلات الحربية لتكون قادرة على الاصطدام بقوة والمناورة بسهولة وسط تشكيلات فرق المشاة.
بالإضافة إلى ذلك استخدمت هذه العجلة لتحريك رماة السهام، وذلك لاختراق صفوف العدو واستهداف مراكز قوته، ظهرت أيضاً تصميمات لعجلات حربية مماثلة ذات شفرات حادة مثبتة على جوانب عجلاتها، للانطلاق بها وسط صفوف الجيش المنافس.
الخوبيش.. سلاح الجيوش في مصر القديمة
يعتبر الخوبيش أحد أهم الأسلحة القديمة في صفوف جيوش مصر، والذي كان يعمم في عموم جنود الجيش المصري، فيما كان نبلاء الدولة يستخدمون العجلات الحربية خلال الحروب.
يشتهر الخوبيش بتصميمه الشبيه بالمنجل، وكان طوله استثنائياً في ذلك الوقت، حيث وصل إلى حوالي 60 سنتيمتراً. منح هذا التصميم الجنود المصريين ميزة كبيرة ضد القوات الأخرى، التي كانت تستخدم الرماح والسيوف القصيرة.
كان الخوبيش ثقيلاً أيضاً على نحو استثنائي، وهو ما جعله أداةً مثالية لاختراق الدروع الخشبية والسترات الواقية المصنوعة من البرونز والجلد. غالباً ما يُعتبر الاعتماد على الخوبيش في ساحة المعركة أحد الأسباب الرئيسية لبروز مصر لتكون قوة عظمى في أعقاب انهيار العصر البرونزي.
سلاح الشرق الأوسط وأفريقيا.. فيلة الحرب
استخدمت الفيلة في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند خلال الحروب، رغم الجدل الواقع بين المؤرخين حول فاعلية الفيلة خلال الحرب والقتال، إلا أن حالة الرعب والذعر التي تسببت فيها هذه الحيوانات في صفوف العدو كانت كبيرة.
من الصعب تخيُّل حالة الجندي عند مواجهة حيوان مثل الفيل في ساحة المعركة، لاسيما أنَّ الجندي العادي لم يكن لديه أدنى فكرة عن الفيل ليتعامل معه. كان الأمر أشبه بأن تجد نفسك في قتال ضد مخلوق من الفضاء الخارجي.
سلاح القوس المنحني إلى الخلف
هو من بين أقوى الأسلحة في العالم القديم، ورغم عدم وجود وثائق تُظهر مَن اخترعه، فإنه استُخدم في صفوف الجنود المنحدرين من سهوب آسيا الوسطى، ومن بين أشهر الشعوب التي استخدمت هذا النوع من الأسلحة شعب “الهون”.
وصل الهون إلى أعتاب العالم المتحضر لأول مرة في وقتٍ ما في منتصف القرن الرابع الميلادي، واجتاحوا معظم أنحاء أوروبا الشرقية والوسطى، وكانوا على وشك الوصول إلى روما نفسها.
اشتهر هذا الشعب بأقواسه الحربية المنحنية إلى الخلف، لم يكن هذا الشعب يحب الاشتباك المباشر مع العدو، لكنه كان يجيد إطلاق السهام عليه من مسافات بعيدة جداً.
ساعد تصميم هذه الأقواس والانحناء الموجود بها في توليد دفع كبير، يساعد في اختراق الدروع الثقيلة لجنود الأعداء.
بيلوم.. الرمح القصير للرومان
بيلوم رمح قصير، استخدمه الجنود الرومان في معظم معاركهم، وكان لهذا السلاح أثر مدمر في ساحة المعركة، فقد شكَّل “بيلوم” استثناءً بسبب تصميمه الفريد والمبتكر، إذ يتكوّن هذا النوع من الأسلحة من ساق خشبية تتصل بها ساق حديدية ذات رأس حاد مدبب في نهايتها.
لم يكن “بيلوم” مصمماً خصيصاً لغرض القتل، بل لعرقلة جنود العدو، كان الجنود الرومان يلقون بهذه الرماح وسط صفوف العدو بمجرد أن يصبح على مدى قريب. تغرس رماح “بيلوم” في دروع قوات الخصم كما هو مخطط لها، وكانت محاولة إزالتها من الدرع شبه مستحيلة، بسبب رأسها الحاد المدبب.
تركت هذه الاستراتيجية جندي العدو في موقف محفوف بالمخاطر، فإما أن يتخلّى عن الدرع ويترك نفسه هدفاً سهلاً للقتل، أو يواصل القتال باستخدام درع أقل فاعلية.
ساريسا.. أشهر أسلحة الإسكندر الأكبر
ساريسا هو رمح طويل استُخدم خلال حروب الإسكندر الأكبر في مقدونيا، بلغ طول هذا السلاح قرابة 8 أمتار، ما أعطاه ميزة جيدة خلال الحروب والقتال، كان معظم الجنود في ذلك الوقت مسلحين برمحٍ بسيط ودرع، ولم يكن لديهم أمل في استهداف المقاتل حامل الساريسا.
استخدم هذا السلاح من قبل الإسكندر الأكبر، خاصة في الحروب ضد الإمبراطورية الفارسية خلال القرن الثالث الميلادي، إذ أمر الإسكندر بتجهيز جميع الجيوش بهذا النوع من الأسلحة لكي يحصل على جيش قوي لا يمكن هزيمته بسهولة.
تشو-كو-نو.. أحد أقدم الأسلحة بالصين
في القرن الرابع قبل الميلاد بالصين، سمح سلاح تشو-كو-نو لمجموعة صغيرة من رماة السهام الصينيين بإطلاق وتيرة ثابتة من السهام، دون الحاجة إلى إعادة التعبئة، وذلك بفضل قدرته على حمل 10 إلى 15 سهماً في المرة الواحدة.
كان معدل إطلاق السهام البطيء أحد العيوب الرئيسية للأقواس العادية التقليدية، كما كانت الطريقة التي يُطلق بها هذا السلاح الصيني السهام مختلفة كثيراً عن الأسلحة المشابهة التيؤ عثر عليها في أوروبا، إذ لا تطلق السهام من وضعية الكتف التقليدية، بل من وضعية الورك، أدت هذه التقنية إلى بعض المشكلات المتعلقة بالدقة، لكن معدل إطلاق السهام الهائل عوَّض هذا العيب.
فيلكس.. سلاح الإمبراطورية الرومانية
استُخدم هذا المنجل لأول مرة من جانب مقاتلي مملكة داتشيا، الذين كانوا من أشرس المقاتلين في العالم أثناء حكم الإمبراطورية الرومانية، كان المنجل عبارة عن سيف طويل منحني نحو الخارج باتجاه العدو، ويُستخدم بيد واحدة أو بكلتا اليدين.
كان هذا السلاح من بين الأقوى في تلك الفترة، إذ كان باستطاعته اختراق صفوف العدو وإصابة المقاتلين، حتى في ذروة قوتهم.