حرية – (5/10/2023)
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي اليوم الخميس إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا “تبدي قلقاً غير صادق بشأن النساء والفتيات الإيرانيات”.
وكانت الدول الثلاث أعربت أمس الأربعاء، عن قلقهما على مصير فتاة إيرانية دخلت في غيبوبة منذ وقعت مشادّة بينها وبين عناصر في شرطة الأخلاق في مترو طهران.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة “إكس”، (تويتر سابقاً)، أنه “في إيران، شابة تقاتل من أجل حياتها مرة أخرى، لمجرد أنه أمكن رؤية شعرها في مترو الأنفاق. هذا أمر لا يطاق”.
بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران، أبرام بالي، على المنصة نفسها “أنا مصدوم وقلق بسبب التقارير التي تفيد بأن ما يسمى الشرطة الأخلاقية الإيرانية اعتدت” على الفتاة. وأضاف “نحن نراقب وضعها الصحي. ونواصل دعم الشعب الإيراني الشجاع ونعمل مع العالم لمحاسبة النظام على انتهاكاته”.
ووفقاً لمنظمة “هينغاو” غير الحكومية ومقرها في النرويج، فإن الفتاة أرميتا غاراواند البالغة من العمر 16 عاماً، أصيبت بجروح خطرة خلال مشاجرة اندلعت بينها وبين شرطيات في شرطة الأخلاق في مترو الأنفاق بالعاصمة الإيرانية.
بلبلة على مواقع التواصل
وأصبحت قضية هذه الفتاة محور نقاشات عدة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول مقطع فيديو يُظهر، بحسب البعض، الشابة التي بدا أنها غير محجبة تُدفع من قبل شرطيات إلى داخل قطار المترو، قبل أن تسقط أرضاً ويتمّ نقلها بعيداً من دون أن يتحرك جسمها الذي بدا أشبه بلوح خشبي.
وتنحدر الفتاة من مدينة كرمانشاه، في غرب إيران ذي الأغلبية الكردية، وتعيش في طهران، بحسب هينغاو.
من جهتها، طالبت منظمة “حقوق الإنسان الإيرانية”، وهي منظمة غير حكومية مقرّها النرويج، بإجراء “تحقيق دولي مستقل” في هذه الواقعة، متهمة طهران بأن لها “تاريخاً طويلاً من تشويه الحقائق وإخفاء الأدلة على جرائمها”.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم، إن “الجمهورية الإسلامية تواصل مضايقة النساء وقمعهن بحجة مكافحة انتهاكات الحجاب الإلزامي”.
وبحسب هذه المنظمة الأهلية، فإن التلميذة تتلقى العلاج في مستشفى الفجر بطهران في وحدة تخضع لإجراءات أمنية مشددة.
ضغوط على الأهل
ونُشرت صورة للفتاة وهي ترقد في سرير مستشفى متصلةً بأنبوب معدي، ورأسها ورقبتها مغطيين بالضمادات.
وقالت “هينغاو” إن والديها أجريا داخل المستشفى مقابلة مع وسائل إعلام حكومية إيرانية، مؤكدة أن المقابلة جرت “تحت ضغط كبير” و”بحضور ضباط أمن رفيعي المستوى”.
وتذكر هذه الواقعة بوفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
رواية مختلفة
وفي تقريرها حول واقعة مترو الأنفاق، أوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” أن “تلميذة تبلغ 16 عاماً أغمي عليها أثناء صعودها على متن القطار بسبب انخفاض في ضغط الدم”.
ونفى الرئيس التنفيذي لمترو الأنفاق في طهران مسعود دوروستي وقوع أي “نزاع لفظي أو جسدي” بين الفتاة “وركاب المترو أو كوادره”.