الحرية | 24/10/2023
يحث وسطاء قطريون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسراع وتيرة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، ومنهم نساء وأطفال، والقيام بذلك دون توقع تنازلات من إسرائيل، وفقا لثلاثة دبلوماسيين ومصدر في المنطقة مطلع على المحادثات.
وفي غضون ذلك تتأهب إسرائيل لشن هجوم بري على الجيب.
وتقود قطر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين لإطلاق سراح أكثر من 200 رهينة أسرتهم حماس خلال هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأطلقت حماس يوم الاثنين سراح مدنيتين إسرائيليتين من القطاع المحاصر بعدما أطلقت سراح رهينتين أخريين تحملان الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية يوم الجمعة.
وقال مصدر خامس لرويترز يوم الثلاثاء، بعد اطلاعه على سير المفاوضات، إن قطر تناقش مع حماس وإسرائيل حاليا إطلاق سراح عدد أكبر من المدنيين. وأضاف المصدر أن المحادثات تحرز تقدما.
وقال الدبلوماسيون والمصدر المطلع إن المحادثات لا تشمل أيا من الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس. وتقول حماس إن هؤلاء الجنود المحتجزين يمثلون أصولا استراتيجية يمكن للحركة أن تقايضها في نهاية المطاف مقابل تنازلات كبيرة من إسرائيل.
وفي واشنطن قال مصدران أمريكيان إن الولايات المتحدة على علم بأن قطر تضغط على حماس للإفراج على الفور عن مجموعة كبيرة من الرهائن ودون توقع أي تنازلات من إسرائيل في المقابل.
وأسرت حماس ومسلحون آخرون نحو 222 شخصا تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و85 عاما خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسقط مئات القتلى في جنوب إسرائيل. وبحسب روايات الناجين، أطلق المسلحون الفلسطينيون النار على سائقي السيارات وطاردوا المدنيين، ومنهم أطفال، حتى منازلهم وأضرموا النار في البعض أو طعنوهم حتى الموت.
* التحدي اللوجستي
ردا على ذلك، شنت إسرائيل قصفا على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 5700 شخص حتى الآن، منهم أسر كاملة دفنت تحت أنقاض منازلها، وإصابة وتشويه آلاف آخرين وتشريد نحو مليون نسمة. وتخطط إسرائيل الآن لشن هجوم بري على القطاع للقضاء على حماس.
ومن بين الحجج، التي تقول ثلاثة مصادر إن قطر ربما تستخدمها في اتصالاتها مع حماس، هي أن إطلاق سراح مجموعة كبيرة من الرهائن المدنيين من شأنه أن يخفف العبء اللوجستي الكبير على الحركة المسلحة في أثناء مواجهتها مع إسرائيل.
وقال الدبلوماسيون والمصدر إن إطعام وإيواء الرهائن ورعاية الجرحى أمر صعب بالنسبة لحماس بينما تستعد لمواجهة هجوم إسرائيلي في حين لا يتوفر سوى القليل من الغذاء والدواء لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت المصادر الثلاثة إن تتبع الرهائن الذين تحتجزهم عدة مجموعات في مواقع مختلفة، يجعل هذه المهمة أكثر صعوبة.
وقال المصدر المطلع على مفاوضات الأسرى إن حماس لم تتوقع على الأرجح احتجاز هذا العدد الكبير من الأسرى ولم تستعد له. وقال مسؤولون إسرائيليون إن العديد من الرهائن قد يكونوا محتجزين في شبكة أنفاق غزة.
وأضاف المصدر المطلع “لم تتوقع حماس مثل هذا النجاح الكبير للعملية. الآن لديهم كل هؤلاء الرهائن ولا يعرفون ماذا يفعلون بهم”.
وقال مصدران إن قطر أبلغت حماس بأن إطلاق سراح عدد كبير من المدنيين يمكن أن تكون له فوائد دبلوماسية من خلال إظهار الجماعة، التي تعتبرها العديد من الدول الغربية منظمة إرهابية، مراعاة للمخاوف الإنسانية الدولية المتعلقة باحتجاز الأطفال وغيرهم من المدنيين.
* الجنود الأسرى
لم يرد أحد ممثلي حماس في قطر على طلب التعليق، كما لم ترد وزارة الخارجية القطرية على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق.
وفي القدس قال مسؤول إسرائيلي إن حماس تستخدم أزمة الرهائن للدعاية وتحاول تقديم نفسها بمظهر إنساني من خلال إطلاق سراح عدد ممن خطفتهم. ووصف المسؤول ذلك بأنه “حرب نفسية نازية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ماثيو ميلر للصحفيين يوم الاثنين إن واشنطن تريد “رؤية جميع الرهائن وقد تم إطلاق سراحهم. نريد أن نراهم أحرارا دون قيد أو شرط… وفي أقرب وقت ممكن”.
وإطلاق سراح المدنيين يعني أن حماس لن تحتجز سوى العسكريين وأفراد الأمن الإسرائيليين. وقال أسامة حمدان المتحدث باسم حماس يوم السبت إن مصير أسرى الجيش الإسرائيلي مرتبط بتبادل محتمل للأسرى ولن يتم مناقشته على أي حال حتى تتوقف إسرائيل عن مهاجمة غزة.