حرية – (25/11/2023)
عثر على بقايا ما يعتقد أنه معبد يعود لـ 1400 عام مضت في أراض زراعية خاصة قرب بلدة ساتون هو في مقاطعة سوفولك البريطانية.
وأعلن مجلس المقاطعة اكتشاف بقايا قاعة ملكية خشبية كبيرة في بلدة رندلشام العام الماضي، مما يؤكد أن الموقع شكّل مستعمرة لملوك مملكة أنجليا الشرقية East Anglia.
وقال المجلس بأن عمليات الحفر خلال العام الحالي قادت إلى العثور على أدوات معدنية مشغولة بطريقة فاخرة ومرتبطة بالوجود الملكي على تلك الأرض، شملت قالباً يستخدم لصب أحزمة الخيول المزخرفة المشابهة لتلك المعروفة في منطقة ساتون هو المجاورة.
وتبين أن مساحة المجمع المكتشف في رندلشام أكثر من ضعفي الحجم الذي اُعتقد سابقاً، ويحده خندق يبلغ طوله 1.5 كيلومتر ويحيط بمساحة 15 هكتاراً، أي ما يعادل مساحة 20 ملعب كرة قدم.
متطوعون يساعدون في التنقيب
وأشار المجلس إلى أن المقر الملكي كان جزءاً من مجمع استيطاني واسع النطاق يمتد على مساحة 50 هكتاراً (500 ألف متر مربع) وهو أمر مميز جداً في علم الآثار في إنجلترا بين القرنين الخامس والثامن من حيث حجمه وتركيبته المعقدة.
ويعتقد بأن مدفن السفينة الكبيرة في ساتون هو والتي تبعد حوالى أربعة أميال من رندلشام كانت المثوى الأخير للملك ريدوالد الذي حكم في القرن السابع الميلادي.
وحدد الموقع في رندلشام بأنه مركز ملكي لمملكة أنجليا الشرقية من قبل الراهب والمؤرخ بيدا المبجل The Venerable Bede في كتابه “التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي” Ecclesiastical History of the English People.
وسجل بيدا في سجلاته بأن الملك ريدوالد حافظ على معبد ضم مذابح لآلهة ما قبل المسيحية إلى جانب مذبح للمسيح على رغم أنه لم يذكر على وجه التحديد أن موقعه في رندلشام.
واُكتشف المعبد المحتمل في رندلشام هذا الصيف من قبل مشروع علم الآثار المجتمعي في رندلشام التابع لمجلس مقاطعة سوفولك والممول من قبل “اليانصيب” Lottery.
وفي هذا السياق قال المستشار الأكاديمي الرئيس للمشروع البروفيسور كريستوفر سكال من جامعة كارديف وكلية لندن الجامعية إن “نتائج الحفريات في رندلشام تتحدث بوضوح شديد عن سلطة ملوك أنجليا الشرقية وغناهم وثروتهم وتطور المجتمع الذي حكموه”، مضيفاً أن “المعبد المحتمل أو دار العبادة يقدم دليلاً نادراً ومميزاً عن طبيعة ممارسة معتقدات ما قبل المسيحية في موقع ملكي، وهو أمر ارتكز عليه المجتمع الإنجليزي القديم، وتدل أسسه المميزة والضخمة على أن أحد المباني والذي يبلغ طوله 10 أمتار وعرضه خمسة أمتار كان مرتفعاً بشكل شاهق واستثنائي ومبني بقوة بالنسبة إلى حجمه، ولهذا نفترض أنه ربما شيد لهدف خاص، ويشبه بشكل خاص المباني الموجودة في أماكن أخرى في إنجلترا والتي تعتبر معابد أو دور عبادة، وبالتالي فلعله اُستخدم للعبادة التي سبقت الديانة المسيحية والتي مارسها الملوك الأوائل في أنجليا الشرقية”.
وكشفت الحفريات التي أُجريت خلال الصيف الماضي أسس ثلاث مبان خشبية جديدة بما فيها معبد محتمل.
أطفال مدارس يساعدون في التنقيب
كما حدد الباحثون دليلاً على الأشغال المعدنية التي طبعت القرن السابع، فضلاً عن مقبرتين تعودان لتاريخ غير محدد ودليل عن الاستيطان الباكر والأنشطة من العصور الحجري الحديث والبرونزي والحديدي والروماني.
وفي سياق متصل قالت المستشارة ميلاني فيغو دي غاليدورو، وهي نائبة عضو المجلس البلدي في مقاطعة سوفولك لشؤون حماية الطبيعة والآثار، “تختتم النتائج التي تم التوصل إليها هذا العام ثلاثة مواسم من العمل الميداني مما يؤكد الدلالة العالمية لآثار رندلشام وأهميتها البارزة في معرفتنا عن تاريخ إنجلترا القديم، وبوسع أي شخص منخرط في هذا المشروع أن يفتخر بأننا تمكنا معاً من تحقيق إنجاز ملحوظ”.
وأعلن المجلس البلدي بأن أعمال الحفر أصبحت مكتملة وبأن الخنادق والحفر الموجودة في الموقع ردمت، فيما يجري العمل حالياً على تحليل الاكتشافات التي عثر عليها مع توقع صدور النتائج العام المقبل.