حرية – (15/10/2023)
قرب مدينة سديروت في جنوب إسرائيل، تطلق دبابات إسرائيلية النار بشكل منتظم على قطاع غزة. قرب المكان، تصل حافلة تحدث ضجة ويخرج ركابها من اليهود المتشددين وهم يرقصون، ويطلقون صيحات تشجيع للجنود.
التناقض صارخ بين السيارة الملونة التابعة لحركة “حباد” الحسيدية، ومشهد الحرب الذي يتكشف في المقابل.
تطلق ست دبابات متحصنة خلف خنادق محفورة في أراضٍ زراعية، مدافعها بصوتٍ عالٍ يصم الآذان.
يشارك نحو ستة أشخاص من اليهود المتشددين يرتدون كلهم سراويل سوداء وقمصاناً بيضاء، في الاحتفال، بينما يلتقط راكب في سيارة دفع رباعي على بعد أمتار قليلة صورة ذاتية مع الدبابات في الخلفية.
ويردد أحدهم، “هذا جيد”، فيما تهتز الأرض تحت أرجلهم عندما تنطلق القذائف في الجو، بينما ينصرف اثنان من رفاقه إلى توزيع أكياس بلاستيكية صغيرة لجنديين قدماً لمقابلة المجموعة، لكن الجنديين يرفضان بأدب.
وجلب اليهود المتشددون نبيذاً وشموعاً وخبزاً للاحتفال بيوم السبت اليهودي.
مكتوب في التلمود
ويقول ليفي راينيتز من حركة “حباد” المعروفة أيضاً باسم “لوبافيتش”، وهي واحدة من الحركات اليهودية المتشددة الأكثر شهرة في العالم، “في التلمود، مكتوب أنه إذا جاء أحد ما لقتلك، عليك أن تقتله أولاً. الآن أصبح الجميع يفهم ذلك”. ويضيف، “هناك إجماع، من الشمال إلى الجنوب، في اليمين كما في اليسار، أن على (حماس) أن تختفي”. ويتابع “الحياة ستكون أفضل بكثير (بالنسبة إلى المدنيين الفلسطينيين) بعد حركة (حماس)”.
وقال أحد جنود الاحتياط رافضاً كشف اسمه، “لا نطلق النار على مدنيين، لكن على إرهابيين”.
وشكلت هجمات “حماس” غير المسبوقة صدمة حقيقية لجميع سكان إسرائيل.
ويقول اليهودي المتشدد أبراهام ليفي (19 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، “مهما كان عدد الأشخاص الذين سنقتلهم (من جهة حماس)، نحن مسرورون”.
نشاط على الجبهات
وكانت سبع حافلات تابعة لحركة “حباد” تنشط أمس الجمعة، في شمال إسرائيل حيث يخشى من مواجهة محتملة مع “حزب الله” اللبناني، ولكن نشاط “حباد” تركز في الجنوب، حيث يتم الحديث عن هجوم كبير للقوات الإسرائيلية.
وسلمت الشاحنة التي كانت تتبعتها وكالة الصحافة الفرنسية، مئات الأكياس من طعام ومعدات السبت اليهودي إلى جندي الاحتياط يشاي كوهين في مدينة مجاورة.
وقال كوهين، “حضورهم مهم جداً”، معتبراً أن الاحتفالات التي يحييها اليهود المتشددون “تقوينا وتسعدنا وتعيد شحن طاقتنا”. وأكد أنه “في القتال لا إلحاد” في إسرائيل، مضيفاً “الجميع متدينون”.