حرية – (28/10/2023)
عقب اتفاق أبرم بين صدام حسين وجاك شيراك، الذي شغل منصب رئيس الوزراء بتلك الفترة، اتجه العراق بالتعاون مع فرنسا خلال السبعينات للبدء بإنشاء برنامجه النووي.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية، تعرض مفاعل تموز النووي العراقي لقصف إيراني لم يلحق به أضرارا كبيرة، وعام 1981، قادت إسرائيل عملية أوبرا (Opera) التي شنت من خلالها قصفا جويا على المفاعل العراقي الذي أصبح خارج الخدمة.
وقبل ذلك بفترة وجيزة، وجهت إسرائيل ضربة للبرنامج النووي العراقي عن طريق اغتيال يحيى المشد الذي مثّل أبرز العلماء النوويين بالعراق بتلك الفترة.
الانتقال نحو العراق
أثناء مسيرته العلمية، درس يحيى المشد، المولود سنة 1932، الهندسة بجامعة الإسكندرية وتخرج مهندسا بمجال الهندسة الكهربائية، وبفضل منحة حصل عليها من الدولة المصرية، انتقل المشد سنة 1956 نحو موسكو حيث واصل تعليمه بمعهد الهندسة الطاقية.
وبعد ست سنوات، حصل الأخير على درجة الدكتوراه بمجال الهندسة النووية. وعقب ذلك، عاد يحيى المشد نحو مصر وعمل باللجنة المصرية للطاقة الذرية كباحث ومهندس.
عقب حرب 1967، توقفت الأبحاث النووية بمصر. وبعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، تحولت الأبحاث المصرية نحو مجالات طاقية أخرى.
وبسبب ذلك، تعقدت وضعية يحيى المشد الذي سرعان ما قرر الالتحاق بالبعث العراقي.
وبالعراق، وجد يحيى المشد ضالته حيث وافق هذا العالم المصري على العمل على البرنامج النووي العراقي كما درّس في الآن ذاته بجامعة التكنولوجيا ببغداد.
اغتيال يحيى المشد
بشكل مفاجئ، عثرت السلطات الفرنسية يوم 14 حزيران/يونيو 1980 على يحيى المشد ميتا بفندق لو ميريديان (Le Méridien) بالعاصمة باريس، وحسب بعض التقارير الفرنسية، عثر على جثة يحيى المشد مصابة على مستوى العنق بضربة سلاح أبيض كما عثر أيضا على عدد من الطعنات بمختلف أرجاء جسمه.
وإضافة لفرضية قتله بسلاح أبيض، تحدث البعض عن تعرض يحيى المشد للعنف الشديد ما تسبب في فقدانه لوعيه وموته.
وبعد بضعة أسابيع، تحدثت السلطات الفرنسية عن عثورها على جثة فتاة كانت على صلة بيحيى المشد حيث قتلت الأخيرة بشكل غامض عقب دهسها من قبل سائق سيارة لاذ بالفرار.
عقب هذه الحادثة، تحدث المحققون الفرنسيون عن وقوف الموساد الإسرائيلي وراء عملية اغتيال يحيى المشد على الرغم من عدم امتلاكهم أدلة واضحة تدين الإسرائيليين. وفي الأثناء، تحدثت إسرائيل عقب اغتيال يحيى المشد عن توجيهها لضربة قاضية للبرنامج النووي العراقي وتأخيره دون أن تعلن مسؤوليتها بشكل رسمي عن عملية الاغتيال.انتهى