حرية – (30/11/2023)
ناقش مسؤولو الدفاع من السعودية وإيران، التعاون العسكري “في أحدث علامة على أن الحرب بين إسرائيل وحماس تقرب بين الخصمين السابقين” وفق وكالة بلومبرغ.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أبلغ رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري أنه “يرحب بزيادة مستوى التعاون بين القوات المسلحة للبلدين” دون الخوض في تفاصيل.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الرياض، وفق ما ذكرت بلومبرغ.
وتتعارض طهران والرياض حول عدة قضايا دفاعية بما في ذلك وجود الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، والحرب الأهلية في اليمن، ودعم إيران للجماعات المسلحة المعادية للمصالح السعودية في جميع أنحاء المنطقة.
وقام البلدان بتطبيع العلاقات في مارس الماضي، بعد سنوات من التوتر بشأن النفوذ الإقليمي.
وتزايدت الاتصالات بين الرياض وطهران، بشكل متزايد، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث التقى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في وقت سابق من هذا الشهر للتعبير عن دعمهما للفلسطينيين، وفق بلومبرغ.
وكشفت الوكالة، الأربعاء، أن المملكة العربية السعودية عرضت على إيران تعزيز التعاون والاستثمار الاقتصادي في حال منعت طهران وكلائها الإقليميين من توسيع الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل وحماس في غزة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عرب وغربيين، مطلعين على الأمر، القول إن المقترح السعودي قُدِم بشكل مباشر، وكذلك عبر قنوات متعددة، منذ هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي والحرب التي تلت ذلك في غزة.
وقالت المصادر، التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها خلال مناقشة محادثات حساسة، إن إمكانية وجود مشاركة أعمق ظهرت أيضا في اللقاء الذي جمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على هامش القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في الرياض في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأكد مصدر، وصفته الوكالة بأنه “من الجانب السعودي” ولديه معرفة مباشرة بالاتصالات رفيعة المستوى، أن تركيز ولي العهد ينصب على وقف التصعيد مع إيران.
وأضاف أن محمد بن سلمان ومساعديه عبروا في اجتماعاتهم مع المسؤولين الإيرانيين عن “مخاوف السعودية بشأن دعم إيران للجماعات المسلحة في العالم العربي وأيضا تطرقوا لفوائد التعاون”.
الوكالة أشارت إلى أنه “على الرغم أن من غير الواضح مدى جدية طهران في التعامل مع مبادرة الرياض، إلا أنه تم حتى الآن تجنب نشوب حرب إقليمية”.
وأضافت أن السعوديين وحلفاءهم العرب “لا يزالون يخشون احتمال حدوث هذا الأمر في حال مضت إسرائيل قدما في حملتها العسكرية الرامية للقضاء على حماس”.
ولفتت بلومبرغ إلى أن مسؤولا بوزارة الخارجية السعودية، والمتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، لم يتمكنا من الرد على الفور على طلب للتعليق.
وكانت السعودية، استضافت القادة العرب، والرئيس الإيراني، في قمتين بداية الشهر الجاري، حول الحرب في غزة، والتي أثارت مخاوف من تصعيد إقليمي.
وإذ تتفق إيران والسعودية على دعم الفلسطينيين، إلا أنهما تختلفان في عدة ملفات.
وطهران لا تدعم حماس فحسب، بل تدعم حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن الذين يخوضون حربا ضد التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.