حرية – (21/9/2023)
احمــد خالــد الحمــداني
إن أغلى ما يملك المرء الوطن والعقيدة، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه.
لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلاً، ومن أجله تضحي بكل غالٍ ونفيس، بل إن بعض المخلوقات إذا تم نقلها عن موطنها الأصلي فإنها تموت، فالكل يحب وطنه، فإذا كانت هذه سنة الخالق في المخلوقات فقد جعلها فطرة الإنسان، وإلا فما الذي يجعل الإنسان الذي يعيش في المناطق شديدة الحرارة، والذي يعيش في القطب المتجمد الشمالي تحت البرد القارس، أو ذلك الذي يعيش في الغابات والأدغال ، ما الذي جعلهم يتحملون كل ذلك إلا حبهم لوطنهم وديارهم!!
لذلك كان من الحقوق والواجبات الاجتماعية في كل العقائد والتي هي فطرة الإنسان حقوق الوطن والأرض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها ويعبد الله تحت سمائها، وأول هذه الحقوق الحب الصادق لهذا الوطن و أن يسعى كل فرد فيه للحفاظ عليه وتنميته وازدهاره، ليشعر جميع أفراده أنهم متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بينهم ولا تمايز، فحب الوطن لا يكون بمجرد الكلمات والشعارات، بل هو مرتبط بسلوك الفرد المحب ارتباطًا لا انفكاك منه، يلازمه في كل مكان، في حله وترحاله، في المنزل والشارع، في مقر عمله وفي سهوله ووديانه.
حب الوطن يظهر في احترام أنظمته وقوانينه، وفي التشبث بكل ما يؤدي إلى وحدته وقوته، حب الوطن يظهر في المحافظة على منشآته ومنجزاته، وفي الاهتمام بنظافته وجماله، حب الوطن يظهر في إخلاص العامل في مصنعه، والموظف في إدارته، والمعلم في مدرسته، حب الوطن يظهر في إخلاص أصحاب المناصب والمسؤولين فيما تحت أيديهم من مسؤوليات وأمانات، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمواله وثرواته، حب الوطن يظهر في تحقيق العدل ونشر الخير والقيام بمصالح الناس كلٌّ حسب مسؤوليته وموقعه، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمنه واستقراره والدفاع عنه، حب الوطن يظهر بنشر القيم والأخلاق الفاضلة ونشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع، وأن نحقق مبدأ الأخوة في نفوسنا، وأن ننبذ أسباب الفرقة والخلاف والتمزق.
ولما تقدم اناشدكم بأسم الوطن ان نكون عراقيون محبين للوطن وان لا نقدم المصالح الشخصية على العمل وحب الوطن.
عندما رشحت نفسي لانتخابات مجالس المحافظات عن (بغداد) هو من أجل أن أكون في موقع استطيع من خلاله المساهمة في بناء عاصمتنا الحبيبة بغداد وتحقيق الخير والرفاهية لها ولأهلها وأحاول أن أعيد بغداد إلى زهو جمالها ، بغداد التي كانت قبلة العالم في السياحة والثقافة والفن والعمران.
حيث قال الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد عن العراق
عندَما كُوِّرَتْ عندَما كلُّ آياتِها صُوِّرَتْ قيلَ للشمسِ أن تَستَقيمَ على مَوضعٍ لا تَغيبْ وَلِلنَّجمِ كُنْ أنتَ منها قريبْ ثمَّ خُط َعلى الأرضِ مُنعَطَفانْ تَبَجَّسَ بينهُما الماءُ، وانحَسَرَتْ آيَتانْ بمُعجِزَةٍ تَجريانْ فالتَقى الفجرُ باللَّيلِ .