حرية – (28/10/2023)
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، دخول شمال غزة، في إطار توسيع عملياته البرية في القطاع خلال الليل، مشيراً إلى أن قواته “لا تزال في الميدان”، بينما قالت حركة “حماس”، إن مقاتليها يواجهون هجمات إسرائيل بـ”كامل قوتهم”، مشيرة إلى اشتباكات مباشرة، مساء الجمعة، بين مقاتليها والجيش الإسرائيلي، وسط قصف جوي عنيف، مع استمرار انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إن تل أبيب ستسمح بدخول شحنات محملة بالغذاء والماء والأدوية إلى قطاع غزة، بينما أضاف المتحدث أفيخاي أدرعي على منصة “إكس”، أن قواتاً من المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية، تشارك في العملية العسكرية الإسرائيلية، ويرافقها إطلاق نار كثيف”، مشيراً إلى “هجمات مكثفة وواسعة النطاق جواً وبحراً على القطاع”، بينما لفت إلى استخدام 100 طائرة مقاتلة ومئات الصواريخ في غارات مساء الجمعة وصباح السبت.
وتفرض إسرائيل، حصاراً كاملاً على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، وقطعت إمدادات الماء والكهرباء والوقود، بينما شهد القطاع أعنف غارات جوية منذ بدء الحرب، مساء الجمعة وصباح السبت.
وقالت “حماس”، إن مقاتليها يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل، بعدما كثفت هجماتها على غزة.
واستمر انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لأكثر من عشر ساعات، حتى صباح السبت. وقالت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر إن الانقطاع بسبب القصف الإسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة: “إضافة إلى الهجمات التي نُفذت في اليومين الماضيين، توسع القوات البرية عملياتها الليلة”، مما يثير تساؤلاً بخصوص ما إن كان الاجتياح البري المرتقب منذ وقت طويل لغزة قد بدأ.
وأضاف أن القوات الجوية الإسرائيلية تنفذ ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها “حماس” وغيرها من البنية التحتية التابعة للحركة.
https://x.com/AsharqNews/status/1718198473890144297?s=20
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر منصة التواصل “إكس”، إن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) تمكنا الليلة الماضية من “تصفية رئيس المنظومة الجوية” التابعة لحماس عصام أبو ركبة.
وأضاف أدرعي، أن أبو ركبة “كان مسؤولاً عن إدارة منظومات الطائرات المسيَّرة والمظلات الشراعية وأنظمة الاستطلاع الجوي والدفاع الجوي” التابعة للحركة، لافتاً إلى أنه “شارك بحكم وظيفته في تخطيط وتنفيذ هجمات السابع من أكتوبر”.
“انتقام إسرائيل”
من جانبه، قال مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة MSNBC إن إسرائيل “بدأت الانتقام” من “حماس”، مضيفاً: “غزة ستشعر بغضبنا الليلة”.
وقال لشبكة FOX NEWS الأميركية: “سيستمرون في تلقي ضرباتنا العسكرية، حتى نقوم بتفكيك آلتهم العسكرية وحل بنيتهم السياسية في غزة. عندما ينتهي هذا، ستكون غزة مختلفة تماماً”.
وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه، أن توغلاً قام به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الليل يتركز معظمه في شمال قطاع غزة.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن قرار توسيع العمليات البرية في غزة اتخذه مجلس الحرب الإسرائيلي، الخميس، بعد وصول المباحثات بشأن إطلاق محتمل لسراح المحتجزين في قطاع غزة إلى طريق مسدود.
واحتشدت القوات الإسرائيلية خارج غزة حيث تشن إسرائيل حملة قصف جوي مكثفة منذ الهجوم، الذي شنه مئات من مقاتلي “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر على مناطق سكنية إسرائيلية قريبة من القطاع.
وتقول إسرائيل إن 1400 شخص قتلوا في هذا الهجوم معظمهم مدنيون فيما أخذت حماس أكثر من 200 رهينة بعضهم يحملون جنسية أخرى إضافة إلى الإسرائيلية.
في المقابل، قالت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” في وقت متأخر، الجمعة، إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال شرق غزة، وفي البريج بوسط القطاع.
وذكرت “حماس” في بيان، في وقت مبكر، السبت، أن “كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات”.
وأضاف البيان: “لن يستطيع نتنياهو وجيشه المهزوم، تحقيق أي إنجاز عسكري”.
واستهدفت ضربات جوية إسرائيلية، مساء الجمعة، مناطق محيطة بالمستشفى الرئيسي في القطاع “الشفاء”، ومحيط المستشفى الإندونيسي، وذلك في أعقاب مزاعم الجيش الإسرائيلي، بأن حركة “حماس”، تستخدم مستشفى الشفاء، لـ”إخفاء أنفاقها ومراكز عملياتها”، وهو ما نفته الحركة.
ضحايا وأحياء تحت الأنقاض
وأفاد مراسل “الشرق” في غزة، بأن الجيش الإسرائيلي كثّف غاراته العنيفة على شمال قطاع غزة، مساء الجمعة، تجاه بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وأحياء مدينة غزة، والتي ترافقت مع استمرار القصف المدفعي على طول مساحة خطوط التماس الشرقية في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح، وصولاً إلى مخيم البريج في وسط القطاع.
ونقل المراسل عن شهود عيان، أن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة، أودت بحياة عشرات الضحايا بمحيط مستشفى الشفاء في حي “الرمال”، بينما قالت فرق الإنقاذ المدني، إن أعداداً كبيرة من الضحايا والأحياء لا تزال تحت الأنقاض مع تعذر الوصول إليهم.
وأوضح مراسل “الشرق” في غزة، أن وزارة الصحة في القطاع، “لم تستطع التوصل إلى أي حصيلة أولية لضحايا الهجمات الإسرائيلية في مساء الجمعة وصباح السبت”، بسبب الغارات العنيفة المستمرة.
وذكر أن الاشتباكات العنيفة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية تدور عبر محورين، الأول على مقربة من حدود مخيم البريج مع إسرائيل، وعلى حدود بلدة بيت حانون في شمال القطاع. وقال إن كتائب “القسام” أفادت بإفشال الاقتحام الإسرائيلي، على الرغم من كثافة القصف الجوي الذي لم يتوقف.
قطع كامل للاتصالات والإنترنت
وقطعت إسرائيل بشكل كامل الاتصالات وخدمات الإنترنت عن قطاع غزة، وعطلت كافة خدمات الهاتف الخلوي في كافة أرجاء القطاع، بما في ذلك التي تزودها شركات إسرائيلية أو فلسطينية.
وأوضح مراسل “الشرق”، أن الانقطاع الكامل للاتصالات والإنترنت، ساهم في إرباك هائل للقطاع الصحي في قطاع غزة، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف تحاول الوصول إلى الأماكن التي تعتقد أن بها ضحايا ومصابين وسط توقعات بسقوط عدد كبير من الضحايا.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل”، أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في غزة، انقطاعاً كاملاً لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، بأن القصف طال محيط مستشفيات “الشفاء” و”الإندونيسي” وسط القطاع، مشيرة إلى أن الطيران الإسرائيلي أغار أكثر من عشر مرات على محيط المستشفيين.
ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية، أن الطيران الإسرائيلي، استهدف منازل مواطنين في مخيم الشاطئ، وفي النصيرات وبيت لاهيا وبيت حانون، وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع.
فقدان الاتصال بالطواقم الطبية
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها فقدت تماماً كافة الاتصالات مع غرفة عملياتها في غزة، وكذلك فرقها العاملة هناك، فيما أعلنت الحكومة في القطاع، أن فرق الإنقاذ لا تستطيع تلقي اتصالات الطوارئ.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الجمعة، إن المنظمة فقدت الاتصال بموظفيها في غزة ومع المرافق الصحية وبقية شركائها بالمجال الإنساني هناك.
على نحو مماثل، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إنها لم تتمكن من الوصول إلى بعض الزملاء الفلسطينيين، وأعربت عن قلقها بشكل خاص على “المرضى والطاقم الطبي وآلاف العائلات التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى”.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن المنظمة لم تعد قادرة على التواصل مع موظفيها في غزة.
“مجزرة جديدة”
ورداً على اتهامات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لحركة “حماس” بإخفاء مقر قيادتها تحت مجمع “الشفاء” الطبي، قال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، إن ما قاله المتحدث “لا أساس له من الصحة”، محذراً من أن هذه “الأكاذيب تمثل تمهيداً لارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء شعبنا ستكون أكبر من مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني”.
وكان مستشفى “المعمداني” قد تعرض لقصف أسفر عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة المئات، فيما تبادل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بالوقوف وراء القصف.
وقال الرشق إن أكثر من 40 ألف مواطن يلجأون إلى مستشفى الشفاء، حيث “نزحوا في محاولة لتجنب القصف الذي طال كل شيء”، مضيفاً “نحذر من مجزرة جديدة، ونطالب قادة الدول العربية والإسلامية ودول العالم بالتحرك لوقف جرائم الإبادة بحق شعبنا”.
وحذرت منظمة العفو الدولية، السبت، من أن المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لخطر غير مسبوق مع قطع إسرائيل وسائل الاتصال وتوسع الهجمات البرية.
وقالت المنظمة عبر منصة “إكس”: “في منظمة العفو الدولية، فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة، وتواجه منظمات حقوق الإنسان عقبات متزايدة تصعّب توثيق الانتهاكات بسبب كثافة الهجمات الإسرائيلية وقطع الاتصالات”.
وأضافت: “يجب على إسرائيل أن توقف فوراً هجماتها العشوائية وغير المتناسبة التي تسببت بمقتل وإصابة آلاف المدنيين، بما في ذلك أكثر من 3000 طفل”.